تلعب جمعية وهران فرصتها الأخيرة للبقاء في المحترف الثاني، أو لقاء الوداع، حسب المتتبعين، لما تنزل ضيفا ثقيلا على اتحاد الحراش الذي يقاسمها نفس الهم، واستعد من جانبه لنفس المأمورية الصعبة. يعول سالم العوفي المدرب القديم الجديد لجمعية وهران كثيرا، على إصرار لاعبيه على استهلاك كامل حظوظهم في التشبث بالمحترف الثاني، والتحضير النفسي الذي خضعوا له طيلة الأيام الأخيرة، لكن التقني الوهراني يتوجس خيفة من ضغط أنصار الحراش، على اعتبار أن فريقهم بحاجة إلى دعمهم القوي لاستغلال فرصة استقبال جمعية وهران، لضرب عصفورين بحجر واحد، وتحقيق الفوز الضروري الذي يسمح له بالابتعاد أكثر عن المنطقة الحمراء، وفي نفس الوقت، تأخير خطوات "الجمعاوة" في اللحاق به، وتوسيع الفارق بينه وبينهم إلى ست نقاط، مما يعني إن تحقق ذلك أن الجمعية وضعت قدميها الاثنتين في قسم الهواة. لكن في المقابل، كشف العوفي عن أنه سيوظف درايته بنقاط قوة وضعف اتحاد الحراش لمصلحة فريقه، على اعتبار أنه سبق له تمرينه في مرحلة الذهاب، لرسم الخطة المناسبة من أجل الإطاحة ب«الكواسر" في معقلهم المفضل. لزرع الثقة في نفوس وأقدام لاعبيه، تحدث إليهم بحماسة، حيث دعاهم إلى بذل أقصى الجهود لتفادي السقوط أمام النادي العاصمي، لأنه السبيل الوحيد لاستعادة أمل البقاء، مؤكدا لهم على بقاء الحظوظ قائمة ومتوفرة بتواجد 30 نقطة في المزاد، وأنه لا يوجد فريق سقط رسميا إلى قسم الهواة إلى حد الآن. تضمن برنامج جمعية وهران هذا الأسبوع، مباراة ودية تحضيرية ضد الجار مديوني، وفاز بها "الجمعاوة" بهدفين لواحد، قصد العوفي من برمجتها الوقوف على جاهزية لاعبيه، والتعرف أكثر على إمكانياتهم، خاصة بالنسبة للذين لم يسبق له أن دربهم، وقد تلقى العوفي أخبارا سارة بعودة الثلاثي جفايلي، حاجي وبن مراح الذي تخلص من الإصابة، وتدرب جماعيا، وأصبح تحت تصرف الطاقم الفني، غير أن هذا الفرح لم يدم طويلا، بعدما تأكد غياب زحزوح عن موقعة الحراش بداعي العقوبة، وهو ما أوقع العوفي في ورطة حقيقية، لأن الخيارات الدفاعية تقلصت لديه بشكل كبير، بعد معاقبة المدافع الآخر كروم بثلاثة لقاءات، مما يعني أن جمعية هران ستلاقي غريمها الحراشي بدون محور دفاع. الأنصار يطلبون دعم اللاعبين القدامى من جهة أخرى، ستعود نبرة الاحتجاج مجددا، لتطغى على تحركات أنصار جمعية وهران، حيث يعتزمون القيام بوقفة احتجاجية، لتجديد مطالبهم برحيل المسيرين الحاليين، لكن هذه المرة بمرافقة اللاعبين القدامى الذين طالب منهم الأنصار الإدلاء بكلمتهم حول ما يجري في جمعية وهران، وضم صوتهم لصوت الأنصار في مطالبة السلطات المحلية بفتح تحقيق فيما يخص التسيير الأرعن، الذي قاد فريقهم إلى قسم الهواة، حسبهم، ومن ثمة، ضرورة رحيل المسيرين الحاليين عن الجمعية الوهرانية، وتجديد مطلبهم بإلحاق فريقهم بشركة وطنية تخلصه من مشاكله، ومسيريه الحاليين الفاشلين، على حد تعبيرهم.