"موقف إجباري" هو العمل الثاني والأربعون الذي سيقدّمه المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وهي تعدّ أيامها الأخيرة، من تأليف مدير المسرح الوطني أحمد بن قطاف وإخراج عز الدين عبار العمل يصب في بوتقة المسرح التجريدي يصوّر علاقة بين سجين حكم عليه بالسجن المؤبد وحارسه الذي لازمه منذ ثلاثين سنة، ليقرّر السجّان إطلاق سراح السجين وإحالة حارسه على التقاعد، بعد أن جمعت بين الاثنين صداقة سنوات طويلة قضاها أحدهما خلف القضبان لأسباب غامضة لا تنكشف إلاّ بانتهاء العمل، والآخر يعيش نفس السجن لكن بحرية أكبر، ليلتقي الاثنان من جديد لكن هذه المرة خارج الجدران وبعيدا عن قضبان الحديد في موقف للحافلات لتتجدد العلاقة وينكشف المستور ··· وفي تقديمه لعمله الجديد، أكّد مخرج المسرحية عز الدين عبار في ندوة صحفية نشطها بالمسرح الوطني أنّ العمل يعتمد على قوة النص رغم بساطته التي أكسبته صعوبة في إيجاد المفاتيح الضرورية للوصول إلى عمق المعاني والرموز التي يضمّها، مشيرا في سياق متصل أنّ نصّ بن قطاف الذي كتب في التسعينات قريب من الأسلوب التجريدي على درجة عالية من القوّة جعلت لكل كلمة فيه مغزى ودلالة · أمّا عن اختيار الممثلين اللذين سيقومان بالدور، أشار المتحدث إلى أنّ الاختيار كان صعبا، فليس من السهل حسبه إيجاد فنانين قادرين على الوقوف لمدة ساعة ونصف أمام الجمهور وأداء الدور بكل ما يحمله من ثقل رمزي ومعنوي، وعلى هذا الأساس يضيف عبار، تم اختيار كل من الفنان تخريست رضا في دور السجين وجرورو رشيد في دور الحارس لقدراتهما التمثيلية· ويندرج هذا العمل في إطار الأعمال المسرحية التي برمج عرضها في جنوبالجزائر من طرف المسرح الوطني الجزائري وذلك من أجل إخراج النشاطات المسرحية من المركزية وتوزيعها على مختلف ولايات الوطن خاصة الجنوب الذي يفتقر للنشاطات الثقافية، بحيث ستقدم مسرحية "موقف إجباري " في عرض أول يومي 16 و17 ديسمبر الجاري في ولاية تمنراست في انتظار عرض أربع أعمال أخرى هي "المفترسون " الذي تقدم في أدرار و "مونسترات " في ورقلة ومسرحية " فاطمة" في إليزي· يشار إلى أنّ هذا العمل يعد ال42 من مجموع 45 عملا التي تقدمها دائرة المسرح في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" التي تسدل الستار على فعالياتها في 12 جانفي المقبل