قطع فريق شباب قسنطينة، شوطا كبيرة في مسيرة تحقيق لقب البطولة الوطنية، بعدما تمكّن من حصد نقاط مباراة شبيبة القبائل لحساب الجولة ال28 من عمر البطولة، ليطلق العنان للأنصار من أجل بداية الاحتفالات التي انطلقت ليلة الجمعة عبر مختلف الأحياء وبوسط المدينة أمام قصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة»، وهو المكان المفضّل للأنصار الشباب الذي شهد مباشرة بعد نهاية المقابلة توافد عدد كبير من الجهور وسط فرحة عارمة وألعاب نارية قطعت سكون المدينة العتيقة. رغم أنّ شباب قسنطينة، لم يؤد مباراة كبيرة وظهر بوجه محتشم أمام فريق تنقل إلى عاصمة الجسور المعلقة من أجل تشريف ألوان ناديه، إلا أن الغلبة كانت لأصحاب الأرض المدعومين بأكثر من 50 ألف مناصر، حيث تمكن العمري، قبل نهاية الشوط الأول ب6 دقائق من فتح باب التسجيل في الشوط الأول عن طريق رأسية باغتت الحارس بولطيف بعد تمريرة من زميله عبيد، إلا أن الزوار ردوا بسرعة كبيرة وتمكنوا من تعديل النتيجة بعد دقيقة واحدة من طرف المهاجم بن علجية عن طريق قذفة قوية من خارج منطقة الجزاء اصطدمت بزميله يطو، لتباغث الحارس ليمان، ولم ينجح أشبال المدرب عمراني في ترجيح الكفة إلا في الشوط الثاني عندما حرر عبيد أنصار الشباب مانحا الفوز لفريقه، ومساهما بشكل كبير في وضع النادي الرياضي القسنطيني على السكة من أجل الوصل إلى حصد لقب البطولة بعدما أصبح لا يفصله عن ثاني لقب في مسيرته الكروية سوى نقطة واحدة يأمل أن يجلبها خلال الجولة المقبلة في تنقله أمام فريق اتحاد البليدة الذي ودع القسم الأول مند مدة، قبل استقبال فريق أتليتيك بارادو في الجولة الأخيرة. توافد قياسي للمشجعين عرف لقاء أول أمس، بين شباب قسنطينة وضيفه شبيبة القبائل توافدا قياسيا للجمهور الذي احتل مدرجات ملعب «الشهيد حملاوي» منذ الساعات الأولى من نهار الجمعة، حيث امتلأ الملعب عن أخره قبل بداية اللقاء بحوالي ساعتين، وكأن اللقاء يتعلق بنهائي كأس، رغم أنّ المقابلة كانت منقولة على المباشر عبر التلفزيون الجزائري، وقد تنقل الجمهور من مختلف بلديات قسنطينة وحتى من الولايات المجاورة لمشاهدة الفريق صاحب المركز الأول في ترتيب البطولة، إذا ضاقت مدرجات الملعب بالوافدين الذين تسلق بعضهم الأشجار والأعمدة الحديدية من أجل مشاهدة المقابلة وعملت فرق «اللأتراس» على وضع الأعلام والرايات بألوان فريق شباب قسنطينة، حيث اجتهد كل حي في وضع راياته، لتنطلق الألعاب النارية مباشرة مع بداية اللقاء الذي عرف تنقل عشرات من أنصار شبيبة القبائل، إذ عمدت الجهات المنظمة على تخصيص أماكن جلوسهم على يمين المنصة الشرفية وسط أنصار شباب قسنطينة داخل المدرجات المغطاة في أجواء ميزتها الروح الرياضية الكبيرة تحت أهازيج «يالجيسكا نتوما خاوتنا، جيتو بخير وتروحو بخير». حضور مميّز للسلطات المحلية أبت السلطات المحلية بقسنطينة، إلا مشاركة الشباب فرحتهم في الاحتفال باقتراب لقب البطولة، حيث تنقل الوالي عبد السميع سعيدون، رفقة رئيس الدائرة عز الدين عنيتري، ورئيس البلدية نجيب عراب وكذا مدير الشباب والرياضة ياسين سيافي، إلى الملعب من أجل مشاهدة، تشجيع وتهنئة زملاء ياسين بزاز، على هذا الانجاز الذي شرف ولاية قسنطينة، وكان هذا الوفد الولائي الذي تابع اللقاء من المنصة الشرفية، يضم الجهات الأمينة وعلى رأسهم مراقب الشرطة عبد الكريم وابري، رئيس الأمن الولائي ومصطفى بن عيني، رئيس المفتشية الجهوية للشرطة، إضافة إلى عدد كبير من نواب البرلمان من قسنطينة في شكل يوسف عجيسة، صديق حمايزية، لخضر بن خلاف، حيدوسي بشير وشلغوم هشام. انطلاق الأفراح كان التنشيط مميزا في لقاء أول أمس، حيث خصصت إدارة ملعب «الشهيد حملاوي» فرقة فنية تجاوب معها الجمهور قبل، أثناء وبعد المقابلة، حيث عمدت إلى بث العديد من