تقترح الدورة التكوينية المنتظر افتتاحها في 23 سبتمبر الجاري بولاية بومرداس، قرابة 400 تخصص في مختلف الميادين، منها قرابة 40 تخصصا جديدا، لاسيما في مهن السمعي البصري والفلاحة والصناعة. من المنتظر أن تستقبل نفس الدورة أزيد من 8 آلاف متربص سواء في نمط التمهين أو التكوين الاقامي. افتتح الصالون الولائي للتوجيه والتكوين في طبعته التاسعة بدار الشباب "سعيد سناني" بمدينة بومرداس، صبيحة أمس، لصالح الشباب الراغب في الحصول على تكوين متخصّص يلج عن طريقه عالم الشغل. بالنظر إلى الديناميكية التي تعرفها حركة النمو المسجلة عبر مختلف القطاعات، فإنّ الملاحظ أن مدونة التكوين المهني أصبحت تتكيّف السنة بعد الأخرى لتجاري نفس الحركة. فتخصصات في ميادين البناء والأشغال العمومية والفلاحة والصناعة وحتى في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، بدأت تفرض نفسها بإلحاح كتخصصات قارة، بل وتشهد تجديدا الدورة بعد الأخرى. فدورة سبتمبر الوشيكة ستعرف إدراج حوالي 40 تخصصا جديدا مقترحا على أزيد من 8 آلاف متربص، سيوزعون عبر 19 مركزا للتكوين المهني والتمهين، و3 معاهد متخصصة في الفندقة والسياحة (الكرمة-بومرداس) وفي الإلكترونيك والإعلام (بومرداس) وفي السمعي البصري (بودواو). تتلخص أهم التخصّصات الجديدة في تقني السمعي البصري، صيانة المعدات الطبية، وهو تخصّص هام، لاسيما أنّ أهم نقاط ضعف القطاع الصحي تكمن في صيانة العتاد الطبي الذي تستورده الدولة بالعملة الصعبة، وكثيرا ما يبقى عرضة للإهمال بسبب عطل بسيط لم يجد اليد المؤهلة لصيانته. هناك أيضا تخصص تقني في الفنون المطبعية وعدة تخصصات أخرى في ميدان الفلاحة، للارتقاء بهذا الميدان الحيوي سواء في ولاية بومرداس أو بباقي الوطن. تشير أرقام بحوزة "المساء"، إلى أن الدورة التكوينية الماضية عرفت تخرج 1400 متربص في مجمل التخصصات ذات العلاقة بميدان الفلاحة، تم إدماجهم في عالم الشغل، في الوقت الذي كان هذا الميدان يسجل عجزا في اليد العاملة في سنوات مضت. إلى جانب ذلك، سجلت نفس الدورة تخرج 1200 متربص في تخصص البناء والأشغال العمومية، تم إدماجهم بنسبة 100٪، مع تخرج 20 تقنيا في الطبوغرافيا، تلقوا تربصهم التطبيقي في مؤسسات سارعت إلى إدماجهم مباشرة بعد تخرجهم. نفس الأمر سجلته التخصصات الموجهة لذوي الإعاقة، حيث تشير الأرقام المتحصل عليها، إلى أن تسعة معاقين بصريا تخرجوا خلال الدورة الماضية في تخصص عامل المقسم الهاتفي، وقد أدمجوا مهنيا، منهم بولايات تبسة، البويرة، تيسمسيلت، تيزي وزو، عين الدفلى وبومرداس. كما تم إدماج 50٪ من خريجي تخصص الخياطة النسوية من ذوي الإعاقة البصرية والحركية، منهم من استقل بورشته الخاصة بفضل التخصص. كما تشير المعطيات إلى أن تخصص السكافة الذي سجل هو الآخر تخرج سبعة متربصين أدمجوا في عالم الشغل، لاسيما على مستوى المصنع الخاص بالأحذية والألبسة العسكرية في ولاية البليدة، ومنهم من افتتح ورشات خاصة. وهي أمثلة من بين أخرى، تشير إلى نجاح مسار التكوين بالنسبة للكثيرين ممن لم يوفقوا في مسارهم الدراسي. في السياق، نشير إلى الجديد الذي ستعرفه دورة فيفري 2019، التي ستشهد افتتاح المعهد الوطني للتعليم المهني على مستوى منطقة الساحل ببلدية بومرداس، والذي سيستقطب الشباب الراغب في اتباع مسار تكويني كتخصص قار ضمن الرغبات المقترحة على حاملي شهادة التعليم المتوسط، وبهذا، يتسع الأفق أمام التلاميذ الطامحين إلى تلقي تكوين متخصص في هواية لطالما راودتهم، وقد يجعلون منها مهنتهم مستقبلا. نشير أخيرا إلى أن الصالون الولائي للتوجيه والتكوين، انتظم بالتنسيق مع عدة مديريات ووكالات تشغيل وآليات دعم تشغيل الشباب، وقد تم عرض 55 تخصصا في أجنحة ناشطة، لإعطاء نظرة شاملة عن كل تخصص وتقريب فكرة التكوين من الشباب، إضافة إلى تزويدهم بكافة المعلومات عن أنماط التكوين والتخصصات المتوفرة، لاسيما الجديدة منها.