قررت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الاستيراد لضبط سوق اللحوم البيضاء، حيث أبرمت مؤخرا عقدا مع البرازيل قصد استيراد كميات من هذه اللحوم لاستدراك عجز الإنتاج الوطني في تلبية طلبات السوق، وخاصة بعد رفع سقف الأسعار في الفترة الأخيرة إلى مستويات قياسية عجز مخطط ضبط الإنتاج عن ضبطها رغم عمليات التخزين التي قام بها الديوان الوطني للدواجن، وتنوي الوزارة توفير فائض من المنتوج في المستقبل القريب بأسعار معقولة لصالح المستهلك الجزائري، وهو القرار الذي أقلق المنتجين المحليين بصفة عامة. بعد قرار استيراد كميات من لحم البقر من الهند لضبط سوق اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان اتفقت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مع البرازيل على استيراد كميات من لحوم الدواجن في أقرب وقت، وهو الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الفارط على هامش الزيارة الميدانية التي قادت وفدا برازيليا رفيع المستوى يترأسه وزير التنمية والصناعة والتجارة الخارجية جورج مغال، حيث استغل الوزير البرازيلي فرصة الزيارة لمناقشة ملف تنويع الصادرات الفلاحية إلى الجزائر ومنها ملف اللحوم البيضاء المجمد منذ 2008 لأسباب تقنية. وبالمناسبة استعرض الوزير مغال أمام وزير الفلاحة السيد رشيد بن عيسي تقدم الصناعات التحويلية في مجال الفلاحة بالبرازيل التي تمكنت خلال شهر أوت الفارط من تصدير ما قيمته 616 مليون دولار من لحوم الدواجن وهو ما يمثل زيادة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة ب18 بالمائة، مشيرا إلى تطور التكنولوجيات الحديثة في مجال تربية وتجميد الدواجن البرازيلية التي احتلت الصدارة في الأسواق العالمية، وتنوي البرازيل اليوم الاستفادة من مختلف التحفيزات لدخول السوق الوطنية. وقامت وزارة الفلاحة عقب توقيع الاتفاق بتنصيب لجنة من البياطرة لدراسة الملف والتنقل إلى البرازيل للاطلاع على ظروف الإنتاج والسهر على أن تكون طريقة الذبح شرعية، ويتم حاليا الاتصال بالمصالح البيطرية للبرازيل للاتفاق على جدول عمل مشترك قبل أن يتم إرسال أولى دفعات الدواجن قبل نهاية السنة الجارية. وبخصوص الجهات التي ستخول لها عملية الاستيراد أشارت مصادر من وزارة الفلاحة أنه سيتم فتحها لفائدة، كل الخواص بشرط استيفاء كل الشروط المطلوبة والتعامل مع المؤسسات البرازيلية المحددة في دفتر الشروط، وتتطلع الوزارة من خلال هذا القرار إلى تقوية سياسة ضبط الإنتاج الفلاحي لفرع الدواجن ودفع المربين الخواص إلى تطوير إنتاجهم والابتعاد عن المضاربة، وذلك بعد التهاب الأسعار تزامنا مع شهر رمضان الكريم وإلى غاية اليوم بعد أن استقرت في سقف 280 دج للكيلوغرام الواحد. وبالنظر إلى القرار الجديد يعيش المربون المحليون في قلق من توقع تضرر تجارتهم بعد إغراق السوق مستقبلا بالمنتوج البرازيلي، وهو ما سيدفعهم -على حد تعبير عدد منهم- إلى تخفيض الأسعار أو تغيير نشاطهم، ولطمأنة المربين أشارت مصادر من وزارة الفلاحة أن قرار فتح مجال استيراد اللحوم البيضاء من البرازيل يتضمن بالإضافة إلى ذلك قرارا بنقل الخبرة والتجربة في مجال تربية وتحويل اللحوم البيضاء للمتعاملين المحليين، حيث سيتم إشراك الخبراء البرازيليين في عملية إنجاز وتسيير ثلاثة مذابح جديدة عبر التراب الوطني بطاقة إنتاج 40 ألف طن في السنة، مع تبادل المعلومات والخبرات في مجال الطب البيطري لتربية الأبقار والدواجن، ودعوة الخبراء البرازيليين لتنشيط عدد من اللقاءات التي تهتم بالصحة الحيوانية بالجزائر. ويذكر أن البرازيل صدرت خلال شهر أوت الفارط ما قيمته 616 مليون دولار من لحوم الدواجن لمختلف الأسواق العالمية بزيادة عن نفس الفترة من السنة الفارطة ب18 بالمائة وهو ما رفع مداخيل تصدير اللحوم البيضاء منذ بداية السنة وإلى غاية شهر أوت الفارط إلى 4,4 ملايير دولار.