كشفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، عن التحضير لدراسة تفصيلية للتكفل بالأحياء المصنفة ضمن "النقاط البيئية السوداء" عبر إقليم ولاية الجزائر، تتضمن حلولا مستدامة لمشاكل التلوث، من شأنها ضمان بيئة سليمة للمواطن. وجاء هذا الإعلان على هامش حملة تنظيف المحيط التي بادرت بها وزارة البيئة والطاقات المتجددة عبر كل ولايات القطر الوطني، حيث أعطيت شارة انطلاقها من حي الكاليتوس بباب الواديبالجزائر العاصمة، وقد ساهمت بدورها في عمليات التنظيف، التي شهدت مشاركة واسعة من طرف السلطات المحلية والهيئات ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين. وأكدت الوزيرة أن هناك اهتماما جديا للتكفل بمشكل الرمي العشوائي للنفايات بالعاصمة، موضحة أن الحفاظ على نظافة البيئة ليس من مهام السلطات العمومية فحسب، بل يُعتبر عملا تشاركيا، يستدعي انخراط المواطن وتعبئته لتكون سلوكاته حضرية؛ ما يسهم في المحافظة على البيئة وتثمين مواردها. و اعتبرت زرواطي أنه مهما توفرت الإرادة السياسية والتكنولوجيات والأغلفة المالية لتمويل الاستثمارات المسطرة ضمن استراتيجيات المحافظة على البيئة، تبقى كلها إجراءات لن تحقق الأهداف ما لم يسارع المجتمع إلى تبنّي ثقافة بيئية بكل أبعادها. وتجدر الإشارة إلى أن الحملة التي جاءت تحت شعار "جيب جيرانك نقوها"، جاءت في إطار سلسلة الحملات التحسيسية للمحافظة على المحيط والبيئة. ودعت الوزيرة إلى الاقتداء بالسلوك الحضاري لسكان حي آخر مجاور لحي الكاليتوس ببلدية باب الوادي، حيث عبرت عن ارتياحها لمجهودات سكان هذا الحي النموذجي من حيث التنظيم والحس المدني لسكانه بضرورة حماية البيئة، لتنتقل بعدها إلي حي فوج 9 ببلدية سيدي امحمد وحي النخيل ببلدية باش جراح، حيث أكدت مرة أخرى عزم السلطات على التكفل بالمحيط الخارجي والقضاء على كل "النقاط البيئية السوداء"، مشددة على ضرورة إشراك المواطن في مختلف المساعي الرامية إلى الحفاظ على البيئة. ونفت زرواطي وجود صلة بين الحملة وبروز داء الكوليرا، مشيرة إلى أن الحملة لم تكن ولن تكون "ظرفية"، بل تندرج في إطار الجهود "المستمرة" التي تقوم بها الوزارة للمحافظة على المحيط والإطار المعيشي للمواطن.