أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزغي، أمس، تسجيل رقم قياسي في إنتاج الحبوب هذه السنة، حيث بلغ 60,500 مليون قنطار، منها 31 مليون قنطار قمح صلب و7,9 مليون قنطار من القمح اللين، بالإضافة إلى 9,6 مليون قنطار من الشعير و79 ألف قنطار من الحمص و94 ألف قنطار من العدس. وإذ أشار إلى أن مستوى إنتاج الحبوب سجل ارتفاعا بنسبة 74,4 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة، أوضح الوزير بأن هذا الإنتاج الوافر سيسمح بتقليص فاتورة الواردات مع رفع قيمة الاستهلاك الوطني إلى 251 كيلوغراما للفرد الواحد، متوقعا مضاعفة الإنتاج الموسم القادم. وأرجع الوزير ارتفاع منتوج القمح بنوعيه الصلب واللين هذه السنة، إلى نتائج تطبيق السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي واصل دعم الفلاحين ومرافقتهم في مجال عصرنة وسائل الإنتاج واستعمال المعدات الحديثة، ما سمح حسبه بتوسيع المساحات المزروعة خلال الموسم الفلاحي الفارط إلى 3,446 مليون هكتار، منها 1,5 مليون هكتار مساحات مخصصة للقمح الصلب، تمثل يمثل 46 بالمائة من المساحات المزروعة و480 ألف هكتار للقمح اللين، و1,284 مليون هكتار للشعير. وفيما يخص تعبئة المدخلات ووسائل الإنتاج، أشار بوعزغي إلى توزيع 2,7 مليون قنطار من البذور المحسنة و1,9 مليون قنطار من الأسمدة على التعاونيات الفلاحية، في حين استفاد 13540 فلاحا من قرض الرفيق بقيمة كلية قدرت ب6,8 مليار دينار، فيما استفاد 322 فلاحا من قرض التحدي بقيمة إجمالية بلغت 9,3 مليار دينار. وبلغت قيمة المساحات التي تم حصدها هذه السنة 3,090 مليون هكتار، بزيادة مقدرة ب24 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة، منها1,481 مليون هكتار خصصت للقمح الصلب و1,091 مليون هكتار للشعير. وتحسبا لحملة الحصاد والدرس لهذه السنة، تم تجنيد 10 آلاف حاصدة، منها 1200 حاصدة تابعة لتعاونيات الحبوب والبقول الجافة، بالإضافة إلى تخصيص 522 نقطة جمع، في إطار التقرب من مناطق الإنتاج، و800 شاحنة لتسهيل عملية نقل المحصول من نقاط الجمع إلى المخازن التي بلغت طاقتها الاستيعابية 35 ألف قنطار، وذلك بعد إشراك الولاة في وضع المخازن التابعة للقطاع العام والخاص تحت تصرف الديوان المهني للحبوب. كما خصص الديوان المهني للحبوب وفقا لتصريحات الوزير، 120 مليار دينار لتسديد مستحقات الفلاحين الذين تعاقدوا معه، مع العلم أن عملية الدفع تمت بعد 72 ساعة من جمع المحصول، بهدف ضمان وصول الأموال لأصحابها. وعن كمية الحبوب المجمعة من قبل التعاونيات، كشف الوزير بأنها سجلت زيادة ب67 بالمائة مقارنة بالموسم الفلاحي الفارط، حيث بلغت 27 مليون قنطار، منها 19,9 مليون قنطار من القمح الصلب، 79 ألف قنطار من منتوج الحمص و94100 قنطار من العدس، مع العلم أن الديوان المهني للحبوب سهر هذه السنة على توسيع المساحات المخصصة للبقوليات، قصد تقليص فاتورة الاستيراد، كما حرص على مرافقة المهنيين للرفع من قيمة المردود في الهكتار، ما سمح بإنتاج 11 قنطارا في الهكتار هذه السنة مع توقع مضاعفة المردود خلال الموسم الفلاحي المقبل. وبلغت قيمة إنتاج شعبة الحبوب هذه السنة، 220257 مليار دينار مقابل 135302 دينار السنة الفارطة، ما مثل 7,5 بالمائة من قيمة الإنتاج الفلاحي الإجمالي. ولضمان مواصلة حركية النمو التي تعرفها شعبة القمح، أعلن وزير الفلاحة عن الشروع أمس، في عملية التحضير لموسم الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2018/ 2019، من خلال اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات لفتح 42 شباكا موحدا عبر التعاونيات الفلاحية لتوزيع 4,205 مليون قنطار من البذور المحسنة، مع توفير كميات إضافية من الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية لتلبية طلبات الفلاحين. الرهان على رفع المساحات المسقية لمضاعفة الإنتاج وعن تحديات القطاع الفلاحي للسنوات القادمة، أكد وزير الفلاحة في الندوة الصحفية التي نشطها عقب اللقاء التقييمي لحصيلة الحصاد والدرس، حرص مختلف المصالح التابعة للقطاع على تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية المتعلق برفع المساحات المسقية إلى أكثر من 2 مليون هكتار قبل نهاية 2020، ما يسمح حسبه برفع المساحات المسقية المخصصة لزراعة القمح من 200 ألف إلى 600 ألف. وأشار الوزير في سياق متصل إلى أن كسب هذا الرهان سيسمح بمضاعفة الإنتاج الفلاحي وضمان الأمن الغذائي والتقليص من فاتورة الواردات. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص ملف إنجاز 30 مخزنا لصالح الديوان المهني للحبوب من طرف شركة "باتيميتال"، والذي يعرف تأخرا كبيرا، أعلن بوعزغي عن اتخاذ جملة من التدابير بالتنسيق مع وزارة الصناعة والمناجم، لإيجاد حلول جذرية وتجاوز المشكل وضمان تسليم كل المخازن قبل نهاية سنة 2019، مشيرا إلى أن الديوان المهني للحبوب ينتظر استلام 9 مخازن جديدة قبل انطلاق موسم الحصاد والدرس المقبل، حيث تصل طاقة استيعاب هذه المخازن التي يتم إنجازها بالشراكة مع مؤسسة صينية إلى 3,4 مليون قنطار. على صعيد آخر، توعد الوزير بمعاقبة المستفيدين من أراضي فلاحية في إطار الاستصلاح الفلاحي بالهضاب العليا والجنوب، الذين يقوموا بتحويل هذه الأراضي عن نشاطها الأصلي أو يتماطلون في إطلاق عمليات استصلاحها، معلنا عن استحداث 19373 مستثمرة فلاحية مؤخرا، "يتم حاليا متابعتها من طرف مدراء الفلاحة بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للفضاء والمعاهد التقنية التابعة لوزارة الفلاحة للتأكد من توفر كل الظروف المواتية لتطوير مختلف أنواع الزراعات الإستراتيجية بهذه المستثمرات". وأعلن بوعزغي بالمناسبة عن التحضير للاحتفال "بنادي 50"، الذي يهدف إلى تشجيع الفلاحين على رفع مردود إنتاج الحبوب، ويتم خلاله تكريم كل الفلاحين والمربين الذين سجلوا هذه السنة مستويات قياسية في إنتاجهم، لافتا بالمناسبة إلى أن "نادي 50" لم يبق حكرا على منتجي الحبوب فقط.