السنافر في ثوب العمالقة قلب فريق شباب قسنطينة هذا الموسم كل الموازين، وغيرت تشكيلته بعض المفاهيم في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، بعدما سيطر ممثل الكرة القسنطينية على مجريات المنافسة، على غير العادة، حتى أن المتتبعين للشأن الكروي الجزائري، عجزوا عن إيجاد تفسيرات لكيفية تحول فريق مثقل بالمشاكل الإدارية، لم يعرف معنى الاستقرار منذ صيف 2015، عند استقالة المدير العام الأسبق عمر بن طوبال، ونجا من السقوط قبل سنة فقط، لنادي ينافس على اللقب والأكثر من ذلك رفض التخلي عن الصدارة منذ الجولة الخامسة، محولا صراع النسخة الثامنة من التنافس على اللقب لسباق شرس على الظفر بمركز الوصيف. فريق شباب قسنطينة العريق، الذي يمتد تاريخه لأزيد من قرن، انتظر أنصاره قرابة 99 عاما حتى يظفروا بأول لقب، وكان في عهد الرئيس الأسبق محمد بوالحبيب، أراده السنافر "باكورة" الألقاب، غير أن العداد توقف، بعدما وجد الفريق نفسه يعود مجبرا لأكل خبزه الأسود، ويتحول لسابق عهده ينافس على ورقة الصعود التي ما يلبث أن يحققها، حتى يعود مجددا للصراع من أجل البقاء، وكثيرا ما تخفق التشكيلة في رهانها وتعود لنقطة الصفر، وهي النقطة التي بدأ منها النادي موسم 2010-2011، بمناسبة أول موسم في عالم الاحتراف وانتهت بعد 8 مواسم بالعودة من جديد لمنصات التتويج، رغم أن الفريق لم يرسم بعد انجازه، ويتمنى السنافر أن يكون تاريخ 12 ماي محطة أخرى، تضاف لذلك الذي يحتفل به الأنصار كل سنة، وهو 26 جوان المصادف لذكرى اللقب الأول، وكذا مصادفته لعيد ميلاد النادي الذي بعث أول مرة عام 1898. النادي الرياضي القسنطيني، الذي يوصف بأن خزانته خاوية من الألقاب، يبقى تاريخه مفخرة أنصاره وسكان مدينة الجسور المعلقة، بفضل مساهمته منذ مطلع القرن الماضي، في مواجهة الاستعمار الفرنسي وانخراط مؤسسيه ورياضييه في مسعى الحركة الوطنية، بالحفاظ على الهوية الوطنية والوقوف سدا منيعا، في وجه كل محاولات المستعمر الذي حاول مسخ هذه الهوية، حتى أن ذلك كلفه في الكثير من المرات حل جمعيته الرياضية، قبل أن يقرر الخيرون من أبناء "سيرتا" إعادة بعثه، فبعد جمعية إقبال، جاء النجم الإسلامي القسنطيني ليتحول إلى النادي الرياضي التسمية الحالية للفريق، الذي انصهر نشاطه، ضمن مساعي الحركة الوطنية، في التحولات التي شهدتها فترة الخمسينات، وتحول منتسبوه من رياضيين إلى رموز للكفاح، كان على رأسهم الشهيدان السعيد بوعلي (ملاكم) وملاح سليمان (سباح) عضوا مجموعة ال22 التاريخية، إضافة إلى قائمة ب 49 شهيدا لا يزال التاريخ يذكر بطولاتهم. ما يحدث مع شباب قسنطينة والسنافر هذا الموسم، حتى وإن كان طفرة وحلما جميلا يتلذذ به سكان سيرتا منذ أسابيع، غير أن سعادة محبيه وكامل أسرته، يجب أن يتوقف عندها مطولا ملاك غالبية أسهم شركة النادي، المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، الذين حتى وإن كان دورهم كبيرا فيما تحقق بفضل الأغلفة المالية المرصودة التي سمحت بالتحضير جيدا ووضعت مسيري الفريق في أريحية، بعيدا عن تجاذبات تأخر الأجور وعدم تسديد المنح، غير أن هذا الموسم الاستثنائي يعتبر درسا لكل الفاعلين في ميدان كرة القدم، التي يتطلب التألق بها توفر أهم عاملين وهما الاستقرار على المستوى الفني والإداري، وهو ما ترجم سريعا بعد أن تم تجديد الثقة في الثنائي عمراني وعرامة وكذا الحفاظ على نواة التشكيلة الأساسية بلقب طال انتظاره ، أبعاده تتعدى فرحة الأنصار وإثراء الخزينة بعودة السنافر إلى جو المنافسة القارية و المشاركة لثاني مرة في تاريخهم في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. ك – كريم * المدرب عبد القادر عمراني ما بنيناه لا يجب أن يذهب هباء منثورا كشف مدرب شباب قسنطينة عبد القادر عمراني، بأنه يجب تثمين الإنجاز المحقق هذا الموسم، مع قرب التتويج بلقب البطولة، حيث قال في تصريحاته للنصر:" الوصول للقمة صعب ولكن البقاء في نفس المستوى أصعب منه، ويجب أن لا يذهب ما بنيناه هذا الموسم أدراج الرياح، خاصة وأننا تعبنا كثيرا من أجل التتويج بهذا اللقب، الذي تنقصنا نقطة وحيدة على ترسيمه". وتحدث عمراني عن سر تألق الشباب هذا الموسم:" هناك عدة أمور تغيرت في الفريق، وأعتقد بأن إشرافي على تدريب الفريق منذ الموسم الفارط، ساعدني كثيرا على معرفة عدة أمور تخص هذا النادي، وهو ما عاد علينا بالفائدة، سيما وأن عدة أشياء تغيرت من بينها، تغيير ذهنيات اللاعبين أولا وصولا إلى الاستقرار على مستوى الإدارة، وهنا يجب أن نشيد بالدور الكبير، الذي قام به الملاك، وحتى المناجير العام طارق عرامة، كما أن نظافة المحيط، ساعدت كثيرا على العمل في هدوء و لا يوجد كلام كثير". ولم يخف عمراني بأنه يريد الذهاب بعيدا في منافسة رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل، حيث قال:"لا أخفي عليكم، بعد قرب تتويجي باللقب، الذي ضيعته من قبل مع مولودية بجاية، أفكر حاليا في قيادة شباب قسنطينة إلى ترسيخ ثقافة الألقاب، ولما لا البحث عن كتابة تاريخ جديد، من خلال السعي للذهاب بعيدا في أعرق المنافسات في القارة، وهو ما حدث مع مولودية بجاية، التي وصلت لنهائي كأس "الكاف" أمام مازيمبي، وهذا يتطلب القيام ببعض التدعيمات الموسم المقبل". ولم يتوان عمراني في الإشادة بالأنصار، حيث قال:" لا يمكنني الحديث عن الإنجاز المحقق دون الإشادة بالدور الفعال، الذي قام به أنصارنا، الذين كانوا اللاعب رقم 12 بأتم معنى الكلمة، وساعدونا كثيرا على العمل في هدوء، حيث لم يقوموا بأي تصرف رغم مرورنا بفترة فراغ وهو ما يؤكد الوعي الكبير لديهم، كما أن السنافر مثال للوفاء و ما يقومون به في كل مباراة خارق للعادة". بورصاص.