اعتبر الأخصائي في طب العظام والمفاصل والروماتيزم، ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لأطباء الروماتيزم، الدكتور خالد طارق، أن هناك مفهوما خاطئا متداولا في المجتمع الجزائري عن مرض الروماتيزم. مضيفا أنه من خلال الدراسات التي أجريت وممارسته اليومية، تبين عدم وجود مرض واحد اسمه الروماتيزم، إنما هناك عدة أمراض للروماتيزم. وقال بأن الاختصاص الذي ينشط فيه، يشمل حوالي 200 مرض، ولكل واحد منه خصوصياته وطريقة علاجه واستعمال الأدوية بشأنه. أكد الدكتور خالد طارق، في دردشة مع "المساء"، على هامش الأيام التكوينية العلمية الخامسة عشر، المنظمة من طرف جمعية ممارسي الصحة الخواص بقسنطينة مؤخرا، على زيادة تسجيل عدد حالات أمراض الروماتيزم في الجزائر، بفضل التطور العلمي وزيادة عدد الأطباء الأخصائيين الذين ساهموا في الكشف عن هذه الأمراض عند مرضاهم، الذين أصبحوا يقصدون العيادات الطبية في الوقت الحالي، أكثر من ذي قبل. حسب نائب رئيس جمعية الأطباء الخواص بقسنطينة، فإن القاسم المشترك لأمراض الروماتيزم هو الألم، مضيفا أن التشخيص السليم والدقيق يكون من طرف الطبيب الأخصائي، ولا يعتمد على هذا المعيار فقط. وقال بأن الجزائر لم تخرج عن سائر دول العالم في مجال تسجيل عدد الإصابات بهذا الداء، مؤكدا تسجيل إصابة واحد من ثلاثة سكان بمرض الروماتيزم، أي إصابة ما يفوق 13 مليون جزائري. أكد محدثنا أن هذا المرض يصيب كل الشرائح العمرية، كما ينتشر بين الرجال والنساء على حد سواء، لكن يختلف في درجة الانتشار من نوع إلى آخر. وقال بأن هناك أمراض روماتيزم تصيب العظام والمفاصل، وأخرى تصيب العضلات، معتبرا أن أسباب هذا المرض تختلف من نوع لآخر. مضيفا أن من أسباب مرض هشاشة العظام الذي يعد نوعا مشهورا من أمراض الروماتيزم وأكثر انتشارا؛ التغذية غير السليمة عند الصغر ونقص الكالسيوم والفيتامين "د"، يضاف إليها استعمال بعض الأدوية، على غرار الإفراط في استعمال مادة "الكورتيزون" أو التغيرات العضوية لجسم الإنسان، خاصة عند المرأة في سن اليأس المبكر. ينصح الدكتور الأخصائي في أمراض الروماتيزم، الناس بالابتعاد عن الجلوس لمدة طويلة، سواء بالنسبة للنساء أو الرجال، لأن الأشخاص الذين لا يتحركون كثيرا هم أكثر عرضة لهذه الأمراض. وطالب بتشجيع ممارسة الرياضة، خاصة المشي بانتظام. معتبرا أن الوزن الزائد يساهم بشكل كبير في احتمال الإصابة بأمراض الروماتيزم، وأن بعض مرضى الالتهاب المتعدد يتم نصحهم بالابتعاد عن الحركة في وقت العلاج فقط، ثم العودة مجددا إلى الحركة والمشي بمجرد علاج الالتهاب المفصلي. أما بخصوص كمية الأدوية الخاصة بعلاج هذه الأمراض الروماتيزمية في الجزائر، فأكد الدكتور طارق خالد أنها متوفرة نسبيا، مبررا ذلك بأن عدد المرضى يفوق عدد الأدوية المتوفرة، وقال بأن كل أنواع أدوية علاج الروماتيزم تقريبا موجودة في الجزائر. مضيفا أن أدوية العلاج البيولوجي تبقى باهظة، على غرار كل دول العالم، ودعا إلى التشخيص الدقيق قبل منح الدواء للمريض، ليستحسن في الأخير دخول مجال التصنيع المحلي للحقن المعبئة مسبقا، والخاصة بالتهابات المفاصل والروماتيزم، وهي الحقن التي كانت تستورد من الخارج ويتسبب انقطاعها بالسوق في اضطرابات علاجية لدى المريض، وقال بأن الأدوية البديلة أو ما يعرف بأدوية الجنيسة، لها فعالية في العلاج، شرط أن يحترم المصنع معايير التصنيع والتركيز المعول به وكذا المواد الأولية ذات النوعية الجيدة.