إختار اتحاد الكتاب الجزائريين، أن يفتتح موسمه الثقافي 2018-2019، بتنظيم أصبوحة خاصة بالشاعر الراحل عثمان لوصيف الذي وافته المنية في 27 جوان الماضي، وبهذه المناسبة ألقى رئيسه يوسف شقرة كلمة، أعقبها تقديم قراءات شعرية لمجموعة من الشعراء. إفتتح اتحاد الكتاب الجزائريين، موسمه الثقافي، أمس، بمقره الكائن بشارع ديدوش مراد، بحضور رؤساء فروعه وأعضاء من الأمانة العامة، إضافة إلى رئيسه السابق الدكتور العربي الزبيري، وفي هذا السياق، نُظّمت وقفة على روح الشاعر عثمان لوصيف، حيث تمت قراءة سورة الفاتحة. وفي هذا السياق، ألقى رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، السيد يوسف شقرة، كلمة، قال في بعضها إن الفرع المركزي للاتحاد وفروعه الموزعة على تراب الوطن، جميعها عملت السنة الماضية في ظروف غير يسيرة، إلاّ أنّها "حقّقت منجزا ثقافيا أكبر من كلّ عرقلة كانت"، وأضاف شقرة أنّ قاعة زهور ونيسي للاتحاد، تحتضن هذا اللقاء الذي يؤكّد طموح الاتحاد في تجاوز النشاطات المنظمة السنة الماضية، كمًا ونوعا، وتأسيس قاعدة صلبة لما تليها، مشيرا إلى أنه تمت برمجة نشاطات على مستوى المركز والفروع، تخصّ كلّ الأجناس الأدبية والتنوّعات الفكرية، إضافة إلى استقبال التجارب العربية. وأشار شقرة إلى إعادة هيكلة فروع الاتحاد والنظر في مواقع الضعف، ليعود ويؤكّد ضرورة وضع برنامج يهتم بإشعاع الإبداع والمحبة، مضيفا أنّ الاتحاد ينحاز للتفكير ضدّ التكفير وللمحبة ضد الكراهية، كما أنه مع العيش الكريم للإنسان وحب الوطن. كما اعتبر شقرة، فلسطين قضية جوهرية بالنسبة للاتحاد، وسعي الفلسطينيين لنيل الحرية، هدف أسمى لكل من يسعى إلى الحضارة والتقدم ويبتغي الإبداع، لينتقل إلى تضحيات الجزائريين من أجل نيل الحرية، والعيش الكريم، معتبرا إياهم قدوة للجميع. بالمقابل، طالب شقرة بالاتحاد من أجل الوطن وضدّ كلّ من يسعى إلى التفرقة بين الشعب الجزائري، مضيفا أنّ الاتحاد ضد الفساد والتمييز بين الجزائريين، وأنه يحترم مؤسسات الدولة وأبناءها. للإشارة، قرأ مجموعة من الشعراء، قصائد، بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي لاتحاد الكتاب الجزائريين، وهم عزوز عقيل من الجلفة، أحمد بن مهدي من أدرار، محمد طيبي من بوسعادة، جميلة قلال من سيدي بلعباس، شوقي ريغي من قسنطينة، معمر برحلة من باتنة وسعيد حرير من واد سوف. في إطار آخر، خصصت هذه الأصبوحة للشاعر الراحل عثمان لوصيف، الذي ولد عام 1951 في طولقة (ولاية بسكرة). تلقى تعليمه الابتدائي وحفظ القرآن في الكتاتيب، ثم التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة وترك المعهد بعد أربع سنوات، وواصل دراسته معتمدًا على نفسه، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا، إلتحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة وتخرج عام 1984. انخرط عثمان إلى سلك التعليم منذ وقت مبكر، وعمل أستاذا للأدب العربي بالمدارس الثانوية، أحب منذ طفولته الموسيقى والرسم، وبدأ نظم الشعر في سن مبكرة، له العديد من الدواوين، مثل: "الكتابة بالنار"، "شبق الياسمين"، "نوش وهديل" و«أعراس الملح"، كما ظفر الشاعر بالجائزة الوطنية الأولى في الشعر 1990. وتوفي الشاعر في 27 جوان الماضي، بعد مضاعفات المرض، أدخلته الغيبوبة، مخلفا وراءه 18 ديوانا شعريا.