تحاك في العادة، أغلب الآراء المتعلقة بالشؤون الثقافية المحلية والوطنية في كواليس الندوات والمهرجانات واللقاءات الأدبية المتعددة التي تقام هنا وهناك، لكننا لم نسمع يوماً بمثقف أو مبدع أيًّا كان القطاع الذي يشغله من قطاعات الثقافة المتعددة، رفع صوته عاليا ضدّ مسيري الثقافة، ونقصد هنا وزارة الثقافة المعنية الأولى بهم، متحججين - أي المثقفين -، بغياب قنوات التواصل الإعلامي معهم والتي تأخذ بتصريحاتهم ومناداتهم حرفيا دون ممارسة أي رقابة على ما قالوه أو كتبوه. ومن هذا المنطلق، ارتأت "الفجر"، أن تفتح صفحات "الفجر الثقافي"، للعدد الأخير من سنة 2011، لهؤلاء كي يعبّروا عن آرائهم من خلال رسائل مفتوحة يوجهونها إلى وزيرة الثقافة، قد تكون بريئة وقد تكون غير ذلك، وحدها الأيام القادمة ستثبت ذلك، لكن الذي واجهناه ونحن نعد هذا الملف أنّ العديد من المحسوبين على الثقافة لم يملكوا الشجاعة الكافية لقول "لا" أو"نعم" في وجه خليدة تومي، ورفضوا التواصل، في الوقت الذي لم يفوت فيه آخرون الفرصة للحديث عن رؤيتهم للمشهد الثقافي بعد مرور عام، فكانوا جُلداء وجرّت أقلامهم هذه الأسطر إلى وزيرة الثقافة ننشرها كما وردت.. القسم الثقافي متى نخرج من الفعاليات الفئوية المنغلقة على ذاتها؟ قد يكون من الإجحاف عدم الاعتراف للسيدة الوزيرة بحجم العمل الثقافي الكبير المنجز خلال العام 2011، في المسرح والسينما والنشر وغيرها من حقول الثقافة، ولكنّ هذا الكمّ الهائل من الأنشطة المكلفة في زمن البحبوحة المالية، لم يكن لها التأثير الإيجابي المأمول، ليس لكونها مجرّد فعاليات فئوية منغلقة على ذاتها، بل لأنّ القائمين عليها في غالبيتهم محدودو التفكير، ويتصرّفون مثل محافظي حزب جبهة التحرير في ولاياتهم، ولم يرتقوا بأدائهم إلى ما يجعل العمل الثقافيّ وتراكمه، تأسيسا للوعي ودافعا إلى الاستثمار في هذا القطاع... وبطبيعة الحال ليس الوزيرة بحدّ ذاتها من يتحمّل هذا الجزء الهام من الاخفاق، بل يتحمّل الجزء الأكبر منه بقية المتعاملين والمشتغلين في القطاع. وأقترح أن ترفع الوزارة يدها عن كلّ هذه المهرجانات، بعد رعايتها لها وإشرافها عليها لزمن طويل، وتلقي بها إلى المبادرات المحلية وغير المركزية والخاصة.. لترى ماذا حصدت؟ ولتكتف الوزارة منذ الآن فصاعدا بدور الراعي الشرفي لمختلف الفعاليات الثقافية.. لأنّ الثقافة التي لا يحتضنها ولا يصنعها المجتمع ستبقى مجرّد هدر للجهد والوقت والمال العام. عادل صياد/كاتب صحفي انحدار التكوين في الجزائر أن يعترف الناقد السينمائي الكبير والعارف بشؤون السينما السيد أحمد بجاوي أن : "المشهد السينمائي الجزائري يشهد أكبر سقطة في مساره منذ الاستقلال، لأنهُ وبكل بساطة صار يستعين باليد العاملة الأجنبية في إنجاز أفلامه" ألاَ يكفي هذا الاعتراف لتصمتَ السيدة وزيرة الثقافة؟ التي "وجّعت" رؤوسناَ بحديثها عن استراتيجياتها التي ستنقذ المشهد السينمائي من الاندثار، هذا المشهد الذي الذي لا يتوفر حتى على يد عاملة مؤهّلة تستطيع المساهمة في إنجاز فيلم جزائري خالص؟ هذا التساؤل الذي انجرَّ من اعتراف السيد أحمد بجاوي يجرجرناَ ثانية للحديث عن أعرق معهد جزائري للتكوين الفني الذي كان تحت تسمية المعهد العالي للفنون الدرامية لكنهُ صار بقدرة الوزيرة، تحت اسم المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري فور وصولها لمبنى العناصر، بعد أن اقترح عليها سينمائيون جزائريون إضافة تخصصات جديدة تتماشى مع متطلبات سوق الفن وخاصة سوق السينما التي تفتقر تماما لتكوين يمولّها باليد العاملة وكان من بين هؤلاء المخرج بلقاسم حجاج الذي قام مع مجموعة أخرى من السينمائيين، بتسطير برنامج تكويني مستنسخ من برنامج أكبر معهد بلجيكي للسينما، وهذا ما كان، لكنّ طلبة هذه التخصصات باتوا يشنّون إضرابات تنادي بتحسين التكوين، فهل الطالب الجزائري عبقري لدرجة أنهُ ينتقد برنامجاً دراسياً أوروبياً يعتبر من أرقى البرامج في العالم؟ أم أنّ عملية الاستنساخ كانت ارتجالية وهذا ما اضطر الطلبة لفعل ما فعلوا؟ إنّ السياسة التكوينية التابعة لوزارة الثقافة إذن، مرتبطة بمصالح شخصيات سينمائية يخدمها الوضع المزري الذي نتخبط فيه، كي يقتاتوا من الأغلفة المالية الضخمة التي تضخ في جيوبهم قصد إنجاز أفلام رديئة بكل المقاييس، وحرمان الطلبة من تكوين جاد ينقص من فاتورة الاستعانة بالأجانب عند خروجهم لسوق العمل. رمزي نايلي/شاعر معالي وزيرة الثقافة .. معالي السيدة وزيرة الثقافة خليدة تومي.. أنا رابح ظريف شاب جزائري يكتب الشعر والرواية، تشرّفت أن طبعت في عهدتك ثلاثة أعمال وتحصّلت على عديد الجوائز، منها ما استلمتها ومنها ما لم أستلمها،، في الحقيقة لست سوداويا، كما أني لست "بيضاويا" خاصة وأني لم أتشرّف لحد الآن بدخول القاعة البيضاوية.. في الوقت الذي أتشجع فيه وأتنصّل من هذا السواد الذي يلفّني ويلف أصدقائي المثقفين.. وأقول مرة ثانية "لست سوداويا".. هكذا مر عقد كامل على حملك حقيبة الثقافة، في هذا العقد تغير الكون، تصوري أن بن لادن مات أو قتل أو تنحّى جانبا، سقط برجا التجارة العالميان في عملية يقال إنها إرهابية، صعد رفيق الخليفة إلى أعلى درجة يمكن أن يصلها جزائري، سقط كل من تعامل معه ولم يسقط. توائمت الجماعات الإسلامية المسلحة مع الجيش والمواطنين والباتريوت، نال عز الدين ميهوبي عهدة ثانية ثم استقال من اتحاد الكتّاب الجزائريين، ثم أصبح مديرا عاما للإذاعة الجزائرية ووزيرا ثم "استقيل" تماما كما وصف الشاذلي بن جديد في 1992، تحصل فخامة الرئيس على عهدة ثانية وثالثة.. وتم إنجاز عديد المشاريع في إطار برنامج فخامته على غرار الطريق السيّار شرق غرب وعديد المراحيض العمومية.. والتي يبقى عددها غير كاف لاستيعاب فضلات الإنسان الذي يصرف نصف ميزانيته في الأكل و90 بالمئة من ميزانية الدولة في إنجاز قنوات الصرف الصحي.. في هذا العقد يا معالي الوزيرة تأهلنا إلى كأس العالم.. وقذف عنتر يحيى الكرة في مرمى عصام الحضري فاهتز عرش حسني مبارك.. سقط حسني مبارك وسقط بن علي وقتل القذافي وهرب علي عبد الله صالح .. أصبح في إمكان أي جزائري اقتناء هاتف نقال.. يعني بتكلفة بسيطة جدا يمكن يكون موجودا.. ثم أصبحت البصلة أغلى من شريحة هاتف نقال .. معالي الوزيرة لقد توفي الطاهر وطار والشيخ عبد الرحمن الجيلاني ومحمد الأخضر السائحي وعاد أمين الزاوي إلى الجزائر وترأس المكتبة الوطنية ثم أنهيت مهامه.. أو هكذا بلغنا من الإعلام".. لقد تغيّر الكون يا معالي الوزيرة؛ بل إن العالم اليوم يستعد لنهاية التاريخ حسب ما