ر * المناجير العام طارق عرامة من السهل الوصول إلى القمة والأصعب الحفاظ على التألق أكد المناجير العام للشباب طارق عرامة بأن الوصول إلى القمة سهل، غير أن الحفاظ عليها صعب، واعدا السنافر بتشكيل فريق قادر على الذهاب بعيدا في رابطة الأبطال الموسم المقبل. وقال الرجل الأول في بيت السنافر، بأنهم لم يسطروا اللقب هدفا في بداية الموسم، غير أن تألقهم مع مرور الجولات جعلهم يطمحون في تكرار إنجاز 96/97 :»كنا نخطط لإنهاء الموسم ضمن الخمسة الأوائل، ولكن مع مرور الوقت، بدأنا نؤمن بإمكاناتنا، غير أن الفوز على فريقين بحجم شبيبة القبائل وإتحاد الجزائر خارج الديار جعلنا نضع البطولة كهدف، خاصة وأن مثل هذه الأمور ليست في متناول أي فريق، كل الشكر للطاقم الفني الذي استطاع أن يقود الشباب إلى التتويج، دون أن أنسى اللاعبين، الذين كانوا منضبطين طيلة الموسم، ما جعلهم يكتبون أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ هذا الفريق العريق، الذي يستحق التتويج كل موسم". وأتبع عرامة حديثه قائلا:»من شدة الفرحة بالتتويج لم أستطع النوم بعد نهاية مباراة شبيبة القبائل، كوني أدركت بأن الحلم تحول إلى حقيقة، لقد كنت سعيدا للغاية، على اعتبار أنني كتبت اسمي بأحرف من ذهب في تاريخ الفريق، فبعد أن فزت مع الشباب كلاعب، نجحت هذا الموسم في التتويج كمسير، وهي أشياء لم يسبقني لها أحد في الشباب، وبالتالي لا يمكن وصف سعادتي، وسعادة كافة عائلة عرامة، التي هي فخورة بابنها الذي أدخل البهجة والسرور لقلوب كافة القسنطينيين دون استثناء». وعن رأيه في هذا التتويج مقارنة ببطولة 1997، فقد أشار عرامة في هذا الشأن:" الفوز ببطولة 97 كان خاصا، كونه اللقب الأول بالنسبة للشباب، حيث حاولنا في السنة الموالية أن نعززه بلقب ثان، ولكن الأمور ضاعت منا في آخر الأمتار، والجميع يتذكر مباراة إتحاد الحراش التاريخية، على العموم العوامل الخارجية تسببت في تراجع الفريق، الذي ظل متأرجحا بين القسمين الأول والثاني، خاصة بعد أن منحوا زمام التسيير لمن لا يستحقون ذلك، دون أن أقلل من مجهودات أشخاص آخرين، قادوا شباب قسنطينة في أوقات صعبة، ونجحوا في حفظ ماء الوجه". مروان. ب * المستشار العايب سليم ينتابني نفس إحساس 1997 أكد مستشار شباب قسنطينة العايب سليم بأنه ينتابه نفس الإحساس، الذي شعر به بعد قيادته الشباب للتتويج بلقب البطولة موسم 96- 97 كما أهدى عبر النصر هذا الإنجاز إلى كل المسيرين واللاعبين السابقين، حيث قال:" لدي نفس الإحساس، الذي شعرت به عندما توجنا بلقب البطولة منذ حوالي 21 عاما، وفرحتي لا توصف، لأننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، التي طال انتظارها، وعندما تشاهد فرحة مدينة بأكملها تنسى كل شيء، وهذا الإنجاز نهديه إلى كل مسير سابق، وكل لاعب مر على النادي، دون أن ننسى الطاقم الفني الحالي بقيادة عمراني واللاعبين والأنصار والملاك". وأضاف العايب سليم:" تتويجنا بلقب البطولة مستحق، وعلينا التفكير في الموسم المقبل، أين يتطلب منا تشكيل فريق كبير، سيما وأننا سنكون على موعد مع المشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، والمدرب عمراني يعرف عمله جيدا، ومتأكد من أنه سيواصل كتابة تاريخ الشباب". بورصاص.ر * القائد ياسين بزاز أنتظر هذا التتويج منذ 20 سنة كاملة قال ياسين بزاز أن اعتزال أي لاعب بعد التتويج بلقب يبقى أمرا رائعا، غير أنه وبعدما فكر في تعليق الحذاء نهاية الموسم، قرر تشريف عقده وتأجيل اعتزاله إلى الموسم المقبل، مؤكدا في حوار للنصر أن حلمه بالتتويج رفقة شباب قسنطينة بدرع البطولة لم يتبق الكثير لترسيمه، واصفا ما يعيشه بالحلم الذي يأبى الاستيقاظ منه. تقتربون من حسم اللقب، بعد موسم مميز، كيف تعلق على نتائج السنافر هذا الموسم؟ نحتاج لنقطة فقط، حتى نرسم تتويج فريق شباب قسنطينة وهذا أمر رائع، لم نكن نحلم به قبل سنة فقط، عندما حافظ النادي على مكانته مع الكبار في آخر جولة، غير أن الشيء الأكيد أن ما حصدناه كان ثمرة عمل كبير بدأناه مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي، وكان للملاك دورا كبيرا فيه بعدما قرروا لعب ورقة الاستقرار، سواء على المستوى الإداري بالإبقاء على طارق عرامة مناجير عاما أو على المستوى الفني من خلال تجديد الثقة في المدرب عمراني وطاقمه، والحمد لله النتائج ظهرت مبكرا ونحن على أعتاب إنجاز تاريخي، خاصة وأن الفريق رغم عراقته يبقى في خزانته لقب وحيد. أجلت موعد اعتزالي وسأواصل لموسم آخر تعتبر أقدم اللاعبين، حتى أنك زاملت عرامة لاعبا، ما هو إحساسك وأنت تتوج بلقب مع فريق بدأت معه مشوارك قبل 20 سنة؟ أمر رائع أن تتوج بلقب البطولة، خاصة وأنني لا أملك في جعبتي سوى لقب وحيد حققته مع شبيبة القبائل سنة 2001، عندما نلت لقب كأس «الكاف»، غير أن الأجمل في الأمر هو تتويج مسيرتي مع فريق أعشقه كثيرا وله مكانة خاصة في قلبي، بالنظر لأنني بدأت أولى خطواتي مع الأكابر بقميصه، وطرقت باب المنتخب وأنا لاعب في تشكيلته، والحمد لله مجهودات 20 عاما لم تذهب سدى، لقد حملت ألوان السنافر على مرتين، وعشت مع الفريق لحظات جميلة وأخرى صعبة، آخرها العام الماضي عندما نجونا من خطر السقوط بصعوبة، وما أحسه على غرار كل اللاعبين الآن يبقى شبيها بالحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه. كما قلت الفريق نجا من السقوط وبعد عام يحتفل بلقب، كيف تفسر هذه المعادلة ؟ فريق شباب قسنطينة فريق كبير، والفرق الكبيرة تعرف جيدا كيف تتعامل مع كبواتها، خاصة في وجود أنصار مثل السنافر، الذين وبعدما كان لهم الفضل في إنقاذ الفريق العام الماضي، لعبوا دورا كبيرا هذا الموسم، وخاصة في الأوقات التي مرت خلالها التشكيلة بفترات فراغ، أما عن السر وراء ما يحدث معنا، فكل ملم بعالم الكرة، يدرك أن الاستقرار الإداري والفني أساس كل نجاح، والملاك تفطنوا للأمر وأوقفوا سياستهم السابقة، كما انتهجوا سبيلا جديدا، كلل كما يشهد الجميع بلقب في انتظار المزيد إن شاء الله. نفهم من كلامك أنك تريد المواصلة كلاعب مع السنافر؟ لقد فكرت العام الماضي، في وضع حد لمشواري كلاعب، غير أن ظروف الفريق أجبرتني على تحمل المسؤولية، صحيح أن تعليق الحذاء بعد لقب أمر رائع، لكنني في قرارة نفسي متيقن أنه بإمكاني المواصلة لموسم آخر، وقررت إن شاء الله تشريف عقدي الذي يمتد لموسم آخر قبل اعتزال الملاعب، ومن الرائع أن أضع حدا لمشواري ضمن الفريق الذي بدأت معه وعرفت معه حلاوة اللعب في فئة الأكابر. ملحمة أم درمان وذكريات هذا الموسم الأغلى في مشواري مشوارك امتد لعقدين، حققت خلالهما الكثير، أظن هذا الموسم يبقى الأغلى؟ لقد وفقني الله لأداء مشوار جيد افتخر به في عالم الكرة، حتى أنني قضيت نصفه بفرنسا مع عدة نوادي وحققت الكثير، غير أن الألقاب تنقصني، وتقتصر على لقب كأس «الكاف» مع شبيبة القبائل، وصعود مع فريق فالنسيان من الرابطة الثانية إلى دوري الأضواء الفرنسي، لكن وبعيدا عن ذكريات المنتخب، وخاصة ملحمة أم درمان، فأعتقد أن مشوار هذا الموسم يبقى الأحسن والأغلى، خاصة إذا ما تمكنا من ترسيم اللقب هذا السبت بملعب براكني في البليدة. ماذا تقول للسنافر في ختام هذا الحوار؟ السنافر دائما ما أتحدث معهم على هامش الحصص التدريبية أو المقابلات الرسمية، وكما قلت لهم العام الماضي أن وقفتهم جنبت الفريق السقوط، فقد قلت لهم هذا الموسم أن الفضل بعد المولى عز وجل في تجاوز التشكيلة لفترات الفراغ هي وقفة الأنصار، الذين لا تكفهم عبارات الثناء أو كلمات الحق لإعطائهم كل حقهم. حاوره : ك - كريم * مدلل الأنصار عبد النور بلخير فخور لكتابة اسمي بأحرف من ذهب في تاريخ الشباب حسمتم اللقب لصالحكم، بعد موسم شاق، ما هو شعورك ؟ فخور للفوز بلقب البطولة مع هذا الفريق العريق، خاصة وأننا نعلم بأن شباب قسنطينة غائب عن منصات التتويج منذ عقدين، أنا سعيد للغاية، لأنني ساهمت في هذا الإنجاز، الذي أهديه لكافة الأنصار، الذين كانوا خلفنا منذ انطلاق الموسم، ولعبوا دورا كبيرا في إنهائنا البطولة كأبطال. الحديث عن مستقبلي مؤجل لأنني أستمتع بلحظات التتويج يجب أن نعترف بأن لا أحد رشحنا في بداية الموسم، من أجل التتويج، ولكن بفضل العزيمة التي تحلينا بها على مدار الموسم ككل، نجحنا في مخالفة كافة التوقعات، كما أن الطاقم الفني لعب دورا فعالا في جعل الفريق، يؤمن بمقدرته على الظفر باللقب، دون أن أنسى دور الإدارة، التي وضعت الشباب في أحسن الظروف، من خلال صرف المستحقات في الوقت المناسب، ما مكننا من التألق فوق الميدان. ساهمت بشكل كبير في هذا التتويج، ما تعليقك ؟ أجل لعبت دورا بارزا في هذا الإنجاز، في ظل المردود الذي قدمته على مدار الموسم، خاصة خلال مرحلة الذهاب، التي تم اختياري فيها كأحسن لاعب في الفريق، إلى جانب الهداف أمين عبيد، أنا سعيد لأنني ساهمت في إسعاد تلك الجماهير العريضة، التي انتظرت هذا اللقب الغالي على مدار 20 سنة كاملة. يجب أن تعلموا بأن تتويجي مع شباب قسنطينة، ليس الأول من نوعه، كوني أملك لقبين من قبل مع مولودية الجزائر، ويتعلق الأمر بلقب البطولة الوطنية، وكذا الكأس الممتازة، لقد سبق لي التتويج، ولكن الحقيقة تقال التتويج مع السنافر له طعم خاص. هل صحيح أن علاقتك بالمدرب عمراني لم تكن جيدة؟ علاقتي بالمدرب عبد القادر عمراني، لم تكن على أحسن ما يرام الموسم الماضي، خاصة وأنه لم يكن يمنحني الكثير من الفرص، غير أن وضعيتي تغيرت بالكامل، بعد هدفي في مرمى الحراش، أين أصبحت لاعبا أساسيا، أنا أشكر التقني التلمساني، لأنه لم يجاملني، بل تعامل معي باحترافية، ما جعلني أنتفض هذا الموسم، وأتحول من لاعب احتياطي، إلى أحد أفضل لاعبي البطولة الوطنية بشهادة الجميع. بفضل السنافر حققت حلمي باللعب للمنتخب الأول ألا تعتقد بأنك أحسنت الصنيع ببقائك مع السنافر؟ استفدت كثيرا ببقائي مع الشباب، حيث تمكنت من تقديم مستوى متميز جعلني أحظى بدعوة المنتخب الوطني، كما أن مواصلتي جعلتني أفوز بلقب البطولة، أنا سعيد لأنني كتبت اسمي بأحرف من ذهب في سجلات هذا الفريق. هناك من يقول بأنك تخوض أيامك الأخيرة مع الشباب ؟ لا أزال مرتبطا بموسم إضافي مع الشباب، ولن يكون بمقدوري المغادرة دون الحصول على موافقة المسيرين، أقولها وأعيدها لن أغير السنافر بأي فريق آخر في الجزائر، ولكن إن أتيحت لي فرصة الاحتراف، فلا أظن بأنني قادر على تضييعها، خاصة وأنه لم يتبق لي الكثير في عالم الساحرة المستديرة. حاوره: مروان. ب * الهداف محمد لمين عبيد ما أعيشه أقرب للخيال وبفضل الجميع نحن أبطال لن أفرط في لقب الهداف والحديث عن مستقبلي مؤجل كلمة عن قرب تتويج الشباب بلقب البطولة؟ الحلم سيصبح حقيقة، وإن شاء الله ستترسم الأمور في مباراة اتحاد البليدة، أين تنقصنا نقطة وحيدة للتتويج بهذا اللقب، الذي طال انتظاره في مدينة قسنطينة، وأعتقد بأننا نستحق هذا التتويج بالنظر إلى المشوار الذي بصمنا عليه، والحمد لله ما تعيشه مدينة قسنطينة بأكملها هذه الأيام أقرب للخيال، وأنتظر أن تكون الاحتفالات أكثر جمالا في مباراة بارادو. متى أيقنتم بقدرتكم على التتويج؟ ربما لن تصدقني إن قلت لك، بأننا وضعنا هذا الهدف مع بداية الموسم، على الرغم أن المدرب كان يقول لنا في كل مباراة بأننا نلعب البطولة على شاكلة مباريات كأس، ولا نفكر سوى في المباراة المقبلة، لكن بالنظر إلى التحضيرات الجيدة، التي قمنا بها الصائفة الماضية، فقد كنا نتوقع البصم على موسم مميز. لكن هناك مباراة، جعلتكم تكسبون ثقة أكبر، أليس كذلك؟ بالنسبة لي الفوز أمام اتحاد الجزائر بتلك الطريقة وعلى ملعبه كان له تأثير كبير علينا، ويمكننا اعتبارها مباراة الموسم، خاصة وأن الأمر يتعلق بمواجهة واحد من أحسن الأندية الجزائرية، والذي يملك ربما أفضل تعداد في البطولة، عندما تتمكن من الفوز عليه بتلك الطريقة، والعودة في النتيجة، فذلك زادنا ثقة أكبر في النفس ويؤكد حيازتنا على شخصية البطل، كما تمكنا من الفوز بعد ذلك أيضا خارج الديار أمام شبيبة القبائل. الكثير يعتبر بأن مساهمة المدرب عمراني في هذا الإنجاز كبيرة، وأنتم كلاعبين، كيف ترون دوره؟ يمكن قول ذلك، لأن الإنجاز ساهم فيه الجميع، بداية من المدرب عمراني واللاعبين والطاقم الطبي والمسيرين أيضا، فحتى المناجير العام عرامة يقوم بعمل جيد، دون أن ننسى الأنصار، الذين يعتبرون سندنا الدائم ومن دونهم لا نساوي شيئا، وأما بخصوص المدرب عمراني فقد كان بمثابة والدنا، ويبحث دائما عن المصلحة العامة ويفوت مصلحة الفريق أولا. وما سر تألقك مع شباب قسنطينة هذا الموسم؟ لن أنسى فضل شباب قسنطينة طول حياتي، كيف لا والمدرب عمراني والمناجير عرامة وضعوا ثقتهم في إمكاناتي واستقدموني الصائفة الماضية، رغم مروري جانبا في الموسمين الماضيين، وهو ما جعلني أرفع التحدي حتى أكون عند حسن ظنهم، والحمد لله يمكن القول بأنني أحسنت الرد على كل من انتقد صفقة قدومي الصائفة الماضية، واليوم أنا أنافس على لقب الهداف ولن أفرط فيه بحول الله. هل ستواصل المشوار مع شباب قسنطينة، في ظل كثرة العروض، التي وصلتك؟ الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه، ويجب علينا أن نحتفل أولا بهذا الإنجاز، ويكفينا فخرا كلاعبين بأننا أدخلنا الابتسامة إلى مدينة بأكملها. حاوره: بورصاص.ر * اللاعب السابق حكيم حرنان عرامة يستحق أن يصنف في خانة عظماء النادي أعرب اللاعب السابق للسنافر حكيم حرنان عن سعادته البالغة بقرب تتويج فريقه السابق بلقب البطولة، مشيرا بأن الفضل الأكبر يعود للمناجير العام طارق عرمة، الذي قال بأنه يستحق أن يصنف في خانة العظماء، بالنظر إلى العمل الجبار الذي قام به منذ استلامه زمام التسيير. وقال صخرة دفاع الشباب مطلع الألفية للنصر، بأنه في انتظار الليلة التاريخية أمام نادي بارادو، من أجل مقاسمة السنافر فرحة التتويج باللقب الذي طال انتظاره. وهنا أضاف حرنان:" أنا أسعد إنسان بهذا التتويج، الذي حققه الفريق عن جدارة واستحقاق، بالنظر إلى المشوار المتميز لرفاق عبيد، منذ انطلاق الموسم، أتمنى أن لا يكون هذا التتويج الأخير، خاصة وأن السنافر يستحقون المزيد، بالنظر إلى ما قدموه من تضحيات طيلة المواسم الماضية، أنا أتمنى مستقبلا مليئا بالألقاب لشباب قسنطينة، ولكن شريطة الحفاظ على من صنعوا هذا الإنجاز، والبداية بالثنائي عبد القادر عمراني وطارق عرامة، كونهما ضحيا كثيرا، من أجل الوصول إلى هذا الحلم، دون أن أنسى دور اللاعبين، الذين كانوا أبطالا، ولم يبخلوا بشيء فوق أرضية الميدان، أنا أهنئ نفسي، وأهنئ كافة أسرة الشباب بهذا اللقب، والعاقبة للمزيد". وفي رده، حول كيفية تفاعل شقيقه الأكبر داود حرنان مع خبر قرب تتويج الشباب باللقب، فقد قال محدثنا بأن فرحته كانت أكبر، بحكم أنه خلف القضبان، ومشتاق للأجواء التي يصنعها أنصار فريقه الأسبق، الذي عاش معه أجمل اللحظات، وفي هذا الشأن قال حكيم:" بطبيعة الحال داود في قمة السعادة بهذا الإنجاز، ولا يكف عن الحديث عنه، كما أنه طلب مني أن أجلب له قميص لشباب قسنطينة، لأنه يود الاحتفال بطريقته الخاصة بهذا اللقب، الذي يدرك قيمته، كونه لعب لسنوات للشباب، ويعرف مدى شغف الأنصار بالتتويجات، داود