تعرف "القرية الطبية" بعنابة توافدا كبيرا للمرضى، خاصة المصابين منهم بداء السكري، حيث نجحت هذه التظاهرة الصحية التي نزل فيها الأطباء والأخصائيون إلى الشارع، لتحسيس المواطن بأهمية الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، على غرار أمراض القلب والضغط الدموي، فيما يبقى السكري المحور الرئيسي خلال هذه الأيام التي تمتد إلى 27 نوفمبر الجاري. تمت الإشارة خلال هذه التظاهرة، إلى أن 10 بالمائة من الحالات تجهل إصابتها بالداء، وهو ما يزيد من مضاعفاته الصحية ويؤدي بالكثير إلى الوفاة أو الإعاقة، وعليه أُطلقت العيادة المتنقلة لداء السكري على مستوى ساحة "الثورة"، وتم اختيار عنابة هذه السنة من طرف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات كي تحط بها "القرية الصحية" حول داء السكري. في سياق متصل، قدمت محاضرات علمية من طرف أطباء أخصائيين حول مرض السكري بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، ومداخلات قيمة شارك فيها أخصائيون في الداء وجمعيات. علما أن "القرية الطبية" نُصّبت على شكل خيمة كبيرة بساحة "الثورة"، تحمل مختلف التخصصات الطبية في شكل مؤسسة استشفائية مفتوحة للمصابين بداء السكري وغير المصابين. لإنجاح هذه التظاهرة الصحية، جندت مديرية الصحة بعنابة فريقا طبيا ميدانيا متكونا من ثمانية أطباء عامين، 36 شبه طبييين، طبيبان نفسانيان، أخصائيان في طب العيون، طبيب قلب، طبيبان أخصائيان في الغدة الدرقية، ثلاثة أطباء أخصائيين في الأمراض الباطنية، لتقديم خدماتهم الصحية للمرضى، من خلال التقرب أكثر من كل فئات المجتمع للتحسيس والتشخيص المبكر للمرض، وتوعية الكبار والصغار بطرق الوقاية من انتشار المرض، مع عرض مختلف التجهيزات المستعملة في علاج المرض. على صعيد آخر، ستكون العيادة الطبية مفتوحة لأكثر من أسبوع أمام المواطنين، للاستفادة من الكشف بالمجان، مثل قياس نسبة السكر في الدم والضغط الدموي والقلب وغيرها، دون الحاجة إلى أن يكون الزائر صائما، بعد ربط القرية بأجهزة طبية جد متطورة ومقاييس عالمية، وبعد الفحوص والتحليل ينتقل الوافد إلى الفضاء الرياضي، ليتعرف على نوع الرياضة التي يجب عليه ممارستها في البيت وخارجه، وما يجب تجنبه من حركات وأغذية خاصة بالرياضة البدنية التي تتعب الجسد، إلى جانب ذلك، تم فتح فضاء للأكلات والأغذية، وما يجب أن يتناوله المريض ليسهل على المصاب بالسكري اتباع نمط غذائي صحي يساعده على مواصلة حياته. الجدير بالذكر أن الأطفال المصابين بالسكري، كان لهم نصيب في التقرب من الأطباء وفتح حوار معهم ومرافقتهم بدفتر صحي يشرح التفاصيل الخاصة بالغذاء والحركات الرياضية والتعايش مع المرض في الأسرة والمدرسة.