رخصت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، مطلع الأسبوع الجاري، استيراد 600 ألف كتكوت ليوم واحد، من طرف أصحاب المحاضن، بهدف ضبط السوق وخفض سعره إلى 60 دينارا عوض 120 و130 دينارا، وأوضح محمد خروبي مدير ضبط الإنتاج الفلاحي وتطويره ل«المساء»، أنه تم اللجوء إلى هذا القرار لضبط السوق وإعادة إنعاش نشاط المحاضن، مشيرا إلى أن مصالحه تتوقع تسقيف «إيرادي» لأسعار اللحوم البيضاء مع مطلع السنة المقبلة لتستقر بين 280 و320 دينارا، وذلك بعد توفر ظروف عصرنة وتطوير نشاط تربية الدواجن. كما أكد السيد خروبي، أن قرار ترخيص الاستيراد جاء تلبية لطلب المهنيين على خلفية اللقاءات الماراطونية مع رئيس المجلس الوطني متعدد المهن لفرع الدواجن لمناقشة انشغالاتهم، والتي كانت سببا رئيسيا في ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء لمستويات قياسية. وأشار خروبي إلى أن استيراد الكتاكيت ليوم واحد، كان محظورا لأكثر من سنة كاملة بهدف حماية نشاط المحاضن، غير أن الاضطرابات الأخيرة التي عرفتها الشعبة خلال شهر أوت الفارط، على خلفية رفع أسعار الصوجا والذرى، دفع بأصحاب المحاضن إلى التخلص من إنتاجهم بسبب قلة الطلب عليه من طرف المربين، إلا أنه بعد قرار الوزير الأول، أحمد أويحيى، برفع كل الرسوم الضريبية على أغذية الدواجن المستوردة، رفع الطلب على الكتاكيت بشكل مفاجئ ما جعل أصحاب المحاضن غير قادرين على تلبية كل الطلبات مقارنة بقلة العرض، ما رفع أسعار الكتاكيت إلى 120 و130 دينارا عوض 45 و50 دينارا في وقت سابق، وهو ما رفع أسعار اللحوم البيضاء. وقد اتفق مدير الضبط مع ممثلي المربين لاعتماد برنامج عمل على المديين القريب والبعيد لضبط نشاط تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، تماشيا وطلبات السوق التي تعرف ارتفاعا مستمرا في السنوات الفارطة، على أن يشرع رسميا في خفض أسعار اللحوم مع مطلع السنة المقبلة، وذلك تماشيا وتوفير كميات إضافية من الدواجن الحاضنة والكتاكيت الموجهة للتسمين . وحسب خروبي، فإن التقييم الأخير المعد من طرف مصالحه مع المهنيين، أكد ضرورة مرافقة أصحاب المحاضن في هذه الفترة للرفع من طاقات إنتاجهم، وذلك بهدف تنظيم نشاط المربين وضمان توفير كميات إضافية من صغار الدواجن، وهي العلمية الوحيدة التي من شأنها تنظيم وعصرنة عمل وحدات الذبح والتوظيب، خاصة وأن أصحاب المذابح وجدوا صعوبات مالية في الفترة الأخيرة لعصرنة سلسلة الذبح والاستفادة من قرض التحدي، وذلك بسبب اضطرابات إنتاج مربي الدواجن. وتطمح وزارة الفلاحة، عبر المجلس الوطني متعدد المهن لفرع الدواجن، يقول خروبي، إلى تموين السوق المحلية بالكميات المطلوبة من اللحوم البيضاء مع ضمان النوعية، وذلك عبر تعميم عملية توظيب اللحوم البيضاء ليجدها المواطن في السوق معلمة بتواريخ الذبح وصلاحية الاستهلاك، وهي منتجات الذي بدأت تظهر اليوم عبر كل المساحات التجارية الكبيرة وتعرف إقبالا من طرف المستهلك خاصة أنها مضمونة من منطلق أن صاحب المذبح معروف ويمكن الوصول إلى المربي. ولم يخف المتحدث إمكانية اللجوء إلى الاستيراد الكتاكيت ليوم واحد أو الدواجن الحاضنة مستقبلا، وذلك في أوقات مدروسة وبحصص مضبوطة بهدف حماية الشعبة وكسر المضاربة في انتظار تطوير نشاط المحاضن لضمان توفير الطلبات المحلية للمربين. أما فيما يخص استقطاب المربين الصغار غير المعتمدين، خاصة وأنهم يمونون السوق اليوم بنسبة 80 بالمائة، أكد خروبي أن الغرفة الوطنية للفلاحة تسهر اليوم على تسهيل عملية تحرير بطاقة مهنية للمربين الصغار، وهو ما يسمح لهم بالحصول على قرض التحدي أو الفدرالي لعصرنة نشاطهم. من جهته، قام المجلس الوطني المتعدد المهن باعتماد نموذج خاص للمباني التي تحتضن نشاط تربية الدواجن، والتي يجب أن تكون منجزة على أرضية إسمنتية، مع توفير معدات لتسخين المبنى في فصل الشتاء والتبريد في فصل الصيف، ومن خلال الامتثال لهذه الشروط، يقول خروبي، يمكن تنظيم وضبط نشاط تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء والبيض، ومن جهتها يمكن لوحدات الذبح ضمان حصص منتظمة يوميا من الدواجن بشكل يسمح بضبط مسار إنتاج اللحوم البيضاء.