يعتقده السومريون وشعوب المايا بعد سنة تماما.. اليهود والمسيحيون أيضا ينتظرون أن ينتهي الكون وتقوم القيامة بعد سنة.. لكنني لم أحس رغم كل هذا بأي شيء تغيّر حولي.. نظرة الناس لي كمبدع بقيت نفسها، مستواي المعيشي أيضا، مازلت أسعى لتحصيل حقوقي في حياة كريمة كأي مواطن .. الحقوق هذه أصبحت أحلاما، مازلت أسترق من عطلتي السنوية أياما أشارك بها في الفعل الثقافي، ما زال مدراء المؤسسات التربوية يعاملون دعوات قطاع الثقافة باستهزاء ويحترمون تأشيرة الطبيب.. دعواتك يا معالي الوزيرة لدى كل المؤسسات الجزائرية لا معنى لها.. مما يعني أنه لا معنى لي أيضا، لا تتصوري أن شاعرا أو كاتبا سيفتخر لو قدّم دعوة قطاعك لحضور الملتقيات؟؟ بالعكس سيقدمها وهو يتوقع مسبقا اللاّمبالاة والسخرية التي سيعامل بها.. ما زالت أحلامنا هي حقوقنا كبشر.. النوم والسقف والفراش.. ما زال المبدع يسرق من أوقات العائلة والتسوق لتوفير دقائق يسيرة يكتب فيها أو يقرأ شيئا.. تصوري يا معالي الوزيرة أن كل الكتّاب في العالم لهم قانون يحميهم إلا نحن.. هل تعرفين هذا؟؟ معالي الوزيرة، لقد طبعت لي مجموعة شعرية تسمى "التشكل في الغمام" هي أردأ طبعة يظهر عليها عمل شعري في تاريخ الإنسانية، وأعلم أن المبلغ المخصص لها يكفي ليكون عملا مشرفا.. لكنه لم يكن.. معالي الوزيرة .. رسالتي لك باختصار هي التالية "إنه مهما بذلت من جهد في استقطاع الأموال من الدولة وصرفها على النشاطات.. لن يتغير شيء ما لم يكن هناك قانون يعرّف من هو المبدع ويحميه.. وإني بكل أسف ومرارة أقول إن المبدع بالنسبة لوزارة الثقافة طيلة عشر سنوات لم يكن إلا عنصرا ضورويا تزين به خطاباتك ويعتدل به ديكور قاعات السينما .. وأزعم أني استفدت كثيرا، غير أني في حكم المحروم فما بالك بالمحروم.. معالي الوزيرة.. قانوناَ يحمينا من تفاهة الدنيا وحقد الإدارات ومذلة طابور طب العمل.... رابح ظريف/شاعر، روائي وإعلامي نطمح لتأسيس فعل ثقافي حقيقي يحمي الموروث الثقافي الشعبي الجزائري في عهدك أتقدم لك أولا بتحية ثقافية بعد الكم الهائل من النشاطات والمهرجانات والملتقيات المتنوعة طوال السنة، لم يبق سوى الملتقى العربي للأدب الشعبي الذي لم ير النور بعد، فكل الأنواع الأدبية مثلت في ملتقيات محلية أو وطنية أو دولية فهذا مكسب للجزائر كلها. ونحن نعلم أن للجزائر الريادة في نشاطات الأدب الشعبي، وقامت بعض الدول العربية باتباع نهج الرابطة الوطنية للأدب الشعبي وأسّست ملتقيات وطنية وأخرى عربية ورسمتها وأصبحت تضاهي ما قامت به الجزائر من نشطات مثل، المغرب التي أسست لمهرجان الزجل العربي وهو في طبعته الثانية وكذا تونس ومصر، أما الرابطة فقد أصبحت تعاني من التمويل لملتقاها العربي الذي حقق نجاحا كبيرا على المستوى الوطني والعربي. ولهذا أتقدم إلى معالي وزيرة الثقافة التي لولاها لما حققنا هذه الناجحات التي تخدم الأدب الشعبي الجزائري، بأن تساعدنا في تحقيق الطبعة الثالثة التي أتممنا كل التحضيرات لإقامتها، كما نلتمس منك معالي الوزيرة أن ترسّمه ليكون ذاته وتكون الاستمرارية لهذا النشاط المهم الذي يخدم الثقافة الوطنية والموروث الشعبي الجزائري الذي ولد بعضه وترعرع البعض الآخر منه في عهدك، ونحن نطمح في معاليك لتأسيس فعل ثقافي يحمي الموروث الثقافي الشعبي الجزائري. توفيق ومان/ رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي وشاعر التوزيع أفضل من التمركز
