توالت الاستقالات في صفوف الفريق الحكومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تقديم بريت ماك غورك استقالته من منصبه كمبعوث لبلاده لدى التحالف الدولي المعادي للإرهاب في سوريا والعراق، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي سحب قوات المارينز من سوريا. وأكد مصدر مسؤول في كتابة الخارجية أن استقالة ماك غورك ستصبح سارية المفعول بانتهاء العام الجاري، مؤكدا أنه قدم استقالته لكاتب الخارجية مايك بومبيو نهار الجمعة الأخير. وحسب مصادر إعلامية أمريكية، فإن ماك غورك قرر الانسحاب من منصبه شهر فيفري القادم ولكن قرارات الرئيس ترامب الأخيرة جعلته يسرع في تقديم استقالته. وقال ماك غورك إن قرار الرئيس ترامب بسحب وحدات المارينز من سوريا شكل بالنسبة له صدمة قوية وانقلاب جذري على السياسة التي أقنعنا بها في بداية تسلمنا لمهامنا. وأضاف في رسالة استقالته أن القرار ترك حلفاءنا في التحالف الدولي ضد الإرهاب مضطربين وحلفائنا في هذه الحرب مشتتين. وقال إنني بقيت أسبوعا كاملا أتأمل في الموقف بعد قرار الانسحاب واقتنعت في الأخير بضرورة الانسحاب والمحافظة على كرامتي". وكان الرئيس الأمريكي أخلط كل الحسابات نهاية الأسبوع الماضي عندما قرر سحب قوات بلاده من سوريا بقناعة أنها استكملت المهمة التي أرسلت من أجلها، وهي تحييد عناصر التنظيمات الإرهابية في هذا البلد. وأضاف أن مهمتنا في سوريا كانت محددة بثلاثة أشهر ولكننا مكثنا هناك سبع سنوات كاملة، قبل أن يعلن في قرار آخر سحب حوالي 7 آلاف عسكري أمريكي من أفغانستان من إجمالي تعداد بلغ 14 ألف عسكري. وكان من بين أولى ردود الفعل التي خلفها هذا القرار المفاجئ، إعلان وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس استقالته احتجاجا على هذا القرار الذي سار كما قال إلى نقيض قناعاته العسكرية بأن خطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي مازال قائما وسحب حوالي 2000 جندي أمريكي من سوريا يعد مغامرة غير محسوبة العواقب. وعاد الرئيس ترامب أمس، إلى قراره بخصوص سحب قواته من سوريا وقال إنني يوم توليت مهامي الرئاسية كان تنظيم الدولة الإسلامية قد اكتسح المنطقة ولكن قوته تهاوت الآن ويتعين على دول المنطقة التكفل بمن بقي من عناصر هذا التنظيم الإرهابي الذي قال إنهم قادرون على القيام بهذه المهمة بسهولة.