تحفظت جل الاتحاديات 11 المعنية بالألعاب الأولمبية للشباب المقررة ببوينوس أيرس الأرجنتينية من 6 إلى 18 أكتوبر القادم، بشأن تكهنات ممثليها المقدر عددهم ب 30 رياضيا، مكتفية بالقول إن المستوى العالي المرتقب في هذا الاستحقاق الأولمبي يصعّب من مهمة الصعود فوق منصة التتويج. وأكد القائمون على شؤون هذه الهيئات الفيدرالية التي التقت بهم "المساء" في دار الاتحاديات بشوفالي، أن الرهان الرئيس من هذه المشاركة هو تحقيق المزيد من النجاحات والتألق بالنسبة لبعض الرياضات التي دأبت على تشريف الألوان الوطنية، على غرار الملاكمة، المصارعة ورفع الأثقال، فيما سطرت بعض التخصصات أهداف حضورها في كسب التجربة والاحتكاك على شاكلة التجذيف والشراع. كما لم تتوان الاتحاديات 11، وهي ألعاب القوى، الجيدو، الملاكمة، الشراع، المبارزة، بادمينتون، التجديف، السباحة، الجمباز، المصارعة ورفع الأثقال، في إبراز الفوارق في البيئة التحضيرية المخصصة للعناصر الوطنية وتلك المتاحة لنظرائهم من الدول الراغبة في نيل الميداليات، على غرار الصين، فرنسا، أمريكا، كندا، مصر وغيرها. والبداية كانت مع المدير الفني الوطني لاتحادية الملاكمة مراد مزيان، الذي أكد أن القفاز الجزائري لديه حظوظ وفيرة لنيل ميدالية من أي معدن بالنظر إلى التتويجات المحققة خلال السنة الجارية بالنسبة للملاكمين المعنيين بالموعد الأولمبي، ويتعلق الأمر بكل من (50 كلغ)، فريد ديوبي (75 كلغ)، محمد الأمين حسيد (91 كلغ) وإشراق شايب (75 كلغ). وأضاف أن برونزية حسيد في البطولة العالمية التي جرت بالمجر شهر أوت الفارط إلى جانب المركز الخامس للثنائي معوش وديوبي، يعزز من حظوظهم، لاسيما أنهم استفادوا من تحضيرات نوعية طيلة السنة الجارية، حيث يتواجدون حاليا في خرجة إعدادية بأوكرانيا تحت إشراف الطاقم الفني المشكّل من إبراهيم بورنان، مراد فراطسة وعبد الباقي بلميلي. وبخصوص إشراق شايب، أشار المدير الفني إلى أن الملاكمة لديها كل المؤهلات لتحقيق المفاجأة في هذا الاستحقاق الأولمبي نظير المشوار الطيب الذي ظهرت به خلال مونديال المجر، حيث وقفت الند للند أمام ملاكمات يتمتعن بمستوى عال من كوبا والمجر وغيرهما. وذكر مراد مزيان أن المنتخب الوطني للشباب حصد حوالي 36 ميدالية في 2018، منها 15 ذهبية، 10 فضيات و11 برونزية، توزعت بين المنافسات القارية، العربية وألعاب إفريقيا للشباب التي جرت بالجزائر شهر جويلية الماضي. ومن جهته، بدا المدير التقني لاتحادية المصارعة المشتركة إدريس حواس، متفائلا بتحقيق نتيجة مشرفة تليق بهذا الفرع، مبرزا في الوقت نفسه أن المصارعين الثلاثة المتأهلين إلى الأرجنتين ينوون الذهاب بعيدا في المنافسة. وأفاد إدريس حواس بأن الثلاثي أسامة لعريبي (55 كلغ) وفاتح بن فرج الله (80 كلغ) اختصاص المصارعة الحرة وأحمد عبد الحكيم مريخي (60 كلغ) اختصاص الإغريقية -الرومانية، افتكوا تأشيرة التأهل في وقت مبكر خلال البطولة الإفريقية التي جرت بنيجيريا شهر فيفري الفارط، مما سمح لهم بكسب الإعدادي الكافي قصد دخول المنافسة في أحسن جاهزية. وأضاف أن المصارعين الثلاثة الذين يتواجدون حاليا بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بالسويدانية تحت إشراف الناخب الوطني عبد الرحمان نعناعة، مجبرون على التباري بقوة لتشريف الألوان الوطنية من جهة، وكسب أحقية المشاركة في البطولة العالمية المرتقبة برومانيا شهر نوفمبر القادم من جهة أخرى. ونفس الانطباع لمسناه عند مدير المواهب الشابة على مستوى اتحادية رفع الأثقال جمال الدين قالي، الذي أوضح أن ممثلي هذا الفرع في