يبلغكم تحياته، ويعده السنافر بأنه سيكون إلى جانبهم بملعب الشهيد حملاوي أقرب فرصة ممكنة". وعن رأيه في العمل المقدم من طرف زميله السابق عرمة، فقد أثنى حكيم كثيرا على المناجير العام للشباب، مضيفا:" عرامة يمتلك مواصفات المسير الناجح، حيث نجح في قيادة الفريق نحو اللقب، رغم أنه لم يمر على تعيينه على رأس الفريق سوى سنة ونصف فقط، أنا أجزم بأنه يستحق أن يصنف في خانة عظماء هذا الفريق العريق، الذي أنجب عدة أبطال". وختم محدثنا كلامه، بالإشارة إلى تعلقه الشديد بفريقه السابق:" أعد مناصرا للشباب منذ الصغر، ولا تنسوا بأنني تدربت في إتحاد عين البيضاء لدى لاعبين كبار في تاريخ الشباب، في صورة كل من المرحوم لمين زكري وبشير أمقران، وبالتالي أنا متيم منذ نعومة أظافري بحب السنافر". مروان. ب * صخرة دفاع السنافر السابق حسان غولة الفرحة أكبر كون مهندس هذا الانجاز من صناع لقب 1997 ما تعليقك على قرب تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة؟ أعتقد بأن تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة مستحق، بالنظر إلى المشوار الذي بصموا عليه هذا الموسم، حيث احتل أشبال عمراني صدارة الترتيب منذ الجولة الخامسة، وعليه فإن تتويجهم سيكون عن جدارة واستحقاق. نفهم من كلامك بأنك ترى بأن الشباب الأجدر بالتتويج، رغم منافسة أندية كبيرة ؟ بطبيعة الحال، تابعت مشوار شباب قسنطينة ولم أفوت أخباره حيث كنت أطلع يوميا على مستجدات فريق القلب، وأما بخصوص قرب تتويج الشباب فهم الأحق به، رغم أن جل المنافسين أو بالأحرى من كانوا يتداولون على المرتبة الثانية، لديهم خبرة سواء تعلق الأمر بمولودية وهران وفاق سطيف أو اتحاد الجزائر و مولودية الجزائر وحتى الساورة ونصر حسين داي، والبطولة لم يتصدق بها أحد، بل جاءت بعرق جبين ومجهوذات المجموعة ككل، سواء الطاقم المسير أو الطاقم الفني بقيادة عمراني والملاك وخاصة الأنصار، الذين قاموا بدور فعال، ومن لم يلعب بحملاوي لا يعرف قيمة السنافر، كما يجب التطرق إلى نقطة مهمة. من لم تطأ قدماه ملعب حملاوي لن يدرك قيمة السنافر ما هي ؟ لأول مرة في الجزائر، عندما تتحدث مع جل أنصار الأندية الأخرى وتسأل عن الأحق بلقب البطولة؟، يكون هناك إجماع على أن شباب قسنطينة الأحق بهذا التتويج، بالنظر إلى المشوار الذي بصم عليه أشبال المدرب عمراني، الذين لم يتأثروا بمرورهم بفترة فراغ، وهو ما يؤكد شخصية البطل. و ما هو شعورك وزميلك السابق عرامة ينجح كمسؤول بعدما توج معك لاعبا باللقب الوحيد ؟ طارق إنسان رائع ومنذ أن كان لاعبا، لديه بعض مواصفات المسير الناجح بالنظر إلى دوره القيادي، وهو مسؤول في ثوب مناصر، على الرغم من أنه لعب في كل من شباب قسنطينة ومولودية قسنطينة وأندية أخرى، إلا أن الحي الذي يقطن به "بارادو" معروف بحب سكانه للشباب، وبكل صراحة عرامة يستحق المكانة التي يتواجد فيها وهو يحب شباب قسنطينة ويدافع عن ألوان العميد ونحن كلاعبين قدامى، في هذا النادي فرحنا كثيرا بأن يكون التتويج الثاني، من صنع أحد أبطال 97 وأريد أن أضيف نقطة أخرى. لو توجه لي الدعوة سأكون حاضرا أمام بارادو تفضل... أهنئ عرامة على العمل الذي قام به، لأنه ليس من السهل أن تنجح في أول موسم لك كمسؤول على فريق عريق من حجم شباب قسنطينة في التتويج باللقب، وخاصة التحكم في مجموعة تضم أرمادة من اللاعبين ولو أن الفضل أيضا يعود للمدرب المحنك عمراني، وحتى المحيط، الذي كان هذا الموسم لم يكن محيطا متعفنا، لأن تواجد أشخاص يحبون شباب قسنطينة مثل العايب سليم، يساعد على العمل في هدوء. وهل ستكون حاضرا في المباراة الاحتفالية أمام نادي بارادو؟ أنا أحترم نفسي وأحترم الآخرين وأحب أن أكون معززا مكرما، وإذا تلقيت دعوة من طرف المسيرين، وخاصة صديقي عرامة سألبي الدعوة بفرح سرور، وأكون أول مناصر يحضر الملعب في مباراة بارادو للاحتفال مع السنافر، وإذا لم يحدث فإن حب شباب قسنطينة في القلب، ولا أريد أن أحرج أي شخص، على الرغم من ذلك سأحتفل بهذا التتويج. حاوره: بورصاص.ر * المدافع السابق أحمد بولفلفل عمراني نجح في تكوين كتيبة محاربين أثنى المدافع السابق لشباب قسنطينة أحمد بولفلفل على المجموعة المتماسكة التي يملكها فريقه السابق هذا الموسم، والتي سمحت له بالاقتراب بنسبة كبيرة من حسم اللقب الثاني في تاريخه، قبل جولتين عن نهاية البطولة، كما نوه المدافع "الفدائي" السابق للسنافر بالعمل الذي قام به المدرب عمراني. واستهل بولفلفل حديثه للنصر، بالتطرق إلى نقطة قوة الشباب هذا الموسم وقال بهذا الخصوص:"شباب قسنطينة هذا الموسم يملك مجموعة متماسكة، وهذا بالنسبة لي يعد أقوى سلاح للفريق هذا الموسم، بالإضافة للعمل الكبير الذي قام به عمراني، الذي نجح في تكوين مجموعة محاربين، دون أن ننسى ما وفرته الإدارة من إمكانيات، وكل هذه العوامل سمحت لفريقنا بالهيمنة على البطولة منذ الجولة الخامسة". وواصل الاختصاصي السابق في تسجيل ضربات الجزاء حديثه للنصر، ولم يخفي تسرب الشك إلى نفسه في مرحلة الإياب:"بعد انطلاقة الفريق بقوة في مرحلة الذهاب وتوسيعه الفارق عن أقرب الملاحقين، أصبح مستهدفا من جميع الفرق في مرحلة العودة، والتي شهدت مرور الشباب بفترات