تحت شعار"آليات الإدماج السياسي وثقافة المواطنة"، نشط أمس الدكتور أحمد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري ندوة الألفية العاشرة التي احتضنها قصر المعارض بولاية تيسمسيلت بحضور إطارات الولاية والأكاديمية وجمهور غفير من المواطنين. ودعا الدكتور أحمد شنة -في الكلمة التي ألقاها- كافة المواطنين الجزائريين الى التفاعل مع العملية السياسية ومواكبة التحولات الجذرية التي تعرفها بلادنا. وأكد أن المواطن الجزائري مطالب بممارسة حقوقه السياسية ليس من باب أداء واجبه الوطني فحسب وإنما أيضا تأسيسا لثقافة المواطنة الضائعة في مهب رياح الفوضى والتخريب التي عرفتها بلادنا خلال العشرية الحمراء والوقوف في وجه الذين سماهم ب"اليائسين" الذين استقالوا معنويا من الساحة السياسية. وكان أحمد شنة يشير الى الذين عزفوا عن ممارسة حقهم وواجبهم الانتخابي خلال المواعيد السياسية الماضية بدعوى انغلاق اللعبة الانتخابية مشوهين بذلك صورة المشهد السياسي الوطني والوقوف حجرة عثرة في طريق المسار الديمقراطي الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح المتحدث قائلا أن الإدماج السياسي هو في حقيقة الأمر تنبيه وتوعية للمواطن بحقوقه وواجباته السياسية تجاه وطنه ومحاربة ظاهرة اللامبالاة التي يقوم الكثير من الأطراف على تكريسها في حياتنا العامة بشتى الذرائع والمبررات الواهية التي تعكس جهلهم وعدم وعيهم بخطورة ما سيترتب عن ذلك على حاضر ومستقبل بلادنا. أما ثقافة المواطنة فهي في تصور الدكتور شنة جملة من السلوكات والممارسات اليومية الإيجابية التي تعكس نضج الوعي وأهمية الانخراط الفاعل للمواطن في البرامج والسياسات التنموية دون اعتبار للانتماءات الحزبية والولاءات السياسية الضيقة وهي قبل كل ذلك حقوق وواجبات نصت عليها كل القوانين والتشريعات الوطنية. وانتقد المتحدث بعض الأطراف السياسية التي لازالت تشكك في نزاهة الانتخابات والاستحقاقات السياسية التي عرفتها بلادنا وهم الأطراف الذين يطالبون في كل مرة بتكثيف حضور المراقبين الدوليين والقيام بمساعي لإيهام الرأي العام بانسداد المسار الديمقراطي ومحاولة دفع المواطن إلى حالة اليأس والركود لأن هذه الأجواء تخدمهم وتخدم أهدافهم الشخصية الضيقة. وقال في هذا الشأن متسائلا "ألا يعلم هؤلاء أن دعوتهم الى تكثيف حضور المراقبين الدوليين في كل مراكز ومكاتب الاقتراع عبر أرجاء الوطن دون خجل أو حياء أنهم يقولون للأجانب، تعالوا لنتنازل لكم عن قيادة أهم عملية سياسية مصيرية في حياة شعبنا، ألا يعون بأن حديثهم هذا هو مساس صريح بالسيادة الوطنية؟" ووصف أحمد شنة الحديث عن مدى قدرة الرئيس على مواصلة بناء وتشييد صرح بلادنا بالدجل السياسي وانعدام القيم الأخلاقية السامية لمعارضة نزيهة وغياب روح المواطنة لديهم والالتزام الوطني تجاه رموز الدولة. ودعا في هذا الإطار هؤلاء إلى الخروج من دائرة المعارضة الإعلامية والنزول إلى الشارع للإنخراط في مسعى التغيير الحقيقي والمساهمة في بناء الجزائر. كما استعرض الدكتور الإنجازات الكبيرة التي حققها رئيس الجمهورية وبالدور البارز الذي لعبه خاصة في استتباب الأمن وإعادة السكينة والطمأنينة إلى كامل ربوع الوطن بعد سنوات من الاقتتال الدموي وتخريب ممتلكات الدولة والمواطنين رغم المحاولات الأخيرة لبقايا الهمجية هنا وهناك. وكشف الدكتور شنة في لقاء صحفي عقده بعد هذه الندوة أن أكاديمية المجتمع المدني الجزائري تسعى جاهدة الى تغيير القانون الحالي المسير للجمعيات الوطنية الذي يعود الى 18 سنة خلت مشيرا في نفس الوقت الى أن هيئته لا يمكن تصنيفها ضمن فضاء الجمعيات على اعتبار أن فضاءها أكبر من مجرد جمعية بدليل ضمها لأكثر من 120 ألف منخرط والعدد في تزايد مستمر.