أوصى مشاركون في الملتقى الدولي حول "مخطوطات العقائد وعلم الكلام والفلسفة في المغرب العربي"، الذي اختتمت أشغاله أول أمس بوهران، بضرورة وضع اتفاقية تعاون بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة، لتمكين الباحثين من الحصول على المخطوطات. يكمن الهدف من الاتفاقية، في تسهيل عملية الحصول على المخطوطات المتواجدة في الزوايا والكتاتيب والاتصال بملاك هذه المخطوطات، قصد تحقيقها ودراستها معرفيا وإرجاعها إلى مكانها، حفاظا على الأمانة العلمية، حسبما ذكرته الأستاذة شهرزاد دراس، مديرة مخبر الانساقي البنياتي النماذج والممارسات بجامعة وهران (2) "محمد بن أحمد". كما تم التأكيد على ضرورة التعاون مع المراكز المتخصصة في دراسة المخطوطات، وطبع أعمال هذا الملتقى الدولي وتنظيمه في دورات سنوية ومتتالية، تدرس فيها المخطوطات بشكل متخصص ومفصل، بحيث ستتناول الدورات الثلاث القادمة "المخطوطات الثقافية" و«المخطوطات الصوفية" و«مخطوطات حول العمران والمدينة". أعطى هذا الملتقى لمسة جديدة على علم المخطوطات، من خلال تسليط الضوء على المخطوط الفكري، غير أن التجربة المغاربية والمشرقية تبقى بسيطة جدا في هذا المجال، لأنها حاولت تقليد التجربة الغربية التي تعمل على تحيين المخطوط القديم وتضعه في لغة جديدة، مما يتطلب على الجامعة الجزائرية تكوين الباحثين في مجال المخطوط الفكري بطرق علمية حديثة، لأن المخطوطات علم قائم بذاته، حسبما ذكره الأستاذ بن زيان شرقي من قسم الفلسفة بجامعة وهران (2) "محمد بن أحمد". بُرمجت خلال يومين من أشغال هذا اللقاء، سلسلة من المحاضرات، تناولت دراسات حول المخطوطات الفلسفية وعلم الكلام والفنون غير المعروفة في البحث العلمي، وعرض أعمال تناولت المخطوطات الفقهية أو الدينية، من تقديم كوكبة من الأساتذة الباحثين من داخل وخارج الجزائر، فضلا عن إثارة مسألة صعوبة الحصول على المخطوط. أما اليوم الثالث، فقد خصص ليوم تكويني لفائدة أكثر من 50 طالب دكتوراه ضمن نظام ليسانس- ماستر- دكتوراه، حول منهجية البحث العلمي في اختصاصات "الفلسفة العامة" و«الفلسفة المعاصرة والحديثة" و«فلسفة الفن" و«الوسيط الثقافي"، وغيرها. للتذكير، نظم هذا الملتقى الدولي من طرف المخبرين "الأنساق البنيات النماذج والممارسات" و«الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية في الجزائر"، بالشراكة مع مركز البحث في الأنتثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوولاية هران.