فراغ، وحتى الفوز ببعض المباريات بملعب حملاوي لم يكن مقنعا، لكن تماسك المجموعة وحنكة المدرب ويقظة الإدارة، هو ما جعل الفريق يمر تلك المرحلة بسلام". وتمنى بولفلفل في ختام حديثه للنصر، مواصلة شباب قسنطينة على نفس الوتيرة الموسم القادم، وحصد ألقاب أخرى خصوصا أنه مقبل على تحدي كبير في رابطة أبطال إفريقيا. فوغالي زين العابدين * الاعب السابق سمير بودماغ هذا هو الشبه بين فريق هذا الموسم وفريق 1997 أعرب اللاعب السابق لشباب قسنطينة، وأحد مهندسي اللقب الأول للفريق سنة 1997، عن سعادته باقتراب حسم فريقه السابق للقب، وطالب في نفس الوقت من اللاعبين بضرورة التركيز في المقابلتين القادمتين، وحسم البطولة في اللقاء القادم أمام البليدة، حتى تكون المقابلة الأخيرة أمام بارادو احتفالية بعيدة عن الضغط. واستهل ابن مدينة القل حديثه للنصر، بالمقارنة بين فريق هذا الموسم بين مجموعة هذا الموسم وتشكيلة موسم 96 - 97 ، وقال في هذا الصدد: "الشبه الموجود بين فريقنا وفريق هذا الموسم، يكمن في صلابة المجموعة وتماسكها، وقدرتها على تجاوز مرحلة الفراغ بسلام، فالكل يتذكر أننا مررنا بمرحلة صعبة، وصلت إلى حد فقداننا الريادة في الجولات الأخيرة، ربما الفرق الوحيد أن الإمكانيات التي وفرت للفريق هذا الموسم أفضل بكثير من تلك الفترة". كما أبدى بودماغ إعجابه، بالتشكيلة التي يمتلكها شباب قسنطينة، وأثنى بالخصوص على بلخير ورحماني وزرارة، وأكد أن دورهم كان حاسما في الكثير من المباريات الصعبة على حد قوله، أما عن زميله السابق طارق عرامة المناجير العام للفريق فقال بخصوصه:" طارق يملك خبرة كبيرة في الميادين كلاعب، وحتى في مجال التسيير سبق له العمل مع عدة رؤساء قبل هذا الموسم وهو ما سمح له بتوظيف خبرته في صالح الفريق". وختم بودماغ حديثه للنصر بتوجيه رسالة للقائمين على الفريق بقوله:"عندما حققنا اللقب سنة 1997 انهار الفريق بعدها، لعدم وجود استقرار على جميع الأصعدة، لهذا أرجوا من القائمين على الفريق حفظ هذا الدرس جيدا والحفاظ على فريق هذا الموسم، سواء بالإبقاء على المدرب عمراني أو ركائز الفريق مع تدعيمهم بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة للذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية". فوغالي زين العابدين * اللاعب السابق حليم بلعيطر أعايش فرحة السنافر من فرنسا ما تعليقكم على انجاز فريقكم السابق شباب قسنطينة، وتواجده على مرمى حجر من التتويج؟ الشباب أصبحت له مكانة مرموقة في الخارطة الكروية الجزائرية، وذلك منذ التخلص من مشكل التمويل، لأن المعاناة في السنوات الماضية كانت ناتجة بالأساس عن قضية عدم توفر الأموال، وانضواء الفريق تحت لواء الشركة الراعية له فسح المجال للعمل الميداني الجاد، وبالتالي فإن احراز لقب البطولة الوطني كان مستحقا، بالنظر إلى المشوار المتميز. هل تتابع مباريات الفريق وأخباره؟ تواجدي في فرنسا لم يمنعني من متابعة كل صغيرة وكبيرة، عن فريق أعشقه كثيرا منذ الصغر، وما ساعدني في ذلك صفحات «الفايسبوك»، وتواصلي بانتظام مع بعض الزملاء السابقين في الشباب، وفي مقدمتهم حكيم حرنان، فضلا عن علاقتي مع بعض أفراد الأسرة الإعلامية المتتبعة لشؤون الفريق بانتظام، إلى درجة أنني لا أحس إطلاقا بأنني بعيد عن قسنطينة، رغم أن تلك الأجواء الخرافية التي شهدتها المدينة بعد اللقاء الأخير ضد شبيبة القبائل، جعلتني أتمنى الحضور في اللقاء الختامي لهذا الموسم أمام بارادو، والمشاركة في عرس التتويج. باعتبارك لاعب سابق في الشباب، فهل عشت لحظات مماثلة؟ الأكيد أن المعطيات تغيرت، في وجود أساليب جديدة للمناصرين من أجل صنع صور نادرة في المدرجات، لكن الحقيقة التي لا يمك أن ننكرها أن أنصار شباب قسنطينة أوفياء لفريقهم إلى درجة الجنون، ومؤازرتهم للتشكيلة نابعة من تعلق فعلي باللونين الأخضر والأسود، بعيدا عن «المناسبتية»، وهو السر الذي جعلنا نعيش فرحة الصعود في أجواء خرافية، ولو أنني استغل الفرصة لتوضيح شيء جد مهم. تفضل .. ما هو؟ فرحتي شخصيا بهذا اللقب كانت كبيرة، وسمح لي بتمرير الاسفنجة على ذكريات سيئة في مسيرتي مع شباب قسنطينة، لأن الجيل الذهبي الذي كان يشكل تركيبة الشباب في تلك الفترة لم ينجح في إحراز اللقب، بل أن السقوط كان المصير الحتمي لفريق ثري للنجوم، وذلك بسبب المشاكل والصراعات الداخلية، حتى أن بعض أعضاء الطاقم المسير في تلك الفترة كانوا يتغنون باللقب الذي أحرزه الفريق سنة 1997، على أساس أنهم من صنع المجد للشباب، فجاء هذا التتويج ليضع ذلك الانجاز في الذاكرة. حاوره: ص / فرطاس السنافر كلمة السر في انجازات الشباب جمهور من ذهب شرع في الاحتفال باللقب أجمع الفاعلون الأساسيون في فريق شباب قسنطينة، على أن ما قدمه السنافر هذا الموسم وعلى غرار ما فعلوه في السنوات الماضية أو حتى البعيدة التي تمتد لعقود، كان له الأثر الأبرز، قبل الحديث عن تحسن النتائج والسيطرة على بطولة الموسم الجاري، في مساعدة زملاء بزاز العام الماضي على تحقيق هدف البقاء والحفاظ على مقعد النادي القسنطيني مع الكبار. "السنافر" كما يصطلح على تسميتهم، والمصنفين على أنهم أكبر قاعدة جماهيرية، جددوا العهد هذا الموسم، صانعين