الأغاني التي تشيد بفريق شباب قسنطينة، كما كان لرئيس الفرقة الفنية والمنشط الرئيسي دورا كبيرا في صنع لوحات فنية بمشاركة ألاف الأنصار الذين غصّت بهم مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، وانطلقت الأفراح قبل بداية المقابلة بعدة ساعات وتواصلت مباشرة بعد إعلان الحكم حلالشي، عن نهاية اللقاء بفوز أصحاب الأرض وحصدهم لثلاثة نقاط ثمينة تقربهم أكثر من اللقب بعدما بقي الفارق بينهم وبين أقرب منافس 5 نقاط كاملة على بعد جولتين فقط من نهاية البطولة، وانطلقت مواكب السيارات المزينة برايات الشباب وحتى مولودية قسنطينة، تجوب مختلف أحياء عاصمة الشرق وكان اللقاء بوسط المدينة أين استمرت الاحتفالات باستعمال المنبهات والألعاب النارية إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الجمعة كما عرفت تغيير ملابس فريق الشباب أجواء مماثلة، حيث شارك بعض الأنصار اللاعبين فرحة هذا الفوز الهام والثمين في مسيرة حصد اللقب. الحكم حلالشي يعلّق صافرته أعلن الحكم الفيدرالي مرزاق حلالشي، الذي أدار مقابلة شباب قسنطينة بضيفه شبيبة القبائل، عن قرار اعتزاله الملاعب ووضع حد لمسيرته التحكيمية التي دامت منذ سنوات، ليعلق صافرته مع نهاية الموسم الكروي الجاري، حيث دخل حلالشي، أرضية الميدان قبل انطلاق المقابلة وهو بالزي المدني، وسط تشجيعات أنصار الشباب ليقوم بجولة على أرضية ملعب الشهيد حملاوي ويلتقط بعض الصور التذكارية في هذا اللقاء المميز وكان مرفوقا بابنيه، كما حاز الحكم على تكريمات من طرف إدارة شباب قسنطينة قبل بداية اللقاء عرفنا له بالمجهودات التي بذلها طيلة السنوات الماضية، ومشواره مع الصافرة وتلقى الحكم حلالشي دعما كبيرا من طرف اللاعبين الذين صافحوه وحتى فيهم من عانقه بشدة بعد نهاية المقابلة، حيث بدا جد متأثرا وأكد أن هذه الذكريات ستبقى راسخة في ذهنه طيلة حياته ليقدم الشكر إلى كل من ساعده طيلة مشواره التحكيمي. عمراني يرفض التصريح رفض مدرب شباب قسنطينة عبد القادر عمراني، التصريح لوسائل الإعلام بعد نهاية المقابلة، ورغم فوز فريقه بنتيجة المباراة إلا أن مدرب الشباب فضّل ترك التصريح لمساعده إلياس عراب، ولم يغادر غرف تغيير الملابس إلا بعد انصراف الإعلاميين، حيث خرج في هدوء بعيدا عن الأضواء وهو الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات بما أن الفريق يسير في الطريق الصحيح وهو يتجه مباشرة نحو التتويج الذي سيكون الثاني في مسيرة الشباب. قالوا بعد نهاية اللقاء: ❊ محمد لمين عبيد، هدّاف شباب قسنطينة: فوز صعب مهد لنا الطريق للتتويح باللقب حققنا فوزا لم يكن سهلا، خاصة وأن الفريق الضيف تنقل إلى قسنطينة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية يضمن بها البقاء في القسم الأولى في ظل وضعيته الصعبة وترتيبه مع فرق المؤخرة، حيث خلق لنا العديد من الصعوبات طيلة أطوار المقابلة من خلال تمركزه في الخلف والاعتماد على اللعب الدفاعي مع شن هجمات معاكسة وسريعة من وقت لأخر هددت وأقلقت دفاعنا، المهم أننا لم نفرط في النقاط الثلاث التي من شأنها أن تقربنا أكثر من الظفر بدرع البطولة في انتظار ما ستسفر عليه المقابلتين المتبقيتين، حيث سنتنقل إلى البليدة لمواجهة الاتحاد المحلي ونستقبل أتليتيك بارادو ونقطة واحدة تكفينا للتتويج الذي نهديه إلى كل الأنصار الذين وقفوا معنا طيلة هذا الموسم سواء داخل الديار أو خارجها ولم يستسلموا ولم يفقدوا الأمل في أعصب الأوقات. ❊ عبد النور بلخير، مهاجم شباب قسنطينة:ضمنا اللقب بنسبة 99 %» أظن أننا بهذا الفوز نكون قد ضمنا اللقب بنسبة 99 %، البطولة لم تنته بعد ولا تزال تنتظرنا مقابلتان من أجل التأكيد سنعمل على مواصلة هذه الدينامكية التي يعرفها الفريق خلال الجولات الأخيرة والتي مكنته منى الحفاظ على صدارة