السيدة وزيرة الثقافة.. لقد كرست وزارة الثقافة منذ سنوات وعلى مدار السنة نشاطات ثقافية تمثلت في مهرجانات وطنية، موزعة عبر التراب الوطني، بالإضافة إلى تبادل أسابيع ثقافية بين الولايات. والملاحظ أن أموالا كثيرة تصرف على هذه الفعاليات لكن المردودية أقل. ألم يحن الوقت لتسطر الوزارة استراتيجية ثقافية هدفها ترقية المواطن الجزائري. هناك بعض الملاحظات يجدر بنا أن ندلي بها هنا لإثراء الموضوع.. إعادة النظر في تبادل الأسابيع الثقافية التي خرجت عن إطارها وأصبحت مجرد تبادل المجاملات بين الوفود. إعادة النظر في سياسة دعم الكتاب هي سياسة نبيلة لكنها تخدم الناشرين ولا تخدم النشر والقارئ كون الكتاب ما زال بعيدا عن مستهلكه الحقيق . إعادة تظاهرة المعرض الدولي للكتاب إلى قصر المعارض، أو أي مكان يليق به، فالخيام لم تعد مناسبة لمثل هذه التظاهرة الدولية التي تمثل وجه الجزائر، وإحداث جائزة لتشجيع الكتاب الوطني. إعادة النظر في مهرجانات موسيقية جماهيرية تقام على أنقاض الآثار وتعمل على تشويه وتهديم المعالم، وإعادة النظر في مهرجانات موسيقية بلا جمهور. إعادة النظر في مهرجان السينما، نحن بدون سينما وبدون قاعات سينما، وفي الغالب مثل هذه المهرجانات هي للتسويق والترويج، كيف نسوّق ونروّج لأفلام غيرنا بأموالنا؟؟ وأرجو توزيع طبعات المهرجان الدولي للمسرح على المسارح الجهوية حتى تعم الفائدة، لتحفيز هذه المسارح على الإبداع والتجريب ..تجربة طبعة هذه السنة ببجاية تثبت أن التوزيع أفضل من التمركز. كمال قرور/كاتب وروائي على الوزارة تسوية وضعية الفنان وتدعيم الإنتاج السينمائي السيدة الوزيرة.. أتوجه إليك بصفتك المسؤولة الأولى على قطاع الثقافة وأقول لماذا لم تهتم وزارتك بوضعية الفنان؟ وما هي مكانة هذا الأخير في ظل ما يحصل في الساحة الثقافية الجزائرية؟ وأقصد بذلك وضعيته على كل المستويات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية، فلو أن الوزارة تكفلت بوضعيته على جميع الأصعدة لما بقي الفنان الجزائري 50٪ فنان و50٪ عون أمن، لأن الفن في الدول التي تمنحه قيمة يعتبر مهنة تكفي الفنان عناء البحث عن وظيفة أخرى لسد رمق العيش. انشغال آخر يؤرقني كما يؤرق كل فنان في الجزائر أين هو الإنتاج الجزائري؟ الذي أصبح مربوطا بالمناسبات والمهرجانات لا غير أو بالأحرى "خطرة في الغرة" لأن فيلم سينمائي خلال سنة لا يعتبر إنتاجا في الوقت الذي ينتج فيه الجار المغرب 24 فيلما طويلا و50 فيلما قصيرا سنويا، كما أطلب منك أن تمنحي المشاريع الثقافية لمن يستحقها فعلا ولأشخاص لديهم ماض مشرف في خدمة القطاع على الساحة الفنية والثقافية. أخيرا أناشدك الموافقة على مشروع فيلمي القصير الذي قدمته إلى الوزارة مند سنة تحت عنوان "ال12 منتصف النهار" ومر على لجنة القراءة لكنني لم أتلق أي رد وأعدك إن تم اعتماده بحصد العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية. أمين بومدين/ ممثل أطالب برحيل مدير الثقافة لولاية الجلفة معالي وزيرة الثقافة.. أناشد وزيرتك أن تتدخل عاجلا من أجل إيجاد حل لمشكل الركود الخطير الذي تعاني منه