الجيدو و" النسور" يصنعون الاستثناء و"الأفناك " يجددون حلم المونديال شكل فوز وفاق سطيف للمرة الثانية على التوالي بكأس رابطة أبطال العرب، وتأهل المنتخب الوطني الى الدور الثالث والاخير من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، وتتويج المصارعين عماربن يخلف وصوريا حداد بميداليتين فضية وبرونزية على التوالي، أهم محطات رياضتنا خلال العام 2008. وكان تتويج "أبناء عين الفوارة" بالكأس العربية على حساب الوداد البيضاوي المغربي، أولى أفراحنا الكروية في السنة المنقضية، بعد معانقة زملاء جديات للتاج للمرة الثانية على التوالي في نهائي كبير ومثير بملعب البليدة، انتهت نتيجته بهدف من توقيع فريد طويل الذي قاد "نسور الهضاب" الى تتويج تاريخي. وكرس هذا التتويج سيطرة الوفاق على المنافسة العربية الذي عاد من خلالها بقوة الى واجهة المنافسات الدولية، بعد غياب طويل دام أكثر من 15 عاما، كما ساهم في عودة الامل الى عشاق اللعبة الأكثر شعبية التي عاشت النكسات تلو الأخرى. ولم يكن فوز الوفاق بهذا التاج حظا صادفه في طريق مشواره، وإنما جاء ثمرة العمل الكبير الذي قام به الطاقم الفني، اللاعبون، وخاصة إدارة النادي تحت رئاسة اللاعب السابق عبد الحكيم سرار، وهي الإدارة التي لا تزال تصنع الحدث في سطيف بحسن التفكير والتدبير في تسيير شؤون هذا الفريق العريق، الذي سيكون اول ناد جزائري يدخل عالم الاحتراف بعدما تحصل على سجل تجاري، ومسيروه هم الآن بصدد إتمام مشروع تحويل النادي السطايفي الى شركة ذات أسهم. وبعد تتويج أبناء "عين الفوارة"، جاء دور"الخضر" الذين خطفوا الأضواء وصنعوا أجمل حدث كروي، بتأهلهم الى الدور الثالث والأخير من التصفيات المزدوجة لمونديال وكأس أمم إفريقيا 2010، على حساب منتخبات قوية أهمها المرشح الاول للتأهل ممثلا في منتخب السينغال، الذي سقط هو الآخر بملعب البليدة في مباراة مثيرة انتهت نتيحتها لصالح زملاء عنتر يحيى ب 3-2، وهي المباراة التي أعادت البسمة إلى الجزائريين الذين أصبحوا يحلمون بعودة الكرة الجزائرية الى الواجهة، ليس قاريا فقط، بل على الصعيد العالمي، وهو حلم ليس مستحيل التجسيد في ظل وجود لاعبين ممتازين على غرار زياني، صايفي، مجيد بوقرة، بلحاج، رحو، جديات، مطمور، حمداني، غيلاس، غزال وآخرين. ورغم المخاوف التي أثيرت حول إمكانية مرور منتخبنا إلى الدور الثالث، إلا أن الكلمة الأخيرة عادت إلى حنكة المدرب سعدان وإرادة لاعبينا، المحليون منهم أو المحتررفون، خالفت كل التكهنات التي كانت ترشح "أسود تيرانغا " للمرور دون مشاكل، وذلك بالنظر الى خبرة عناصرهم المحترفة التي يلعب معظمها ضمن أندية أوروبية قوية. ولم يعش المنتخب الوطني أفراحا ولم يعرف استقرارا كما عرفه هذا العام، الذي يبدو أنه كان فأل خير على لاعبينا في انتظار ما ستسفر عنه نتائج لقاءات الدور الثالث من التصفيات، التي تبدو أصعب من مباريات الدور الثاني، في وجود منتخب مصر الرقم واحد في القارة السمراء بلقبين إفريقيين على التوالي. وفي كرة القدم دائما، شكل الفوز التاريخي لشبيبة بجاية بكأس الجمهورية لأول مرة في تاريخه، الحدث خلال عام 2008، وهو التتويج الذي جاء بعد 58 سنة مرت على تأسيس هذا الفريق العريق، الذي ذاق بملعب البليدة طعم تتويجه الأول في نهائي كبير جمعه بوداد تلمسان الفائز بالكأس عام 2002 بعنابة.. وانتهت المباراة ووقتها الإضافي بنتيجة هدف مقابل هدف، سجلهما كل من بوكساسة في الدقيقة 40 لصالح الشبيبة وبن موسى في الدقيقة 53 لصالح وداد تلمسان ليحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت لأبناء يما قورايا.