الترتيب رغم المنافسة الكبيرة، أتقدم بالشكر الجزيل إلى الجمهور القسنطيني وأنصار الشباب الذين ساندونا طيلة ال90 دقيقة، كما أشكر كل من ساهم في هذا التتويج سواء من قريب أو من بعيد، هو شعور جميل بحصد لقب البطولة بعد 21 سنة من الانتظار وأتمنى أن يكون هذا اللقب بداية لمزيد من التتويجات لهذا الفريق الكبير بتاريخه والكبير بأنصاره. ❊ إلياس عراب، مساعد مدرب شباب قسنطينة: تتويج مستحق نتمنى أن يكون بداية عهد جديد مررنا بأسبوع صعب، عشنا وسط ضغط كبير لكن التوفيق كان إلى جانبنا بعدما تمكنا من الفوز وإضافة 3 نقاط مهمة إلى رصيدنا، قربتنا أكثر من حصد لقب البطولة، الشيء الأكيد والايجابي هو الجماهير التي حضرت بقوة وأظهرت تمسكها بفريقها ودعمها له بكل روح رياضية، أظن أن قسنطينةالمدينة الكبيرة التي أنجبت العلماء والساسة والرياضيين تستحق لقبا يرد الاعتبار للأنصار، نهاية البطولة تفصلنا عنها مقابلتان وسنسعى من أجل مواصلة النتائج الإيجابية حتى يكون تتويجنا مستحقا والذي جاء بفضل المجهودات التي قدمها اللاعبون، الطاقم الفني والإدارة، أتمنى أن يكون هذا اللقب بداية لعهد جديد مع التتويجات لفريق شباب قسنطينة. طارق عرامة، مناجير شباب قسنطينة:هذا المشوار جاء بفضل عمل جماعي أظن أن فريق شباب قسنطينة يستحق التتويج بلقب البطولة بالنّظر إلى المشوار الطيّب الذي قدمه طيلة جولات البطولة، حيث حقق نتائج إيجابية داخل الديار وخارجها رغم الهزّات التي عرفها، لكن أظن أن قوة الفريق هي في قدرته على تجاوز الأزمات بفضل عمل المجموعة وعلى رأسها شركة «الآبار» التي لم تبخل على الفريق بالدعم المالي، الطاقم الفني بقيادة المدرب عبد القادر عمراني، الطاقم الإداري وكذا اللاعبين دون أن ننسى المساندة التي قدمتها لنا السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي عبد السميع سعيدون، والمجهودات الكبيرة التي بذلها رجال الأمن وعلى رأسهم رئيس الأمن الولائي مراقب الشرطة عبد الكريم وابري ورئيس مصلحة الأمن العمومي مراد بوضرسة، الذين سهروا على تأمين الملعب، الأنصار واللاعبين في كل مباراة يستقبل فيها الشباب على أرضية ميدانه طيلة موسم كامل. أهدي هذا الفوز الذي قربنا أكثر من الظفر باللقب إلى كل سكان ولاية قسنطينة دون استثناء، أظن أن الحلم تحول إلى حقيقة بفضل تضحيات مجموعة أمنت بحظها إلى أخر دقيقة والعلامة الكاملة للأنصار ونهدي اللقب إلى كل اللاعبين القدامى الذين حملوا ألوان شباب قسنطينة. يوسف بوزيدي، مدرب شبيبة القبائل:أدينا أحسن مباراة في الموسم والحظ لم يكن معنا أدينا لقاء كبيرا رغم الغيابات العديدة، فريق كان يلعب من أجل التتويج وحصد لقب البطولة وفريق خرج من نهائي كأس الجزائر ويلعب من أجل ضمان البقاء، أظن أننا أدينا مقابلة تعد من أحسن المقابلات خلال هذا الموسم ضد فريق لم يغادر صدارة المجموعة منذ الجولات الأولى، دخلنا المقابلة دون عقدة وضيّعنا على الأقل هدفين كانا بإمكانهما تغيير مجريات المباراة، شباب قسنطينة تنقل إلى تيزي وزو في مرحلة الذهاب وفاز على الشبيبة المدعومة بأنصارها دون أي مشكل لكن اليوم وعلى أرضية ميدانه وأمام عشرات الآلاف من أنصاره واجه صعوبة كبيرة أمامنا في تحقيق الفوز. أظن أن الحظ لم يكن معنا في هذا اللقاء وأشكر اللاعبين الذين طبّقوا التعليمات التي قدمتها وكل المجموعة التي كانت متحمسة بشكل كبير خاصة في ظل النفسية التي كان يعاني منها الفريق بعد خسارة نهائي كأس الجمهورية ونقص التعداد، أظن أن التفكير سيكون في اللقاء المقبل بتيزي وزو أمام فريق اتحاد العاصمة، سيكون بالنسبة لنا لقاء كأس، لن يهمنا الأداء بقدر ما تهمنا فيه النتيجة وحصد الثلاثة نقاط من أجل ضمان البقاء والوفاء بالعهد الذي قطعناه أمام الإدارة والأنصار بإنقاذ الفريق من السقوط. زبير.ز ز. الزبير