ڑكشف المكلف بسجل السرطان على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية "الأخوات باج" بولاية الشلف، الدكتور مليك عبد القادر بلقوريسات، في مداخلة ألقاها خلال فعاليات يوم تحسيسي وإعلامي حول سرطان الثدي وعنق الرحم، أن مصالحه "سجّلت منذ بداية السنة وإلى غاية 30 سبتمبر الفارط، زهاء 258 حالة إصابة بسرطان الثدي، ليحتل بذلك هذا المرض المرتبة الأولى فيما يخص أنواع السرطانات المسجلة على مستوى مصلحة طب الأورام". أردف السيد بلقوريسات أن سرطان عنق الرحم عرف "تراجعا نوعا ما" مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث احتل المرتبة ال17 من أنواع السرطانات التي تحصيها المصلحة، فيما بلغ عدد الإصابات بالسرطان (بمختلف أنواعه) خلال السنة الجارية، استنادا لنفس المصدر؛ 411 حالة. ثمن بالمناسبة هذا السجل الخاص بمرضى السرطان، والذي يمثل حسبه «قاعدة معلوماتية للمصابين بالسرطان وحالات تطورها وعلاجها، تساعد الأطباء والأخصائيين على حسن التشخيص وتعطي صورة عن واقع أمراض السرطان وانتشارها في المجتمع بالنسبة للمواطن المطالب بتبني ثقافة التشخيص المبكر للسرطان". كما عرج الأخصائي على الفئة العمرية التي يحتمل إصابتها بالمرض (تتراوح أعمارهم بين 40 و45 سنة)، مشيرا إلى أن "سرطان الثدي في الجزائر يتم اكتشافه قبل خمس سنوات، أي منذ سن ال35 عاما، وهي خاصية يتميّز بها سكان المغرب العربي على العموم، مقارنة بمناطق أخرى من العالم". يعد سرطان الثدي من الأورام الخبيثة التي تفتك بصحة النساء في الغالب، لكن هذا لا يستثن إصابة الرجال به، حيث كشف الدكتور بلقوريسات عن اكتشاف حالة واحدة لدى الرجال هذه السنة، وهي الحالة الثانية التي يكتشفها خلال مسيرته المهنية. من جانبه، ثمن مدير الصحة، مسعود قلفن، فعاليات هذا اليوم التحسيسي الذي جاء عقب حملات التشخيص المبكّر لسرطان الثدي وعنق الرحم، وعرفت "إقبالا معتبرا" للنساء من مختلف مناطق الولاية، مشيدا بالمجهودات المبذولة من طرف الطاقم الطبي المحلي والوفد القادم بمعية البروفيسور شافي، الأخصائي في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي لولاية وهران، في إطار التوأمة التي تجمع مستشفى الشرفة في الشلف بالمستشفى الجامعي لوهران. استحسن البروفيسور شافي، إقبال النساء الكبير على حملة التشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم التي شارك فيها إلى جانب طاقمه، مشيرا إلى "نمو الوعي لدى هذه الفئة (النساء) مقارنة بالعام الفارط، حيث شارك في مثل هذه العمليات، لكن بدرجة إقبال أقل". أكد نفس الأخصائي أن الولاية تزخر بالعديد من المراكز والمنشآت الصحية وطاقم طبي مؤهل للقيام بحملات التشخيص في أحسن الظروف، مما "لا يدع عذرا أمام القاطنين المحليين للاستفادة من هذه العملية التي تلعب دورا كبيرا في مراحل العلاج، إذ أن ثلاث أرباع حالات الإصابة بالسرطان ترجع إلى تشخيصها المتأخر". خلال مداخلته التي جاءت بعنوان "البيئة والسرطان"، أشار البروفيسور شافي إلى أن معظم الإصابات بحالات السرطان مردها التلوثات البيئية والتحولات الإيكولوجية التي يساهم فيها الإنسان، على غرار الدخان المنبعث من محركات "الديزال" والتدخين، وكذا استعمال بعض المنتوجات الكيميائية لتنظيف الجسم. كما تطرق الأخصائي إلى مراحل تطور السرطان، حيث يتطلب "تحول خلية عادية إلى خلية مسرطنة 11 سنة، ليظهر المرض بعدها ابتداء من السنة الثالثة عشر، في حين إذا تم الكشف عنه في السنة الخامسة عشر، فإنه يصعب التحكم فيه"، كما أبرز. الجدير بالذكر أنه ينتظر تنظيم حملات مماثلة للتشخيص المبكّر عن سرطان الثدي وعنق الرحم خلال الأيام القادمة، على مستوى مستشفى "الإخوة خليف" بالشرفة، بسبب عدم تمكن العديد من المتوافدات على العيادة متعددة الخدمات بحي عروج، نهاية الأسبوع الفارط، من القيام بعملية التشخيص، حسبما كشفت عنه مديرة هذه المؤسسة الصحية.