الولاية في مجال الثقافة، منذ استلام المدير الجديد مهامه على رأس مديرية الثقافة لولاية الجلفة، حيث غابت كل النشاطات الثقافية والفنية التي كان ظهورها متميزا خلال عهدة المدير السابق الذي عمل على تشجيع الإبداع الأدبي والشبابي، بتنظيم لقاءات أدبية وندوات فكرية وأسابيع ثقافية مختلفة. ومن أبرز هذه النشاطات التي لم تر النور في عهدة المدير الحالي، الملتقى الوطني الذي استمر تنظيمه ثمان سنوات على التوالي المتعلق ب "الإبداع الأدبي والفني"، حيث توقف في الطبعة الثامنة، ولم يتم إجراء طبعته التاسعة لأسباب تبقى مجهولة تطرح ألف سؤال حول هذه التصرفات التي لا تخدم الثقافة الجزائرية بمختلف أشكالها. وقد أدى هذا العمل اللاّعقلاني من المدير الحالي إلى حالة استياء وسط المواطنين ومثقفي الولاية برمتهم. ولذا نطالب هذا الأخير بالرحيل الفوري وترك منصبه لشخص آخر يكون في مستوى تطلعات وآمال المواطنين، لا سيما النخبة المثقفة والجمعيات الثقافية. عيسى قارف/شاعر أنا ضدّ ميليشيات الثقافة التي تتجاهل المثقف الحقيقي معالي السيدة الوزيرة.. ليست لي رسالة محددة أوجهها إليك في هذه المرحلة التي تشهد الشتاء العربي المليء بالعواصف الثلجية التي سينتقل فيها العالم العربي من ديكتاتورية الحكام إلى ديكتاتورية باسم الإسلام ويغيب الفعل الثقافي التنويري أكثر مما هو غائب اليوم والذي حل محله فعل ثقافة الزوايا التي تعمل على تعطيل حواس الناس اتجاه الفساد السياسي. إن وزارة الثقافة همّشت كل من له رأي مخالف وأنا واحد من الذين تعرّضوا لهذا التهميش المفيد الذي أبعدني عن ثقافة الزردات ...في الوقت الذي يموت فيه المثقف الحقيقي في صمت تحت ضربات الفقر والمرض والتهميش من طرف ميليشيات الثقافة التي تتعامل مع وزارة الثقافة التي هي انعكاس لصورة الدولة ككل وصورة الأحزاب التي أساءت للعمل السياسي وللديمقراطية الناشئة عندنا وأعادتنا إلى نقطة الصفر ...والحقيقة أن الأحزاب عندنا ساهمت بشكل مباشر في قتل الثقافة والمثقف ....هكذا انعكس الفعل السياسي على الفعل الثقافي الذي يصنع الفرجة التي تعتم حواس الناس .. حمري بحري/شاعر رسالة مستعجلة جدا إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي... السيدة تومي.. عن اتحاد الكتّاب الجزائريين أريد أن أقول شيئا، ولن أقول شيئا إلا عن اتحاد الكتّاب الجزائريين .. عن الاتحاد سأحكي ... سأروي... سأقص ..وأنا الشاعر وما جرّبت الحكي ولا القص ولا الرّواية يوما ... سأبدأ من مخيم "شطايبي" بمدينة عنابة .. وقبل شطايبي، وقبل "بونا" سأحكي أيضا ... التقينا في دار المعلم بمدينة البيبان ...كنا ثمانية تاسعنا "هو" وكاتبه الشاعر الطويل الذي قاد ثورة فاشلة بعد ماذا ولماذا (دجاجات محمرة أو سيارة حمراء لا أذكر جيدا ) !!!! ... تم التنصيب (النصب) بنجاح إنه الفرع رقم 17 أو 18 لا يهم ... قال لي الشاعر الجزائري شوقي الجزائري (ريغي السماري) ذات جنون : بشرا دخلنا النزل من أبوابه ----- ثم اكتشفنا أننا أرقام بعد التنصيب وعلى هامشه قرأ "هو" لنا في أمسية تكاد وتوشك أن تكون شعرية ... أعقبتها ثورة عارمة شنّها أحد الصحفيين والشعراء القدامى بالمدينة لاعنا الجمعية العامة ومن ترأسها .. وكيف لم توجه له دعوة لحضور الجمعية العامة التأسيسية للفرع ... بعد شهرين أو ثلاثة لا أذكر ... كان مخيم شطايبي أو مخيم "نور" كما أطلق عليه "حشوا" كرّم فيه الأديب والمفكر الجزائري الكبير شريبط أحمد شريبط ... وكانت ليالي شطايبي رائعة بحق رغم النسيم الموبوء .... جاء الكتاب الشباب من الضواحي ومن القرى والمداشر .... ليشهدوا منافع لهم ... ولهم في المخيم مآرب أخرى ..... انتهى المخيم وجاء المؤتمر الذي تم فيه تنصيب يوسف شقرة رئيسا للاتحاد بعد ثورات .. ولغط .. وكلام ..