تفترش عائلة "أربيح" منذ العشرين من شهر جوان المنقضي وإلى حد كتابة هذه السطور الأرض بحي فاريدي 2 بالقبة بالعاصمة الذي يعد واحدا من أرقي الأحياء بعد تنفيذ قرار الطرد تطبيقا للحكم الصادر عن محكمة حسين داي في 16 /06 /2008 عن طريق محضر قضائي حيث ومنذ ذلك اليوم لم تعد عائلة أربيح تتذوق طعم الحياة ووجدت في الدموع والنواح سبيلا للتخفيف من المعاناة التي تتجرع مراراتها فكيف لها أن تعيش حياة عادية وهي تفترش الأرض تحت ستار من البلاستيك وأثاثها مبعثر من حولها. تحدثنا إلى الأب أربيح فرات الذي سرد لنا الواقعة الأليمة التي أوصلته إلى الشارع هو وأبنائه، حيث صرح أنه كان يقطن بالعمارة 75 رقم 01 بالقبة منذ سنة 1987 وكان يقتسم الحلو والمر مع أخيه الأكبر في ذلك المسكن المتكون من ثلاث غرف كما أعلمنا أنهما كانا يقطنان قبل ذلك في البيت العائلي بالمقرية بالعاصمة وهو متكون من غرفة واحدة ومطبخ وبعدها اخبره أخوه أنه عثر على سكن بفاريدي 2 وما عليه إلا مساعدته بمبلغ 7 ملايين سنتيم فسلمها له في الحين حيث اطلعنا على تصريح شرفي يثبت أقواله مرفق بإمضاء الشهود. وبعدها بعام وبعد زواجه قطن معه ولم يجد أي رفض منه أو من زوجته ومع مرور السنين عزم شقيقه على إخراجه من المسكن والانفراد به فرفع عليه دعوى الطرد في أفريل من سنة 2008 خاصة وان عقد ملكية البيت موثق باسم زوجته مما مكنه من إخراجه، حيث صدر الحكم لصالحهم ورغم استئنافه الحكم إلا انه صدر لصالحهم بعد الاستئناف. وتساءل محدثنا ما مصير عائلة متكونة من خمسة أفراد خاصة وأن أبنائه الثلاثة لم يحتملوا الوضعية التي آلوا إليها بعد تنفيذ قرار الطرد الذي أجبره على اتخاذ ستار بلاستيكي ملجأ للهروب من حرارة الشمس الحارقة والاحتماء بها بعد أن منع من تنصيب خيمة جعلت دواليب الحياة تتخبط في مأساة عنوانها "نحن بلا مأوى ولا عنوان". تجدر الإشارة إلى أن العائلة أودعت ملف طلب سكن اجتماعي بذات البلدية منذ 2001 حيث تم إيفاد لجنة سنة 2003 من المصلحة الاجتماعية والتي عاينت وضعيتهم في ذلك المسكن الذي يجمع عائلتين. وأمام وعود البلدية بتقديمه سكنا حال حصولها على حصتها من السكنات الاجتماعية، يبقى السيد أربيح فرات يفترش الأرض رفقة زوجته وأولاده ويبيتون في العراء بمحاذاة القوارض تحت ستار من البلاستيك، تنعدم فيه كرامة الإنسان وتنتهي فيه الحياة، وهو ما جعله يطالب بحرقة من خلال الجريدة السلطات المعنية الالتفات لوضعيته وانتشال أفرادها من الشارع.