غمرت مياه الأمطار الغزيرة التي تساقطت طيلة 24 ساعة على مدينة سكيكدة وضواحيها، العديد من أحياء المدينة، مما خلق صعوبات كثيرة في تحرك المركبات والمواطنين، الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم من هذه الوضعية التي تتكرر كل سنة. ما زاد الطين بلة؛ التدهور الكبير الذي تشهده طرق المدينة الرئيسية والفرعية، التي لم تعد صالحة للاستعمال نظرا لتحولها إلى برك مائية، بسبب أشغال الحفر التي خضعت لها دون أن تقوم المقاولات التي قامت بالعملية بإعادة إصلاح الطريق، كما هو الحال على مستوى نهج هواري بومدين، حي 500 مسكن، حي الإخوة بوحجة، عيسى بوكرمة، سبع ابيار وبني مالك، وحتى على مستوى مدخل المدينة عند مفترق الطرق، ليبقى السؤال المطروح؛ أين هي المصالح التقنية المختصة للوقوف على مدى التزام تلك المقاولات بتعهداتهم، فيما يخص إعادة تعبيد الأجزاء التي تم حفرها مباشرة بعد الانتهاء من الأشغال. لقد غمرت السيول العديد من الطرق، كما هو الحال على مستوى الطريق المؤدي إلى العربي بن مهيدي، حيث تسببت السيول في عرقلة حركة السير بشكل كبير. كما أدى التساقط المستمر للأمطار إلى انجراف التربة، مما تسبب في سقوط الصخور على مستوى طريق المعز، ولحسن الحظ لم يخلف أضرارا، حيث تدخلت وحدات الحماية المدنية والفرقة التابعة لمديرية الأشغال العمومية بهدف إزالة الصخور، فيما عاش سكان البنايات الهشة بالمدينة القديمة، خاصة على مستوى الحي الإيطالي العتيق، حالات خوف وذعر بسبب تسرب المياه إلى سكناتهم المهددة بالانهيار، وعدم قدرتها على التحمل أكثر. كشفت الأمطار التي تساقطت على سكيكدة عن الكثير من العيوب التي تعكس غياب روح المسؤولية، خصوصا أن تجمع المياه داخل الأحياء ناجم بالدرجة الأولى، عن انسداد جل البالوعات وقنوات الصرف الصحي، وانعدامها على مستوى بعض الأحياء التي خضعت لعملية إعادة تهيئة، كلفت الخزينة العمومية أموالا كبيرة. رغم كارثة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الأولى، التي تساقطت على المدينة خلال الشهر الأخير، والتعليمات الصارمة التي أعطيت للمسؤولين من قبل والي سكيكدة، تحث على ضرورة السهر على تنقية البالوعات والأودية، إلا أن المشكل لا يزال مطروحا على مستوى عدد من الأحياء، بسبب انسداد البالوعات وعدم التزام أصحاب الورشات باتخاذ الإجراءات الضرورية التي تمنع انجراف الأتربة والرمال والحصى من الورشات. نفس المشاهد عاشتها مدينة القل، غرب سكيكدة، التي تجمعت على مستوى العديد من أحيائها مياه الأمطار المتساقطة بغزارة، وهو ما جعل حركة السير بها صعبة. كما أدى التساقط الكثيف للثلوج على مستوى المناطق الجبلية المتواجدة غرب سكيكدة، كما هو الحال بقرى ومداشر بلديات أولاد أعطية وقنواع، إلى صعوبة حركة السير، بالخصوص في مرتفعات «طرّس»، حيث يجد السائقون مشاكل كبيرة في السير، بالنظر إلى ارتفاع سمك الثلوج. بوجمعة ذيب