يعود الرئيسان الأمريكي والكوري الشمالي الى طاولة المفاوضات بدولة فيتنام يومي 27 و28 فيفري الجاري، ضمن قمة ثانية بعد أول لقاء بينهما بالعاصمة السنغافورية قبل ثمانية أشهر. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه «بفضل دبلوماسيتنا الجريئة واصلنا جهودنا التاريخية لتحقيق السلام في شبه الجزية الكورية»، ولم يفوت ترامب، في خطابه حول وضع الأمة أمام الكونغرس الأمريكي المناسبة ليشيد بإنجازاته عندما راح يؤكد على أهمية الدور الذي لعبه لعقد هذه القمة، وأن لولاه لكانت الولاياتالمتحدة الآن «في حرب مفتوحة مع كوريا الشمالية». وعدد النتائج الايجابية لأول قمة بينه وبين الرئيس كيم جونغ وان، يوم 12 جوان من العام الماضي، بالعاصمة السنغافورية، وقال إنه بفضلها عاد الرهائن الأمريكيون الذين كانوا في السجون الكورية الى وطنهم وتوقفت التجارب النووية الكورية الشمالية ولم يتم إلى حد الآن تجريب ولو صاروخ واحد منذ أكثر من 15 شهرا. ولكن الرئيس الأمريكي، اعترف أن «عملا مضنيا مازال ينتظر الجانبين.. ولكنه حرص على القول إن علاقاته الجيدة مع الرئيس كيم جونغ وان ستساعد على تحقيق تقدم جديد في القمة التي تحتضنها فيتنام. والإشارة واضحة الى عملية تجريد النظام الكوري الشمالي من أسلحته النووية التي تبقى آليات تفكيكها أكبر معضلة قبل تطبيع العلاقات الثنائية من منطلق أن بيونغ يونغ تريد الحصول على ضمانات مسبقة قبل كل خطوة على طريق جعل شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي. وهي معضلة معقدة وصعبة التجسيد بالنظر الى تشابك خيوطها وسعي السلطات الكورية الى ربط كل انفراج للوضع بضرورة إيفاء الإدارة الأمريكية بالتزاماتها بخصوص مساعدة آخر الاقتصاديات الشيوعية على تحقيق إقلاع يمكنه من مواكبة اقتصاديات التنينات الآسيوية التي تحولت في زمن قياسي الى قوى صناعية لها كلمتها في الاقتصاد الدولي، في وقت مازال الاقتصاد الكوري الشمالي يعاني من تبعات التسيير الاشتراكي لمنشآته الاقتصادية المتآكلة. وهي الإشكالية التي ستفرض نفسها على قمة فيتنام ويتعين على الرئيس الامريكي تقديم إجابات شافية ل «صديقه» كيم جونغ وان على اعتبار أن هذه المقايضة طرحت خلال قمة سنغافورة ولكنها بقيت دون إجابة وافية كون الرئيس الامريكي عندما أشار الى اتفاق ثنائي بعقد قمة ثانية إنما أراد أن يجعل المدة الفاصلة بين القمتين فترة للتأكد من حسن نوايا النظام الكوري الشمالي والخطوات العملية التي كان يجب تجسيدها على ارض الواقع بعد قمة شهر جوان الماضي. والمؤكد أن الإعلان عن تاريخ عقد القمة الثانية جاء بعد أن حدد الجانبان الإطار الذي ستعقد في سياقه والقضايا التي يتعين طرحها على طاولة النقاش وتلك التي سيتم الإعلان عنها في ختام القمة وأن توافقا قد تحقق بخصوص قضايا معينة حتى يحكم على القمة بالنجاح. وهو ما سيجعل فترة الأسبوعين قبل التئام قمة فيتنام مناسبة للجانبين لإجراء لقاءات ثنائية على مستوى الخبراء والمختصين لبحث الموقف، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية توفد ستيفن بيغون، مبعوثا خاصا إلى كوريا الشمالية، حيث التقى بنظيره الكوري الشمالي كيم هيوك شوول، وبحثا مدى التزام الجانبين بتعهداتهما بخصوص القضايا الخلافية التي لم تتم تسويتها خلال القمة الأولى، خاصة مسالة نزع السلاح النووي ومستقبل العلاقات بين البلدين، وكذا إقامة سلم دائم في شبه الجزيرة الكورية من خلال وضع حد لأكثر من ستة عقود من حالة اللاحرب واللاسلم والعلاقات المتوترة.