تتواصل المحرقة الإسرائيلية في قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي بإراقة المزيد من دماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ذنبهم الوحيد أنهم يعيشون في غزة التي دمرتها العنجهية الإسرائيلية أمام مرأى ومسمع العالم أجمع وفي وقت تتزايد فيه احتمالات اكتساح بري وشيك للقطاع. ولم يشف شلال الدم الفلسطيني الذي روى أرض غزة المدمرة طيلة أسبوع كامل بأيامه ولياليه غليل السفاح أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الذي خطط للعملية بكل جبن وحماقة لتواصل طائرات "أف 16" المقاتلة ومروحيات الاباتشي الأمريكية قصفها للحجر والشجر وكل شيء في غزة حتى وان انعدمت فيه الحياة. وارتفعت حصيلة الشهداء في ظرف أسبوع من مذبحة تعجز الأقلام عن وصفها إلى 420 شهيدا وأزيد من 2000 جريح معظمهم يعانون إصابات جد خطيرة في حصيلة لن تقف عند هذا الحد مادامت إسرائيل مصرة على مواصلة محرقتها رافضة الإصغاء لأي صوت يطالبها بالتريث أو يدعوها إلى أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار. وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفيذ ما قالت عنه إدارة الاحتلال انه يشبه العمليات الجراحية في دقتها في استهدف البنى التحتية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودعمتها في ذلك الزوارق الحربية الإسرائيلية. ولكن أي طائرات هذه من نوع "أف 16" والاباتشي التي يمكن لها أن تقوم بعمليات تشبه في دقتها العمليات الجراحية وهي التي لا تفرق بين منزل ومدرسة وجامعة وحتى مستشفى فكيف عندما يتعلق الأمر بمقار الأجهزة الأمنية والمؤسسات التابعة لحركة "حماس" . واستمر استهداف قوات الاحتلال للمساجد حيث دمرت الطائرات الحربية مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع ليصبح ثامن مسجد يقصف منذ بدء العدوان ضد سكان غزة. ولم تنج المدارس من همجية هذا العدوان حيث قصفت مدرسة بمدينة غزة تابعة لحركة حماس في وقت أصبحت فيه منازل القياديين وأفراد المقاومة من بين الأهداف التي تستهوي آلة الدمار الصهيونية. والنتيجة سقوط المزيد من الضحايا المدنيين تدعي إسرائيل أنهم من عناصر المقاومة الإسلامية ولكن الصور المروعة التي تبثها مختلف شاشات العالم من جثث لرضع وأطفال ينتشلون من تحت الأنقاض بعدما انهارت بيوتهم فوق رؤوسهم وهم في أحضان أبائهم أبلغ دليل على زيف الادعاءات الإسرائيلية. وكان من بين الشهداء الذين سقطوا أول أمس بنيران آلة التقتيل الإسرائيلية قيادي حركة حماس نزار ريان الذي استشهد رفقة نسائه الأربع وتسعة من أطفاله بعدما قصفت طائرات الاباتشي منزل الشهيد الذي فضل الشهادة على ترك بيته. ولم تتوان قوات الاحتلال في قصف منزل الشهيد ريان وباقي المنازل المحيطة به بمخيم جباليا شمال القطاع لضمان عدم نجاته رغم درايتها المسبقة بأنه آهل بساكنيه وادعت أن المنزل كان عبارة عن مخزن للذخيرة تستخدمها حركة حماس وانه مركز للاتصال بين أعضاء الحركة. وهي الادعاءات الكاذبة التي طالما تحججت بها إسرائيل في قصف المدنيين العزل وتتخذها ورقة رابحة لشهرها في وجه المجتمع الدولي قصد إباحة إراقتها للمزيد من دماء الفلسطينيين الذين دفعوا قوافل لا تحصى من الشهداء في سبيل نصرة قضيتهم. للإشارة فإن الشهيد نزار ريان يعد ثاني أهم مسؤول في حركة حماس تغتاله قوات الاحتلال بعد عبد العزيز الرنتيسي الذي استشهد في عام 2004. وفي ظل استمرار الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة تتزايد التوقعات بشأن توجه إسرائيل نحو شن عملية عسكرية برية وشيكة خاصة وان إسرائيل سمحت أمس ل400 أجنبي مغادرة قطاع غزة عبر معبر ايريز وكانت قد سمحت ل300 أجنبي من مغادرة القطاع في الأيام الماضية. وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المتتبعين لحرب إسرائيل على غزة بأنه بمثابة مؤشر واضح على أن إسرائيل تكون قد حسمت موقفها لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق وكأن ما تقوم به طائراتها الحربية لم يكف لتستكمله برا. ويزيد من احتمالات شن الهجوم البري تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن إدارة الكيان الصهيوني تقترب بشأن حسم موقفها بشن عملية عسكرية برية في قطاع غزة الذي دمرت مدنه وقراه وانهارت مبانيه ومساكنه على رأس قاطنيها وتحول إلى أشبه بميدان لتجريب أحدث أنواع أسلحة الدمار.