لوحات رائعة على مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، و وزَّعوا بطاقات بريدية في كلُّ ربوع الوطن بالتنقلات القياسية التي فاقت أحيانا أعداد أصحاب الضيافة، وبات بعض الأنصار رمزا لمدينة الجسور المعلقة وال"سي. أس. سي"، على غرار عمي رابح من حي 20 أوت، وبادر سماش والسُّوري عيسى ظاظا، وغيرهم. ولفت عمي رابح "68 عاما" الأنظار إليه رغم كبر سنِّه وتفضيله التنقل خارج الديار لوحده، لأسباب سردها لنا في دردشة شيقة معه، غير أنَّ ما يصنع الاستثناء لديه هو رقصاته المطوَّلة بعد كل فوز لشباب قسنطينة، آخرها كانت ضد شبيبة القبائل، وقال إنه رقص وصولا إلى وسط المدينة، وعانى من تشنجات بكامل جسمه. عمي رابح "شغفي للسي. أس. سي بدأ مع استقلال البلاد" وفي حديث مطول مع عمي رابح بدَّالة السنفور الرمز، القاطن بحي 20 أوت، سرد لنا بداية حكايته مع النادي الرياضي القسنطيني، وذلك موسم 62/ 63، عندما اصطحبه شقيقه المجاهد الفدائي السابق بشير المدعو الزواوي، وهو لا يتجاوز ال14، إلى ملعب بن عبدالمالك، بوسط المدينة، ليعشق من النَّظرة الأولى "الخضرا والكحلا"، وتبدأ رحلته بالتنقلات إلى كل ملاعب الجمهورية، وهو في سنِّ ال19، مؤكدا أنهُ جلس إلى جانب أصحاب الأرض في كلِّ المقابلات تقريبا التي حضرها، وحظي باحترام الجميع. وعن سرِّ التنقل رغم كبر سنه، ردَّ عمي رابح بابتسامة عريضة "عندما تزوجت قلت لشريكة حياتي هناك حدٌّ واحد فاصل بيني وبينك، شباب قسنطينة، وهي تعرف جيدا معنى العشق الكبير بيني وبين هذا النادي، بل وكدت أصل حدَّ الطلاق لهذا السبب، لا أستطيع المكوث بالبيت والسي. أس. سي تلعب". ولم يتخلَّف عمي رابح أو "بابا سنفور" كما لقَّبه مؤخرا الأنصار على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، عن أيَّة خرجة هذا الموسم مع النادي، معتبرا ضيافة أهل سيدي بلعباس الأكثر كرما، حيث تنقل لوحده على عادته إلى المدينة لأول مرَّة في حياته، ولقي ترحابا كبيرا من البلعباسيين، الذين أكرموه بوجبة "كسكسي" في منزل أحدهم، ورافقوه إلى المسجد لقضاء صلاة الجمعة، ومن ثمَّة إلى الملعب حيث افترق الطرفان، وقال إن سائق سيارة الأجرة لما علم أنه من قسنطينة ومناصر للشباب رفض قبض ثمن التوصيلة. وعن أحسن ذكريات التنقلات كشف عمي رابح :"لم يحدث لي سوء أبدا، سوى مرة واحدة وكانت في مدينة العلمة، وفيما عدا ذلك كل التنقلات كانت مشوِّقة، أطرفها كان حين أمضيت في إحدى سنوات السبعينيات ليلة في العراء بمناسبة لقاء الكأس ضدَّ ملاحة حسين داي، بالعاصمة"، أما أسوأ ذكرياته فكانت يوم وفاة المناصر فاروق سوالمية، وحينها خاضت تشكيلة الشباب مواجهة في إطار بطولة القسم الثاني أمام شبيبة سكيكدة. ولم ينس هذا المناصر "الشيخ" الفريد من نوعه، الحديث عن ذكرياته الجميلة مع شباب قسنطينة، خاصَّة اللاعب المرحوم لخضر زدام وبوبكر تواتي، معتبرا إياهما الأحسن، على الإطلاق، وقال إن إسماعيل هارون الأفضل في التسيير ويعتبر أبا روحيا لكل محبي شباب قسنطينة الأوفياء، وبالمقابل ذكر أنَّه لا يعرف لاعبي شباب قسنطينة الحاليين عن قرب، ما عدا بلخير، الذي رقص معه مطوَّلا بانتهاء لقاء النادي الرياضي مع غريمه اتحاد العاصمة بفوز باهر، وما زال "أغويرو" السي. أس. سي يسأل عنه من حين لآخر حتى يجددا تلذذ الفرحة سويا. سألنا عمي رابح عن شعوره بإحراز اللقب موسم 97، وفرحته العارمة بالإنجاز، إلا أنه ردَّ بنظرة متسائلة قبل لفظ الكلمات، ثمَّ قال "أعتبر اللقب الحالي الأحسن والأكثر حلاوة على الإطلاق، مقارنة بذلك المحقق عام 97، وهذا الموسم مع ابن المدينة طارق عرامة والمدرب القدير عمراني وكوكبة اللاعبين الشباب والمخضرمين نكاد نبلغ اللقب، صحيح إعترتنا فترات يئسنا خلالها، وكاد اللقب يضيع مرات عديدة، خاصة بتآمر الكثيرين، لكن الله أراد اللقب لقسنطينة وللنادي الرياضي لوحده دون سواه". وأضاف عمي رابح مسترسلا، أن ما يحدث هذا الموسم ذكره بذات السيناريو مع مولودية قسنطينة، وقت الجيل الذهبي بقيادة فندي وكروكرو وقموح، حيث كان بإمكانهم إحراز ألقاب عديدة، إلا أن التآمر والأمور غير الرياضيَّة و"الشكارة"، حالت دون تجسيد الأمر، وهو ذات السبب الذي جعل العميد يكتفي بلقب واحد ووحيد خلال مسيرة قرن من التواجد، آملا إضافة الثاني قريبا. "بادر" مناصر وفي سكنه حب النادي يعتبر المناصر بدرالدين سماش، المعروف ب"بادر" من أوفياء الخضورة، لتنقلاته الكثيرة والمثيرة مع الشباب، وبروزه في ساحة الدفاع عن ألوان الخضورة من المدرجات، وتنظيم لقاءات تشجيعية مع اللاعبين عند تسجيل التعثرات، وتهدئة الأوضاع، ورغم حبِّه للعمل في صمت وبعيدا عن الأضواء إلا أنه شهرته فرضت نفسها عليه. ويقول بادر، الذي يشتغل صيدليا، أنه كان يذهب إلى الملعب خلسة عن إخوته ال5 والمرحوم أبيه، وكثيرا ما نال ضربا مبرحا بسبب ذلك، لكنَّه لم يستسلم، بل وزاد تعلُّقا بعد حمله للألوان الخضراء والسوداء في صنف الفئات الشبانية، لمدة ثلاثة مواسم. ويتذكر " بادر" جيدا تنقله في القطار، إلى باتنة عام 1993 لمتابعة الشباب في وقت شدد عليه والده المرحوم بعدم الذهاب، لكن المباراة ألغيت في نهاية المطاف. وحسب وصف بدرالدين، فإن التنقلات وقتها