وحبر .. ودماء ... ولحم طري مما يشتهون في زرالدة ... وفي إحدى اجتماعات المجلس الوطني "بروسيكادا" قاد الثنائي توفيق عوني وأحمد عاشوري ثورة فاشلة لإسقاط الرئيس تم فيه تعليق عضويتهما في الاتحاد إلى أجل مسمى ... وتم فيه تعيين سعيد حمودي عضوا جديدا في الأمانة الوطنية وكان سعيدا جدا بهذه الترقية ... بعد أيام قليلة أعلن سعيد الحرب على الرئيس .... ومعه نخبة لا يستهان بها ... وكانت حربا فاشلة .... ولم يسقط فيها الرئيس ... وكانت أصوات الشمال وأصوات أخرى ساحات وميادين لتحرير الاتحاد من هؤلاء.... وفي إحدى الأماسي (المآسي) سألتني طفلة شاعرة - عمرها ابتسامة بريئة وبعض القصائد الحرة - من مدينة البيبان : من هو رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين فقلت لها إنه يوسف شقرة الشاعر، قالت لي ومن معه؟ قلت لها معه نور الدين طيبي إنه شاعر كبير (أظنه جاوز الستين) ... قالت لي ومن معه أيضا قلت لها جروة علاوة وهبي ومعه فيصل الأحمر ومعه ....... قاطعتني بشدة وقالت لي : ألا يوجد في اتحادكم إلا هؤلاء؟ أين : واسينني الأعرج؟ أين رشيد بوجدرة؟ أين زهور ونيسي؟ أين أحلام مستغانمي؟ أين مولسهول محمد؟ أين سليمان جوادي ..؟ أين جمال فوغالي ... أين يوسف وغليسي؟ أين عز الدين ميهوبي؟ أين شريبط أحمد شريبط ؟ أين الزاوي لمين ... أين جيلالي خلاص؟ أين بوطاجين السعيد؟ أين السايح الحبيب؟ أين عثمان لوصيف؟ أين الهامل وأين بوزيد حرز الله وأين فلوس لخضر ... .؟؟؟ أين عاشور فني ... وعلي ملاحي ولحيلح عبد الله عيسى وووووووووو أين ؟؟ وأين ؟؟ وأين .؟؟ وأين ؟؟؟.... ثم أين الشباب الذين أسمع عنهم الكثير : أين رشدي رضوان ..؟؟؟ أين إبراهيم صديقي ؟ ؟؟؟ أين رابح ظريف ؟؟ أين هاجر قويدري؟ أين حنين عمر؟ أين خالدية جاب الله ... أين؟؟ وأين ؟؟ وأين ...؟؟ وأين ؟؟؟ ... ثم قالت لي والله أنا كافرة بالاتحاد إلى يوم يبعث واحد من هؤلاء ... سيدتي الوزيرة أيحكم الاتحاد يوسف شقرة بمؤتمر قيل عنه ما قيل،.. وأنامل واسيني الأعرج وزهور ونيسي ورشيد بوجدرة وأحلام مستغانمي وسليمان جوادي وجمال فوغالي ومولسهول محمد ويوسف وغليسي وعز الدين ميهوبي وشريبط أحمد شريبط والزاوي لمين وجيلالي خلاص وبوطاجين السعيد والسايح الحبيب وعثمان لوصيف وعاشور فني ... وعلي ملاحي ..والهامل عبد الله وبوزيد حرز الله وفلوس لخضر ولحيلح عبد الله عيسى ... ورشدي رضوان وإبراهيم صديقي ورابح ظريف وهاجر قويدري وحنين عمر وخالدية جاب الله .... تصنع البهجة وتكتب أروع الحكايات وتعزف أعذب الألحان !!؟؟ سيدتي الوزيرة رأيت فيما يرى النائم قصرا مشيدا بالورق في شارع ديدوش مراد، هبت عاصفة هوجاء ورياح سوداء عصفت بذلك القصر ولم يبق إلا لافتة ضوئية كبيرة كتب عليها : " اتحاد واحد ... مستقبل واعد"