ألعاب الأرجنتين معول عليهم كثيرا بالنظر إلى السياسة الإعدادية التي انتهجتها الاتحادية منذ قرابة عامين سنة 2014؛ قصد الصعود فوق منصة التتويج. وواصل أن الرباعين سعدي فريد ونور الهدى صابري حسما تأهلهما في ألعاب إفريقيا للشباب، بعد تتويج الأول بالميدالية الذهبية، ونيل الثاني معدن الفضة. وأشار إلى أن الثنائي يستفيد حاليا من تربص ما قبل تنافسي بفندق سفيلتيس بالشراقة تحت تأطير الطاقم الفني المشكّل من عز الدين بسباس (مدرب الذكور) ويوسف شكري (مدرب الإناث)، مضيفا أن الاتحادية اعتادت على حمل ميدالية من أي معدن في أي منافسة قارية، إقليمية أو عالمية كانت، وهو الشعار الذي ستحمله العناصر الوطنية في هذه الطبعة، لاسيما أن الاتحادية وفّرت كل الظروف لضمان جاهزية تليق بحجم الألعاب الأولمبية للشباب. أما المديرية التقنية لاتحادية التجذيف والكانوي الكياك آسيا عزوز، فاعتبرت أن المهمة صعبة للبحارين الجزائريين في ظل تواجد مستوى عال من المنتخبات الرائدة في هذا التخصص الرياضي، على غرار كندا، فرنسا، الأرجنتين، البرازيل وغيرها. وذكرت آسيا عزوز أن ذهاب الثلاثي نيل نقاش اختصاص سكيف، أميرة صبوح ونهاد بن شاذلي اختصاص زوجي، إلى الأرجنتين، جاء بعد البروز اللافت في الألعاب الإفريقية للشباب، وعليه السفرية إلى موطن الحدث لن يكون من أجل السياحة وإنما لمجابهة المنافسة الشرسة المنتظرة في هذا التخصص الرياضي. وتابعت أن التشكيلة الوطنية اختتمت اليوم تربصها الأخير بسد بوكردان تحت قيادة الناخب الوطني محمد رياض قاريدي، الذي شرع في الحصص التدريبية يوم 26 سبتمبر المنقضي. وأشارت المديرية التقنية إلى أن ممثلي التجذيف الجزائري مجبَرون على الحفاظ في مركزهم الريادي قاريا ضمن هذه المنافسة العالمية؛ بتحقيق نتيجة تكون الأحسن مقارنة بالدول المشاركة من قارة إفريقيا. أما الأمينة العامة لاتحادية الشراع نزيلية بلعيد، فقالت إن الجزائر ستكون ممثلة برياضيين اثنين في اختصاص بيك تيكنو، ويتعلق الأمر بكل من لينا تيسا آيت علي سليمان عند الإناث، وعماد الدين بريغت لدى الذكور، مشيرة إلى أنهما عبّدا طريقهما نحو التأهل إلى الاستحقاق الأولمبي بالأرجنتين خلال ألعاب إفريقيا للشباب بعد نيل الأولى الميدالية الفضية وراء زميلتها رزواني نيلة صاحب المعدن النفيس، أما الثاني فتأهل بطريقة الترتيب القاري. وأوضحت بلعيد أن الثنائي تحذوه عزيمة كبيرة للبروز والتألق أمام منتخبات تحتكر الواجهة في مثل هذه التظاهرات، على غرار فرنسا، الأرجنتين، ألمانيا وغيرها. وتحسبا لهذا الموعد استفادت من تربصات مكثفة جرت كلها بالمدرسة الوطنية للرياضات المائية وتحت المائية بالجزائر شاطئ (برج البحري) تحت تأطير الناخب الوطني بوهاجيرة منار، الذي ركز على الجانب التقني والبسيكولوجي؛ قصد الظهور بوجه مشرف بتجاوز الأدوار التمهيدية على الأقل. ويترأس عبد الرحمان حماد، عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية وصاحب الميدالية الفضية للقفز العالي في أولمبياد سيدني سنة 2000، الوفد الجزائري المتنقل إلى الأرجنتين، مكونا من 45 فردا، منهم 30 رياضيا و13 مدربا إضافة إلى رئيس الوفد ونائبه. ويشد الوفد الجزائري الرحال إلى موطن الحدث يوم 3 أكتوبر الجاري، عبر رحلة عادية انطلاقا من مطار هواري بومدين، مرورا بالعاصمة الإيطالية روما قبل الوصول إلى بوينوس أيرس. وسيتخلل هذه الألعاب نشاطات ثقافية؛ حيث سيكون كل رياضي مشارك في هذا الحدث الدولي، مطالبا بإجراء عمل ثقافي بصفة إجبارية، وهو الجديد الذي سيطرأ على هذه الطبعة، حسب تعليمات اللجنة الأولمبية الدولية.