تسبّبت الثلوج التي تساقطت بكميات كبيرة في الساعات الأخيرة بولاية قالمة، والتي بلغ سمكها 35 سم في بعض المواقع، في عرقلة حركة المرور في عدة محاور، كما قطعت العديد من الطرق وصعّبت السير منذ مساء الأحد إلى صبيحة أمس، كما تواصل الاضطراب الجوي وسقوط الأمطار بكميات معتبرة بلغت ما يقارب 40 ملم، وهو ما كان وراء ارتفاع منسوب مياه سد بوهمدان إلى 80 مليون متر مكعب، ما من شأنه أن يقضي على أزمة العطش بالولاية وما جاورها. وكانت نشرية لمصالح الأرصاد الجوية قد حذّرت من تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 700 مترا وأمطار غزيرة تكون أحيانا مصحوبة ببرد، وأدّت الأجواء الباردة إلى انخفاض في درجة الحرارة خلال النهار، بلغت 6 درجات، قد تكون الأدنى منذ دخول فصل الشتاء الذي جاء باردا هذه السنة بقالمة، ما استدعى تدخل السلطات المحلية رفقة مصالح الأشغال العمومية والحماية المدنية والدرك الوطني لفك العزلة عن بعض المناطق. وأوضح المدير الولائي للأشغال العمومية السيد سليمان خلافة أنّ مصالحه تدخّلت في عدد من النقاط من أجل تسهيل حركة السير. وتمّ تجنيد كلّ الإمكانيات المادية والبشرية مع تسخير 30 آلة من كاسحات الثلوج. من جهتها، سجّلت مديرية الحماية المدنية بولاية قالمة من الأحد إلى الاثنين، 7 تدخلات في مجال تسرب مياه الأمطار إلى المنازل ببلديات قالمة، بوشقوف، حمام النبائل، عين بن بيضاء، مطاحن هيليوبوليس والمركب الرياضي بقلعة بوصبع، ناهيك عن تسخير أعوان لمراقبة وادي فراغة أمام بعض المنازل بقرية بوكموزة الذي ارتفع منسوب مياهه بسبب تساقط الأمطار. بالمقابل، استبشر الفلاحون خيرا لتساقط الأمطار بكميات معتبرة، ما أدى إلى ارتفاع منسوب سد "بوهمدان" بحمام الدباغ إلى أكثر من 80 مليون متر مكعب خلال الساعات الماضية، بعد أن مرّ بفترة جفاف حادة، إذ تراجع احتياطه إلى 12 مليون متر مكعب من المياه العام الماضي. ويتوقّع القائمون على السد أن يستمر الحجم الاحتياطي للمياه في الصعود خلال الأيام القادمة مع تواصل فصل الشتاء وتهاطل الأمطار، وبالتالي يتراجع شبح أزمة المياه خاصة منها التي تخصّص للسقي الفلاحي.