هشاشة العظام مرض صامت يهدد النساء فوق سن الأربعين تحول مرض هشاشة العظام خلال العشر سنوات الأخيرة ، إلى واحد من بين أكثر أمراض الرثية أو الروماتيزم انتشارا في الجزائر، خصوصا بين النساء فوق سن الأربعين، إذ يصيب 2 من بين 10 نساء ، حسبما كشف عنه البروفيسور بورحلة عبد الرحمان، من مصلحة الرضوض و جراحة العظام بالمستشفى الجامعي بن باديس قسنطينة. المرض يصنف في خانة الأمراض الصامتة التي عادة ما يتم الكشف عنها بالصدفة، و في مراحل متقدمة، كون أعراضه غير ثابتة و تختلف من حالة إلى أخرى حسب نوع الضرر، إذ تستقبل مصلحة الرضوض و جراحة العظام بمستشفى ابن باديس، ما يعادل 150 حالة جديدة سنويا، بمعدل 10 إلى 15 حالة في الشهر، لا يتم الكشف عن إصابتها ، إلا بعد تعرضها لكسور على مستوى أحد العظام أو المفاصل، و هي الحالات الشائعة عادة، كما أوضح البروفيسور عبد الرحمان بورحلة، مشيرا إلى أنه ورغم توفر الأدوية اللازمة لهذا المرض، إلا أن التكفل به يظل مرهقا للمريض و حتى للمستشفى في حالات استقبال المرضى داخل المصلحة لأزيد من 48 ساعة، حيث تتراوح تكلفة الجرعات الضرورية لأسبوع من العلاج بين 10 آلاف حتى 15 ألف دينار جزائري. المرض يهدد 12 بالمائة من الرجال و بالرغم من أن فئة النساء تعد الشريحة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 30 بالمائة، إلا أن الإحصائيات التي قدمها موقع وزارة الصحة يشير إلى أن 12 بالمائة من الرجال يعانون كذلك من هذا المرض، الذي يؤدي في بعض الحالات إلى الإعاقة و في حالات أخرى إلى الوفاة، وهو ما أكده الدكتور خالد طارق، أستاذ مساعد و مختص في أمراض العظام و المفاصل بقسنطينة، مشيرا إلى أن المرض قد يؤدي إلى إعاقة المريض أو وفاته إذا بلغ مراحل متقدمة، خصوصا بالنسبة للحالات التي تعاني من هشاشة الفقرات، هشاشة المفاصل التي تؤدي إلى التهاب الأعصاب، و كذا هشاشة عنق عظمة الفخذ، الذي يعد أخطر الأنواع كونه يتسبب في أكبر نسبة وفيات بين النساء بسبب المرض. و يرجع المختص أسباب الإصابة بالمرض عند النساء خاصة، إلى تبعات سن اليأس المبكر، خصوصا بالنسبة للنساء أقل من 40 سنة،ما يتسبب في نقص هرمون الأستروجين في الجسم، إضافة إلى نقص النشاط البدني، و الوزن الزائد،و استعمال بعض الأدوية التي يدخل في تصنيعها الكورتيزون، أي مضاد الالتهاب، و مدرات البول و مضادات التجلط و التشنج، كما قد يكون المشكل ناتجا عن عوامل وراثية، إذ يشير الدكتور خالد طارق إلى أن نسبة الإصابة بالمرض تضاعفت في السنوات الأخيرة، حيث استقبلت عيادته خلال خمس سنوات 275 حالة جديدة، من بينها 63 حالة سنة 2013، و أكد المختص بأن الحديث عن تسجيل إصابات بين فئة من الأطفال لا يعد نظريا، بل واقعيا، بالرغم من أنها حالات جد نادرة و ذات أسباب وراثية، و يتعلق الأمر بالأطفال الذين يعانون من مشكل تجدد الكسور على مستوى المفاصل، سواء الأصابع، الأيادي، و القدمين. أما بالنسبة للرجال فتعتبر نسبة الإصابة بالمرض ضئيلة، نظرا لاختلاف بنيتهم المورفولوجية و كثرة نشاطاتهم، فضلا عن طول عمر حياتهم الجنسية، أما الأسباب الرئيسية وراء إصابتهم به فتنحصر في الكسل، التدخين و الإفراط في تناول الكحول. معاناة مرضى هشاشة العظام تكمن ،حسب المختص، في الإصابة بآلام متفرقة في عظام الجسم، و التعرض بكثرة للكسور لأبسط الأسباب، منها ما يكون خطيرا و غير قابل للرأب، خصوصا حالات عنق عظمة الفخذ، إذ أن 40 إلى 50 بالمائة من الأشخاص فوق سن الأربعين، معرضون للإصابة بكسور ناتجة عن مشكل هشاشة العظام . كما يتسبب المرض أيضا في حدوث آلام متكررة في العمود الفقري، إضافة إلى ذلك فإن طول المصاب يتأثر نتيجة انحناء العمود الفقري، أما في الحالات التي تؤثر فيها هشاشة العظام على سلامة الأعصاب، يعاني المريض من اضطرابات في النظر. و بالرغم من خطورة المرض و ارتفاع نسبة الإصابة به، إلا أن الدكتور خالد طارق، يؤكد بأن التكفل به جد مقبول في الجزائر، نظرا لتوفر الأدوية اللازمة، علما بأنه مرض ليس له علاجا نهائيا، إذ يكتفي المختصون بوصف أدوية مسكنة للألم لمرضاهم، مع ذلك يبقى التشخيص المبكر للمرض عاملا مساعدا على تجنب تطوره، حيث أصبح من الممكن الكشف عنه ،من خلال إجراء فحص خاص بالأشعة، يحدد نسبة الكالسيوم في كل سنتيمتر المربع، ويثبت الإصابة من عدمها، وهو فحص متوفر في الجزائر. و للوقاية من المرض ينصح المختصون بتخفيض الوزن و مراقبته ،و إتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم و البروتينات،و ممارسة الرياضة أو المشي ، و التعرض لأشعة الشمس في أوقات صحية كالشروق و الغروب، و الامتناع عن التدخين و تناول المشروبات الكحولية.