أعلن مدرب شباب قسنطينة، عبد القادر عمراني، عشية يوم الثلاثاء، استقالته، مباشرة عقب نهاية اللقاء الذي جمع فريقه بالضيف مولودية وهران، لحساب الجولة ال13 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، حيث أكّد عمراني أنّ الأمور لم تعد تسير وفق ما خطّط لها، وفي غياب النتائج، فضّل الانسحاب من أجل مصلحة الفريق، وفق ما يمليه عليه ضميره المهني بالنظر إلى أنّ النتائج لم تكن في صالحه. حسب مهندس التتويج بلقب البطولة في الموسم الماضي، فإنّ الشجاعة والضمير المهني يملي عليه الانسحاب من على رأس العارضة الفنية للشباب، في خطوة لفسح المجال أمام وجوه جديدة يمكنها تقديم الإضافة التي لم يتمكن من تقديمها منذ انطلاق البطولة، خاصة في ظلّ الرهانات التي تنتظر الفريق وعلى رأسها المنافسة الإفريقية والعربية من جهة، ومن جهة أخرى الدفاع عن لقب البطولة ولعب منافسة كأس الجمهورية، مصرحا أنّه لم يبخل على الفريق بأيّ جهد كان في المستطاع، معترفا أنّ بقاء أي مدرب مرتبطة بالنتائج. وبخصوص التعادل الذي سجّله فريق الشباب وكان بطعم الهزيمة، أكّد عمراني، أنّ فريقه حاول خلق الفرص منذ الوهلة الأولى، لكن الفعالية كانت غائبة، مضيفا أنّ الفرصة التي كانت من المفروض أن تعطي الفريق نفسا إضافيا، ضيّعها بسذاجة اللاعب صالحي، الذي فشل في التسجيل وتحويل ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم بن براهم في الدقيقة 67 بعد لمس الكرة ليد أحد المدافعين داخل منطقة ال18، إلى هدف كان سيرضي الأنصار قليلا. واعتبر مدرب الشباب الذي سبق له أن أعلن عن استقالته قبل لقاء المدية في الجولة ال11 وتراجع تحت الضغط من الجمهور ورفض الإدارة لهذا الانسحاب، أنّ مرحلة الفراغ التي تمر بها التشكيلة طالت فوق اللازم، وأكد أنّه لا يتهرب من المسؤولية، بل يتحمّل جزءا منها، بما أنّه المشرف الأوّل على الفريق، مضيفا أنّه قضى سنتين ونصف بقسنطينة في أحسن الأحوال ضمن فريق كبير وبين أنصار اعتبرهم من أحسن الأنصار وإدارة وضعت كلّ الثقة فيه، سواء تعلّق الأمر بشركة "الآبار" مالكة الفريق بالأغلبية أو من طرف المناجير العام للفريق طارق عرامة. عمراني الذي ذرف الدموع بعد تصريحاته لوسائل الإعلام، تمنى ألاّ يؤثر ذهابه على الفريق، وقال إنّ المشوار لا زال طويلا أمام الشباب من أجل التدارك والعودة إلى سكة النتائج الإيجابية والانتصارات وتحقيق مرتبة مشرفة في نهاية الموسم، وكذا الذهاب بعيدا في منافسة الكأس، كما قدّم شكره للاعبين معتبرا أنّهم بذلوا جهودا بما يستطيعون، كما قدم شكره لأسرة الإعلام التي رافقته طيلة مشواره على رأس الشباب. من جهته، لم يتحمل طارق عرامة مناجير الفريق المسؤولية الملقاة على عاتقه، وفضل عدم المواجهة والانسحاب من الملعب قبل نهاية اللقاء، تاركا الطاقم الفني واللاعبين في مواجهة الأنصار الذين صبوا جمّ غضبهم على زملاء بن شريفة، حيث خرجت تشكيلة الشباب تحت حراسة قوات مكافحة الشغب بعدما أمطرهم الأنصار الغاضبين بالمقذوفات، وبذلك يبقى مصير الطاقم الفني مبهما في ظل هذه الأزمة التي عصفت ببطل الموسم الفارط.