المنتخب العسكري.. المفاجأة السارة كما خطف المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم الأضواء مع اقتراب نهاية هذا العام، وذلك بضمان تأهله إلى نهائيات كأس العالم، التي ستحتضنها البرازيل في شهر جوان القادم، وذلك بعد تأهله إلى الدور النهائي من المنافسة الإفريقية التي أقيمت بأوغندا. وكان بإمكان تشكيلة المدرب كمال قاسي سعيد الصعود فوق أعلى منصة التتويج لولا الحظ الذي خانها في نهائي مثير أمام المنتخب الكاميروني حامل اللقب، حيث ضيع زملاء الحارس عسلة أهدافا عديدة.. ورغم تضييعهم اللقب، إلا أن زملاء عسلة أبدعوا وأمتعوا على حد تعبير قاسي سعيد، الذي قال مفتخرا في تصريح ل" المساء": " لقد كان الهدف الرئيسي من مشاركتنا في دورة أوغندا هو كسب تأشيرة التأهل الى نهائيات كأس العالم، وهو الأمر الذي حققناه بعناصر كلها تلعب في البطولة المحلية، خلافا للمنتخبات الأخرى التي شاركت بتشكيلات تضم لاعبين محترفين". ويعد هذا الفريق بمستقبل واعد لأنه يتكون من عناصر شابة وبمعدل عمر لا يتعدى 21 سنة، وينشط البعض منها في أندية تنتمي إل الدرجات السفلى، على غرار المهاجم عوادي الذي يلعب لنادي أكاديمية الأربعاء، والذي سجل أربعة أهداف كاملة في مباراة الدور الأول أمام منتخب جنوب إفريقيا(5-1). ولم يقتصر تألق الرياضة العسكرية الجزائرية على النتائج الفنية التي سجلتها في المحافل الدولية، وإنما أيضا في جانب التسيير الرشيد، حيث ساهمت حنكة وتجربة الجزائر في عقد الجمعية العامة الأولى لمنظمة الرياضة العسكرية في إفريقيا بفندق المدار بالجزائر العاصمة، وهي الجمعية التي اختتمت بالمصادقة على البيان الختامي للدورة وعلى عدة قرارات وتوصيات من شأنها تفعيل هيئة الرياضة العسكرية الإفريقية وتوسيع نشاطاتها، وإعطاء ديناميكية جديدة للرياضة العسكرية في القارة السمراء.
