يبقى وسط ميدان اتحاد الحراش بلعربي، اللاعب الوحيد من بين زملائه الذي يثير اهتمام بعض أندية الرابطة الأولى، وهو الآن في موسمه الرابع، على التوالي، ضمن تشكيلة "الصفراء" التي التحق بها عندما كان يقودها المدرب بوعلام شارف، الذي رأى فيه في تلك الفترة، العنصر الذي يمكن تطوير إمكانياته البدنية والفنية، وفعلا أصبح بلعربي أحد ركائز الفريق الحراشي، ليتحوّل إلى صانع ألعابه، وعادة ما يترك فراغا كبيرا في التشكيلة الأساسية بسبب الإصابات أو الإقصاءات. نجم اللاعب البارع بلعربي صعد بسرعة في الموسم الفارط، حتى ظن الأنصار أنه لن يمضي مع النادي للموسم الجاري بعدما غادر اتحاد الحراش الرابطة الأولى، وليس في صالحه الاستمرار في اللعب معه، وهو الذي يطمح إلى الرفع من مستواه، حيث عبّر في كثير من تصريحاته عن طموحه في الالتحاق بالفريق الوطني "أ"، بعدما تم استدعاؤه للفريق الوطني آمال. وفضّل بلعربي التريّث قليلا، وقطع عن نفسه البقاء لموسم آخر مع الحراش، من أجل مساعدته على تحقيق عودة سريعة إلى الرابطة الأولى. لكن يبدو أنّ الوضع المالي المتردي الذي يمر به النادي الحراشي، سيغيّر مساره الرياضي ابتداء من فترة الميركاتو. وقد لن يكون بلعربي في الجانب المالي من بين أهم الصفقات التي ستحصل في الميركاتو القادم، لكن تحويله إلى ناد آخر من شأنه أن يجعله محل اهتمام الوسط الرياضي الكروي، الذي يبقى متأكدا من أنّ هذا العنصر مطالَب باختيار ناد كبير كي يتمكّن من تفجير طاقاته الرياضية في مجال كرة القدم. وقد تهاطلت عليه العروض، وهو الآن يفكّر في الاتجاه الذي سيختاره، لكن ذلك لن يكون متوقفا فقط على إرادته بما أنّ مسيّريه في اتحاد الحراش هم من سيصنعون له الطريق للتنقل إلى فريق آخر، وهم مصممون على تسهيل مغادرته الفريق لأسباب ترجع بالفائدة على ناديهم، كون تعاقد بلعربي مع اتحاد الحراش تصل نهايته في شهر جوان القادم، وأنّ الاحتفاظ به إلى غاية هذه الفترة، سيفوّت على النادي الحراشي فرصة الاستفادة من أموال هو الآن في أمسّ الحاجة إليها مادام هذا اللاعب سيكون حرا من كلّ التزاماته تجاه النادي، وسيتفاوض بمفرده مع النادي الذي يريد الالتحاق به بدون تدخّل مسيّري اتحاد الحراش، وهو السبب الذي جعلهم يسعون جاهدين لتسريحه في فترة الميركاتو القادمة من أجل الاستفادة من مبلغ تحويله. وعلمت "المساء" في هذا الشأن، أنّ الرئيس محمد العايب اتفق مع أعضاء مجلس إدارة النادي لتسريح بلعربي الذي يريد خدماته نادي شبيبة القبائل، الذي يُعدّ الأوّل من بين أندية الرابطة الأولى، الذي اتّصل مسيّروه بنظرائهم في اتحاد الحراش بغرض جلب بلعربي إلى فريقهم. ولا يبدو رئيس النادي الحراشي في موقع أفضل لتحديد قيمة تحويل لاعبه إلى شبيبة القبائل أو حتى لناد آخر، بسبب احتياج ناديه إلى أموال مستعجلة. العايب صرح بأنّه يشترط مليار سنتيم لتحويل لاعب فريقه بلعربي، لكنّه سيضطر للتقليص من هذه القيمة المالية، لأنّ المهم بالنسبة له هو أن تتدعّم خزينة اتحاد الحراش، المطالَب بتسوية كثير من مستحقات لاعبيه والأطقم الفنية والإدارية للنادي قبل انطلاق مرحلة العودة للبطولة. من جهة أخرى، لازالت إدارة النادي تأمل في قدوم رجل الأعمال بن بوثلجة ابن مدينة الحراش، حيث صرح في هذا الصدد محمد العايب، يأنه لازال يتمنى انضمام بن بوثلجة لمجلس إدارة النادي، موضّحا أنه لم يطلب أبدا منه تقديم طلب خطي لكسب عضويته ضمن مجلس الإدارة، بل اشترط منه فقط تقديم رسالة تعهّد بتقديم المساعدات المالية؛ بصفته عضوا جديدا في مجلس الإدارة. وبخصوص مسيرة الفريق الحراشي في البطولة، لازال يعاني المصاعب في المنافسة مثلما يؤكّده التعثر الذي سجله في الجولة ما قبل الأخيرة بعقر داره أمام شبيبة سكيكدة، التي فرضت عليه نتيجة التعادل السلبي. ويبدو أنّ قدوم المدرب الجديد شريف بن حجار لم يساهم في إحداث الاستفاقة التي يترجاها جميع الرياضيين الحراشيين، الذين أصبحوا يخشون على مستقبل فريقهم في الرابطة الثانية التي يحتل فيها المركز الثاني عشر في ترتيب البطولة؛ مما يتطلب من لاعبيه وطاقمه الفني بذل جهود كبيرة في ما تبقّى من عمر البطولة لتفادي السقوط إلى قسم الهواة.