يبدو أن الأمور داخل نادي عين الفوارة لا تبعث على الارتياح، وأن أيام الرقم واحد على رأس هذا النادي وعدد من أعضاء مكتبه، باتت معدودة في ظل توسع رقعة المعارضين لهم وتعالي الأصوات المطالبة برحيلهم عقب النتائج المخيّبة التي يسجلها الفريق منذ مدة كانت بدايتها سببا في رحيل المدرب السابق المغربي رشيد الطاوسي، لتتوالى بعد ذلك مشاكل الفريق تباعا إلى ما وصل إليه صبيحة الخميس المنقضي. في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ نادي وفاق سطيف، أقدم، صبيحة أول أمس، مئات أنصار الفريق على تنظيم حركة احتجاجية أمام مقر النادي بحي بومارشي، مطالبين رئيس النادي حسان حمّار بالرحيل وفسح المجال لأشخاص أكفاء لقيادة قاطرة الوفاق بعد فشله الذريع في تطويق الأزمة التي يمر بها الفريق، سيما الجانب المالي الذي يُعد السبب الرئيس فيما يحدث داخل نادي وفاق سطيف. انتفاضة أنصار الوفاق كانت منتظَرة ومخطط لها من قبل، سبقتها إشعارات تؤكد رفض الأنصار لما يحدث داخل الفريق، خصوصا عقب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها قائد الفريق عبد المومن جابو، التي يتهم فيها صراحة الرئيس حسان حمّار بالاحتيال. فمنذ الساعات الأولى من صبيحة الخميس، تجمّع مئات الأنصار أمام المدخل الرئيس لمقر النادي في توقيت كانت التشكيلة تتأهب للسفر إلى العاصمة؛ تحسبا لمواجهة فريق بارادو، رافعين شعارات تطالب برحيل رئيس النادي وعدد من أعضاء مكتبه، ولولا تدخّل أصحاب البذلة الزرقاء لكادت الأمور أن تأخذ مجرى آخر عقب محاولة بعض المتشددين من الأنصار، اقتحام المقر. وعبّر عدد من المحتجين عن غضبهم واستيائهم الشديدين لما يجري داخل النادي، مؤكّدين أنّهم على علم بكل كبيرة وصغيرة تحدث داخل بيت الفريق، ومحملين حمّار مسؤولية كلّ ذلك؛ بدليل فشله في السيطرة على اللاعبين، ومن بينهم المدافع ساعد الذي قاطع التدريبات منذ أكثر من شهرين ولازالت الإدارة تتعامل معه كالابن المدلل، وعدم تلقّي اللاعبين رواتبهم الشهرية، التي تُعد القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت بعدد من اللاعبين إلى إبداء رغبتهم في الرحيل خلال فترة الميركاتو الأخيرة. وأكد المحتجون أن الفريق حوّله رئيسه إلى ملكية خاصة بسبب ارتجاليته واتخاذه قرارات انفرادية بدون الرجوع إلى أعضاء المكتب المسيّر، خصوصا فيما تعلق ببعض القرارات التي انعكست سلبا على الفريق في صورة قضية اللاعب أمادا، التي ستزيد من مشاكل الفريق، بعدما أكدت مصادرنا أن هذا اللاعب سيكلف خزينة النادي مبلغ 5, 2 مليار سنتيم في عز الضائقة المالية التي يمر بها الفريق، إلى جانب قضية الأموال التي ضختها إحدى الشركات ولم يظهر لها أثر، في وقت أكد حمّار أنها ضُخت في حساب اللاعب جابو، وهو ما نفاه، مقررا مقاطعة التدريبات قبل لقاء الكأس أمام أمل بوسعادة. عراب يعد باتخاذ الإجراءات القانونية نفى رئيس مجلس إدارة نادي وفاق سطيف الدكتور عز الدين عراب، علمه بملف الاستقدامات وبعض الأمور التي تحدث داخل بيت النادي، الأمر الذي أثار حفيظة المحتجين، الذين اتهموه بالتواطؤ مع الرئيس حمّار. وفي هذا السياق، أقسم عراب بأغلظ الأيمان، أنه يجهل تماما بعض القضايا، ما دفعه إلى طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة، واتخاذ جملة من القرارات، وحتى إن لم يفصح عما سيتخذه خلال هذا المجلس إلاّ أن مصادر "المساء" أكدت أنّه سيسحب البساط من تحت رجلي حمّار، الذي لم يعد مرغوبا فيه من قبل جميع الأنصار، وبالتالي الحفاظ على الفريق الذي يسير نحو المجهول. الدكتور عراب كان الوحيد الذي واجه الأنصار المحتجين في غياب حمّار الذي لم يظهر له أثر. وأوضح أن الأمر لا يستحق كل هذا التهويل، مؤكدا أن تأخر صب رواتب اللاعبين تَسبب في حدوث مشاكل في الفريق، مشيرا إلى أن مجلس الإدارة لم يُعقد لعدم حضور المحضر القضائي، وأنه سيُعقد في وقت لاحق، كاشفا عن جدول أعمال هذا الاجتماع، المتمثل في تعيين مجلس الإدارة، وفتح رأس مال الشركة، وداعيا الأنصار إلى الالتفاف حول الفريق لتخطّي الأزمة الحالية، والخروج من النفق المظلم الذي يمر به الوفاق.