أغرقت الأمطار التي تساقطت على مدينة سكيكدة وما جاورها خلال 48 ساعة الأخيرة، العديد من الأحياء بمدينة عاصمة الولاية، بسبب انسداد البالوعات، ما أدى إلى تراكم مياه الأمطار التي جرفت معها الأتربة والأوحال، ليجد مواطنو تلك الأحياء خاصة حي مرج الذيب، أنفسهم محاصَرين بعد أن ارتفع منسوب المياه بشكل مخيف. وقد فضحت الأمطار، مرة أخرى، سياسة البريكولاج المنتهجة فيما يخص مشاريع التهيئة والتحسين، حتّى عند عملية تنقية المجاري المائية والبالوعات، ما أدى إلى استياء المواطنين، خاصة سكان حي مرج الذيب والمدينة القديمة القاطنين بسكنات هشّة، والذين عاشوا حالات رعب وخوف بعد أن تسربت كميات من مياه الأمطار إلى سكناتهم. وانقطعت، صبيحة أول أمس الخميس، الدراسة بصفة كلية، عن مستوى متوسطة صالح سعدي المتواجدة بحي مرج الذيب، وثانوية الشهيد لوصيف رشيد بنفس الحي، ومتوسطة ابن جبير بحي الإخوة ساكر، بسبب المياه التي غمرتها. كما تكدّست مياه الأمطار عند مدخل جامعة 20 أوت 55، ممّا صعّب من عملية دخول الطلبة إلى الجامعة. من جهة أخرى، أحدث التساقط الكثيف للأمطار على سكيكدة انزلاقا للتربة، مما أدى إلى تغطية ممر السكّة الحديدية عند مدخل المدينة، وبالضبط عند مدخل المدينة بالقرب من المنطقة الصناعية الصغرى. كما أدى التساقط الكثيف للثلوج إلى الإغلاق الجزئي للعديد من الطرق الولائية والبلدية؛ سواء على مستوى منطقة أولاد أعطية بالجهة الغربية من الولاية أو بمنطقة أولاد أحبابة؛ حيث وجدت بعض القرى نفسها معزولة كما هي الحال بعين سلامات وعلى مستوى الطريق الوطني رقم 03 الرابط بين سكيكدة وقسنطينة، وبالضبط بالمكان المسمى الكنتور. كما تسببت الأمواج العاتية التي بلغ علوها أكثر من 07 أمتار، في إغلاق الطريق المؤدي إلى سطورة عبر الكورنيش السكيكدي عند مدخل النفق؛ مما أدى بالمواطنين إلى استعمال الطريق العلوي الذي عرف ازدحاما مروريا. وبدوره، تفقّد، أوّل أمس الخميس، والي سكيكدة السيد حجري درفوف، ممر السكة الحديدية بالمنطقة الصناعية الصغرى الذي تضرر، وشدّد على ضرورة فتح هذا الممر؛ كونه المنفذ الوحيد الذي يموّن الولايات الشرقية بالمواد الطاقوية. وحسب مصالح مديرية الأشغال العمومية بولاية سكيكدة، فإنّ هذه الأخيرة تدخّلت بتجنيدها كل الوسائل المادية والبشرية، لإعادة فتح عدة طرق أمام حركة المرور، بينما سجل تقرير للمجلس الشعبي الولائي 22 نقطة سوداء، تتواجد خاصّة بكلّ من بلديات سكيكدة والقل والحروش وعزابة، وتتمثل أساسا في تجمع المياه جرّاء خروج مياه الأمطار من الشعاب والقنوات، وقِدم شبكة تصريف المياه المستعملة وامتلائها بالأتربة، وعدم وجود شبكة لتصريف المياه المستعملة وقِدم شبكة التصريف.