المعوقون يؤكدون وخارج المستطيل الأخضر، صنع الثنائي عمار بن يخلف وصوريا حداد، أكبر حدث في الرياضة الجزائرية خلال الألعاب الاولمبية التي احتضنتها مدينة بكين الصينية في شهر أوت الفارط، حيث توج الأول بميدالية فضية في وزن 90 كلغ، وفازت الثانية بميدالية برونزية في وزن 54 كلغ، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها الجيدو الجزائري على ميداليات في الألعاب الأولمبية. وكان بن يخلف وحداد الرياضيان الجزائريان الوحيدان المتوجان في هذه الألعاب، حيث غطيا على إخفاقات العناصر الوطنية ال 62 التي تنقلت إلى بكين لتمثيل الألوان الوطنية وعادت بنتائج مخيبة للآمال. وجاءت مشاركة المنتخب الوطني النسوي للكرة الطائرة لأول مرة في الألعاب الاولمبية، كمحطة بارزة في مشوار الرياضات الجماعية، باعتبار أنها المرة الأولى التي يشارك فيها منتخب وطني للرياضات الجماعية في الألعاب الأولمبية. ومثلما جرت العادة، حققت العناصر الوطنية في رياضة المعوقين في الألعاب شبه الأولمبية، ما عجز عن تحقيقه " الأسوياء"، حيث أنهوا المنافسة التي عرفت مشاركة 76 بلدا في المركز ال 31 بمجموع 15 ميدالية، منها 4 ذهبيات، 3 فضيات و 8 برونزيات، وكانت الميداليات الذهبية من نصيب كل من مولود نورة وسيد علي لعمري في الجيدو وكريم بتينة وكرجينة في ألعاب القوى.. أما الفضيات فعادت لسمير نويوة، سفيان حمدي ولوجدة بن أم السعد في ألعاب القوى، بينما كانت البرونزيات من نصيب كل من زبيدة بوعزوق في الجيدو، منير بكيري، نادية مجمج، سمير نويوية، حسين غرزولي، زين الدين سخير وحميد سفيان في ألعاب القوى.
مهزلة قضية القبة وسقوط تاريخي للحمراوة ولم تخل سنة 2008 من الأحداث المؤسفة والمهازل التي اعتاد الجمهور الجزائري على متابعتها بحسرة كبيرة، فبعد أحداث العنف الكثيرة التي عرفتها مباريات كرة القدم في مختلف الملاعب الوطنية، جاءت قضية رائد القبة ولاعبه خليدي لتعري مسؤولي الرابطة الوطنية والاتحادية الذين أثبتوا مرة أخرى عجزهم في حل مشاكل كرتنا وتسيير شؤونها كما تنص عليه القوانين، فبعد أن فصلوا لصالح اتحاد الحراش، جاءت المحكمتين الرياضيتين الوطنية والدولية لتردا الاعتبار لرائد القبة، الذي افتك في الأخير صعوده بقوة القانون الدولي، لتضطر "الفاف" لإدماجه في بطولة القسم الأول واعتماد بطولة ب 17 فريقا لأول مرة في تاريخ كرتنا. وكانت تبعات هذا القرار أن أقدم رئيس الرابطة الوطنية علي مالك على إقالة الأمين العام للرابطة إبراهيم جيلالي، لتأتي بعدها "الفاف" لتوقف رئيس الرابطة بحجة سوء التسيير واختراق القوانين المسيرة للرابطة. والحديث عن شؤون بطولتنا يجرنا إلى الحديث عن السقوط التاريخي لمولودية وهران إلى القسم الثاني، وأيضا الصعود التاريخي لفريق بن طلحة إلى هذا القسم.. ونزل خبر سقوط "الحمراوة" إلى القسم الثاني كالصاعقة على أنصار هذا الفريق العريق ولم يتمكنوا من هضم هذا القرار، وقد عبروا عن غضبهم بأفعال غير رياضية حيث نزلوا إلى الشارع وقاموا بتخريب وحرق الممتلكات العمومية مقابل مطالبة البعض ببطولة بيضاء، كان وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار قد لمح إليها كحل من بين الحلول لمعالجة ظاهرة العنف وتراجع مستواها.. وتبنى حداج موقف الوزير ولمح بدوره إلى احتمال اللجوء إلى صيغة "البطولة البيضاء" " كمرحلة انتقالية" من أجل تقويم أوضاع كرة القدم الجزائرية التي تشهد اختلالات خطيرة على حد تعبيره. وأوضح أنه لا ينبغي التردد أبدا فيما يتعلق بتقديم المقترحات والحلول. مضيفا أنه ينبغي العمل على تحديد معالم هذه البطولة البيضاء، والتي كما قال لا تعني أبدا توقيف المنافسة أو توقيف كل النشاطات، لكنها ليست أيضا غاية في حد ذاتها.