لا زال اتحاد الحراش يعيش وضعا حرجا في بطولة الرابطة الثانية التي التحق بها في نهاية الموسم الفارط، ويبدو الآن غير قادر على مغادرتها، لأنه سجل بداية سيئة في المنافسة، جعلته يحتل حاليا إحدى المراكز الأخيرة في ترتيب البطولة، وبعث في أوساط أنصاره الخوف من السقوط إلى رابطة الهواة في حالة ما إذا لم تحدث صحوة حقيقية داخل الفريق. أكثر ما يعاني منه النادي الحراشي، قلة الأموال التي لا تسمح بتطبيق تسيير قوي يحافظ على السيرورة داخل النادي، الذي لا زال متأثرا بالمشاكل العويصة التي عاشها خلال الموسم المنصرم، وكان سببها الرئيسي، النزاعات التي حدثت بين أعضاء المجلس الإداري والجمعية العامة للنادي. مقربون من الفريق الحراشي ذهبوا إلى حد التشكيك في نية الكثير من أعضاء المجلس الإداري في البحث عن استقرار الأمور داخل النادي، وهو ما يفسّر الكلام الذي صدر عن رئيس سابق للنادي، حين قال وهو في ذروة غضبه، بعد فشله في انتخابات الجمعية العامة "سنعمل كل ما في وسعنا لإسقاط الفريق إلى أسفل البطولة الوطنية لكرة القدم"!، وهو كلام يؤكد نزول المستوى لدى أشباه المسيرين الذين يعتبرون أنفسهم في مقام الكبار في النادي الحراشي. لم يعد ينكر أحد اليوم، أن اتحاد الحراش لم يخرج بعد من دائرة المشاكل، بدليل أنه لا زال يعاني من سوء التسيير، حيث تعالت مؤخرا أصوات تطالب بفتح رأس مال النادي، معتبرين أن التوجه نحو هذا الخيار هو الحل الوحيد لإنقاذ النادي من الإفلاس والزوال من الساحة الرياضية. يجب الاعتراف بأن الرئيس السابق عبد القادر مانع كان المسير الوحيد الذي طالب بفتح رأس مال النادي، ووجّه رسائل إلى الهيئات العمومية المسيرة للرياضة لتعيين مؤسسة اقتصادية تتكفّل به، لكن مطلبه لم يلق أي اهتمام، وتبعه بعد ذلك الرئيس الحالي للنادي محمد العايب، الذي استنكر تغييب اتحاد الحراش من اهتمامات المسؤولين عن الرياضة الجزائرية. كما أن أكثر الأطراف الرياضية الحراشية التي نادت إلى تطبيق هذا الحل؛ جمعية اللاعبين القدامى التي اجتمعت مؤخرا مع رجل الأعمال الحراشي، عبد الصمد بن بوثلجة، الذي عبر عن استعداده لتمويل النادي الذي يعد من أنصاره القدامى والأوفياء له. بن بوثلجة قال عن إمكانية دخوله كشريك في التسيير المالي للنادي "لقد تحدّثت مع الأوساط الرياضية الحراشية، منها قدماء لاعبي النادي في سنوات السبعينات، وقدمت لهم مشروعي الخاص بخصوص النهوض بالنادي. كما عبرّت لهم عن صدقي ونيتي في المساهمة ماليا من أجل إنقاذ اتحاد الحراش من المشاكل التي يتخبط فيها منذ سنوات، لكن بشرط أن تكون الشركة التي أسيرها الممول الرئيسي في النادي. صحيح أن رئيس النادي محمد العايب وأعضاء مجلس الإدارة رحبوا بفكرتيو لكنهم اشترطوا علي أن أقدم طلبا خطيا أعبر فيه عن رغبتي في الانضمام إلى اتحاد الحراش. مثل هذا الإجراء لا يمكن تقبله، لأن القوانين المسيرة للأندية تفرض في هذه الحالة على النادي الحراشي القيام بتوجيه طلب لي من أجل الانضمام إلى النادي، مثلما فعلته إدارة شباب بلوزداد التي استعانت بمؤسسة "مدار هولدينغ" (مؤسسة التبغ والكبريت سابقا)، ووافق النادي البلوزدادي على أن تكون مموله الرئيس. فلماذا لا يحذو إتحاد الحراش حذو الجار شباب بلوزداد وشبيبة القبائل التي رحبت برجل الأعمال ملال، الذي يسير حاليا النادي بأمواله الخاصة"؟. لا شك أن الأسابيع القادمة ستكشف عما إذا ستكون هناك نية صادقة لمسيري اتحاد الحراش، من أجل فتح رأس مال النادي وتطبيق القاعدة الأولى التي تمكنه من التحول إلى مؤسسة رياضية احترافية حقيقية.