لم يكن بوسع جمعية وهران، مجاراة ضيفتها شبيبة سكيكدة لتباين مستوى، وتحضيرات الجانبين، فانساقت منطقيا إلى تعادل مخيب، لكنه بحجم الانتصار، والتفريط في مزيد من النقاط داخل القواعد، وهذه المرة في اثنتين ثمينتين، رفعت مجموع النقاط الضائعة إلى حد الآن إلى 16 نقطة، مما يؤكد الوضعية المعقدة التي يوجد فيها النادي الوهراني، وبات فعلا فيها بحاجة إلى معجزة لكي يتخلص من مخالب السقوط. لم يجد المدرب سليماني ما يصرح به، ويرد على انتقادات الأنصار طيلة الأسبوع، وبعد هزيمة الجولة الماضية في سعيدة، على اعتبار أن لقاء أول أمس لعب دون جمهور، بسبب العقوبة التي سلطت على الجمعية الوهرانية، غير إلصاق هذا التعثر بشماعة نقص فعالية خط الهجوم، مؤكدا "أن الوضعية صعبة، لكن ليست كارثية، وجمعية وهران لم تسقط بعد، كما يوهم البعض، في ظل بقاء عشر مباريات في جعبة بطولة المحترف الثاني، و16 نقطة يمكن تحصيلها من مواجهات فريقي بميدان "بوعقل"، معتبرا وضعية فريقه لا تشرفه كمدرب، لكنه استطرد بتبرير واقعي، عندما قال "مجموعتنا تتشكل في أغلبها من عناصر شابة، رخوة نفسيا، ولم يسعها اللعب بكامل إمكانياتها في ظل نقص الحافز. لذلك، تجد أرجلها كأنها مقيدة، وفشلنا معها في إيجاد الحلول للعقم الهجومي القائم، ولا يمكن تحميل أشبالي فوق طاقتهم، لأنه لا علاقة لهم بالوضعية الحالية لجمعية وهران، بل تعود إلى سنين سابقة، غير أننا سنواصل العمل بجد، مع الإيمان بحظوظنا إلى آخر نفس في البطولة الوطنية". لكن الجمعية الوهرانية ستصطدم بمعضلة ملاقاتها أندية تقاسمها نفس هم الصراع، من أجل تحاشي الرواق المؤدي إلى قسم الهواة، والبداية باتحاد الحراش الذي ستنتقل إلى ميدانه الجولة القادمة، وهو ما سيضعف كثيرا من فرص نيلها نقاط مأمولة في حال سقوطها أمامها. رغم العناد الذي أبدته التشكيلة الوهرانية في أغلب فترات لقاء أول أمس، إلا أنها استسلمت لعزيمة أشبال المدرب السكيكدي بن شوية، الذين نالوا الأسبقية في هزّ الشباك في مرتين؛ الأولى في الدقيقة 26 من ركلة جزاء، قوبلت باحتجاج كبير من الجانب الوهراني، مما تسبب في توقيف اللقاء لأكثر من خمس دقائق، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويحولها خناب إلى هدف أول ل«روسيكادا"، لكن الجمعية الوهرانية عدلت النتيجة بهدف المهاجم خلف الله في الدقيقة 40، إلا أننها لم تهنأ به طويلا، قبل أن يفاجئها السكيكدي الآخر ناصري في الدقيقة 48، ولحسن حظها، أن حكم اللقاء براهيم انتشلها من شراك الهزيمة بإعلانه ضربة جزاء لمصلحتها في الدقيقة 74، حولها بوطيش إلى تعادل بهدفين لمثلهما، إلا أنه غير كاف في ظل حاجة "الجمعاوة" الماسة لنقاط ثمينة تبعدهم عن لهيب القسم الأسفل. إنزال متأخر للمسيرين والأنصار يخشون أسوأ موسم عرف لقاء جمعية وهران بشبيبة سكيكدة، حضورا كثيفا للمسيرين الوهرانيين، سواء الممثلين للنادي الهاوي أو الشركة الرياضية من أجل تحفيز زملاء الحارس علاوي، غير أن هذا الإنزال الكثيف لمسؤولي "لازمو"، يراه الأنصار متأخرا جدا، ولا جدوى منه، ويؤكدون بأنه في حال انهزمت التشكيلة الجولة القادمة أمام "كواسر الحراش"، فذلك يعني بالنسبة إليهم، وضع فريقهم نقطة النهاية لأسوأ موسم كروي له منذ تأسيسه سنة 1936، "صحيح أن جمعية وهران ركبت المصعد، وسقطت من القسم الأول إلى الثاني مرارا، لكن لم يسبق لها أن غادرت حظيرة الكبار، وسقطت إلى قسم الهواة محملة بهزائم ومهازل على أكثر من صعيد"، أضاف أحد المحبين.