كانت أشبه ما تكون جحيما خالصا، للعنف وسوء المعاملة والاستقبال، وقتها، للسنافر، لكنه لن ينسى تاريخ تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة لتخرُّجه في نفس السنة من الجامعة، عن تخصص علوم الاقتصاد والتسيير، والخيبات التي لن تمح من ذاكرته تلك المتعلقة بالسقوط موسم 91، 99، 2006، والأسوأ على الاطلاق موسم 2008/2009، بعد وفاة المناصر وصديق الطفولة يوسف بحشابي المعروف باسم بربوشة، والمناصر فاروق سوالمية، ومغادرة عماد غاغا، حمداني طويجيني وصالح نكاع الحياة. "تنقلت لكوت ديفوار ورفعت راية العميد في أدغال أفريقيا عام 2014" كما ذكر "بادر" أنه تنقل إلى ساحل العاج بأعماق أفريقيا لمتابعة شباب قسنطينة، وحمل رايته عاليا هناك، لأول مرة في تاريخ مناصري العميد، إلى جانب تواجده في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا بأنغولا عام 2010، مرفوقا بالراية الخضراء والسوداء، كما أنه يحوز تذاكر كل المباريات التي حضرها وما زال يحتفظ بتذاكر دخول تلك اللقاءات، في كل ربوع الجزائر، ويضيف محدثنا "حتى أنصار الأندية الأخرى يعرفونني، وكثيرا ما حيَّاني أناس في بجاية، العاصمة، وهران وكل ولاية دون أن أعرفهم، لقد سمح لي فريق الشباب بتكوين علاقات ونسج صداقات مع عدد من مناصري الفرق الجزائرية". وعن التنقلات هذا الموسم، أراد بادر الحديث عن تنقل واحد بقي راسخا في ذهنه، وهي صدمة الخسارة في السَّاورة، ببشار، حيث ظنّ أنَّ حلم اللقب تلاشى وانتهى، وهو حال بقية الأنصار الذين رافقوه إلى الجنوب الغربي للبلاد، ضاربين موعدا لمحاسبة اللاعبين في الاستئناف وتصعيد اللَّهجة بعد إهدار الكثير من النقاط بسذاجة، لكنَّ اجتماعا مصغرا غيَّر الخطة، وقرر الجميع الحديث بهدوء ومطالبة اللاعبين والمدرب عمراني بالتضحية لجلب 12 نقطة فقط تحتاجها مسيرة اللقب، وتجعل نادي ال49 شهيدا يحلق في السماء الثانية، وهو ما بات قريب التحقيق. وفي الأخير، طلب المناصر بادر من الجميع تذكر فقيدي شباب قسنطينة من الأنصار، والترحم عليهم وإهداء اللقب الثاني في تاريخ العميد لروحهم الطاهرة، على غرار مراد "لاسويس"، ولطفي خوجة وجليل إيسيل. كما توجَّه المناصر الرمز بجزيل الشكر لشركة الآبار التي عرفت كيف تسير إدارة شباب قسنطينة باحترافية وذكاء، إبعاد الاستغلاليين وأصحاب المنافع والمصالح الضيقة عن السَّاحة، ومنح الثقة والضوء الأخضر للمناجير العام طارق عرامة لقيادة سفينة الخضورة إلى برِّ اللقب الثاني، وكذا شكر كل الأنصار الأوفياء واللاعبين والمدرب عمراني، والطاقم الفني والطبي والإداري. فاتح - خ عيسى ظاظا مناصر سوري مولع بالشباب عشق السنافر أنساني حبي للاتحاد السوري يبدو أن الهوس بفريق شباب قسنطينة، لم يقتصر على أبناء مدينة الجسور المعلقة والمدن المجاورة فقط، بل امتد إلى الجاليات المقيمة بالجزائر، على غرار الشاب السوري عيسى ظاظا، القاطن بمدينة الصخر العتيق منذ عدة سنوات، والمعروف لدى العام والخاص بحبه الكبير للشباب، الذي لم يضيع له ولا مباراة هذا الموسم. ويشتغل عيسى ظاظا ذو 25 ربيعا، في إحدى المحلات الخاصة بالمأكولات السورية، بوسط المدينة بحي العربي بن مهيدي "طريق جديدة"، ما جعله يحتك بشكل يومي بالسنافر، الذين كانوا سببا رئيسيا في ارتباطه ب "الخضورة"، التي أصبح حبها يسري في دمه، بدليل أن فرحته بتتويج هذا الموسم كانت تضاهي أو أكبر من فرحة أبناء المدينة، إلى درجة جعلت البعض ممن يعرفونه عن قرب يلقبونه ب "مجنون العميد"، في إشارة إلى مدى تعلقه باللونين الأخضر والأسود. والتقت النصر بعيسى ظاظا، الذي سرد لنا قصته مع الشباب، موضحا بأن ما شاهده قبل سنوات في مباراة شباب قسنطينة أمام شباب باتنة بملعب الشهيد حملاوي، جعله يرتبط بهذا الفريق العريق، الذي وجد فيه أحسن بديل لفريق القلب الاتحاد السوري، الذي كان مناصرا وفيا له قبل الهجرة نحو الجزائر.وعن كيفية تعلقه بالسنافر، فقد أشار ظاظا بأن هناك بعض المسببات، مضيفا في هذا الشأن:"عند قدومي إلى مدينة قسنطينة كنت مشجعا لفريق الاتحاد السوري، ولم أكن أولي اهتماما كبيرا لمباريات البطولة الجزائرية، غير أنني تنقلت رفقة أحد أصدقاء العمل(جليل) إلى ملعب حملاوي في أحد المباريات، حيث ذهلت لروعة ما قام به السنافر، الذين نزعوا الثلوج التي كانت متراكمة فوق أرضية الميدان، بهدف السماح لفريقهم بخوض لقائه أمام شباب باتنة، ومنذ تلك الحادثة وأنا متيم بحب هذا الفريق، الذي بت حريصا على عدم تضييع أي مباراة له" وواصل ظاظا حكايته مع عشق "العميد"، مؤكدا بأنه بات مناصرا وفيا لهذا الفريق، الذي لم يضيع له أي مباراة هذا الموسم، إلى درجة جعلته يسجل تواجده بملعب 20 أوت ببشار، رغم بعد المسافة، وهنا قال الشاب السوري المولع بحب شباب قسنطينة:" لم أعد أشعر بأنني غريب عن قسنطينة، كما أنني اعتبر نفسي سنفورا أكثر من أبناء الفريق، بدليل أنني تابعت كافة المباريات، التي خاضها الشباب هذا الموسم، باستثناء مباراة الحمراوة التي لعبت بتيموشنت، لاستحالة الدخول إلى الملعب، في ظل العقوبة المسلطة على مولودية وهران، أنا سعيد لأنني عشت أجمل اللحظات مع هذا الفريق، الذي أعددت راية ب20 مترا، تحسبا للاحتفال بلقب البطولة".