* email * facebook * twitter * google+ أبرز وزير الطاقة مصطفى قيطوني، أول أمس، بهيوستن، الفرص المتعددة التي تتيحها السوق الجزائرية التي تتمتع حسبه بمؤهلات وإمكانات هائلة في مجالات كثيرة كالفلاحة والصناعة الصغيرة والمتوسطة والصناعة الثقيلة وقطاع الطاقة بمختلف فروعه، مشيرا إلى أن هذا الأخير يشكل ركيزة الاقتصاد الوطني، في وقت أعربت فيه الجزائروالولاياتالمتحدة عن رغبتهما في بعث شراكتهما الطاقوية بالاعتماد على العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين في هذا القطاع الاستراتيجي. وضمن هذا المسعى، أوضح وزير الطاقة في مداخلته في الطبعة ال12 للمنتدى الجزائري الأمريكي حول الطاقة بهيوستن بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أن «الشراكة الجزائريةالأمريكية في مجال البحث عن المحروقات واستغلالها قد توج بنجاح هام خلال فترة التسعينيات من خلال اكتشاف منطقة نفطية من قبل شركة «أناداركو» التي احتفلت مؤخرا ببلوغ إنتاجها مليار برميل». وأضاف الوزير أن هذه الشراكة تمثل «مثالا ناجحا وفخرا يعكس تماما أهمية وعمق العلاقات الجزائريةالأمريكية وكذا درجة التزام الطرفين بضمان استمرارية عقد الثقة القائم بينهما»، إلا أنه لفت إلى أن الاستثمارات الأمريكية في نشاطات تطوير المحروقات «عرف تراجعا هاما في السنوات الأخيرة». وقال قيطوني في كلمته أمام مسؤولي الشركات النفطية الحاضرين بالمنتدى إن «ذلك لا يعكس أبدا كم الفرص المتاحة التي ينبغي أن تثير اهتمام الشركات الأمريكية»، مشيرا إلى أن الجزائر «تعبّر اليوم عن احتياجات هامة في مجال التكنولوجيات من أجل تطوير قدراتها الهامة في مجال الموارد الطاقوية عن طريق تطوير الطاقات الحفرية والطاقات المتجددة». ودعا في هذا السياق المؤسسات الأمريكية من أجل القدوم للاستثمار في هذه الفروع ومن ثم التوصل إلى شراكات مربحة ومستدامة، «مثلما هو معهود في الشراكات القائمة بين بلدينا». وأبرز قيطوني المزايا المعتبرة للجزائر مقارنة بدول المنطقة، لاسيما بفضل الاستفادة من الطاقة بمختلف أنواعها، لكن أيضا بفضل مؤهل كبير، ألا هو «يد عاملة تلقت تكوينا ذا جودة ومعظمها شابة». كما ركز الوزير على استقرار البلد قائلا «الجزائر بلد مستقر والأمن متوفر بدرجة عالية في جميع مناطق الوطن، لاسيما في المناطق النفطية». وألح على الهدوء الذي يكتنف مناخ الأعمال والذي يعد في نظر الوزير، «خصلة ملازمة لاستقرار سياسي ومؤسساتي.. وفي هذا الصعيد، تمنح الجزائر للمستثمرين كل ضمانات السكينة»، على حد تعبيره. في سياق متصل، ذكر الوزير أن الحقل المنجمي النفطي الوطني يمتد على مساحة تقدر بمليون ونصف مليون كم مربع، «يعرف أنه يظل مجالا مستكشف بشكل جد ضئيل، مشيرا إلى أن 70 بالمائة من الحقل المنجمي دون المستوى من حيث الاستكشاف. من جانبها، عبرت كتابة الدولة الأمريكية التي تشارك لأول مرة في هذا المنتدى عن رغبة الولاياتالمتحدة في تعميق آفاق الشراكة الثنائية، حسبما تضمنه تصريح نائب كاتب الدولة للطاقة، المكلف بالنفط والغازي، الذي أعرب عن «ارتياحه للتوجه الجديد» للتعاون الجزائري الأمريكي، مؤكدا أن البلدين سيواصلان علاقاتهما التي تعود إلى أمد بعيد وسيعملان سويا في مجالات أخرى للطاقة. وذكر شاون بينيت بأن الجزائر وواشنطن تقيمان «علاقات وثيقة» في مجال الطاقة التي تمثل أهم الاستثمارات المباشرة الأمريكية في الجزائر، مذكرا بالمناسبة بأن بلدان مثل كندا والصين والأرجنتين بدأت تستعمل التكنولوجيا الأمريكية التي سمحت بهذه الثورة الطاقوية. «أناداركو» يأمل في إعادة بعث عقود إنتاج في الجزائر يأمل المجمع الأمريكي «أناداركو»، أهم منتج للنفط الخام في إعادة بعث عقود إنتاجه في الجزائر وتعزيز نشاطاته فيها، حيث عبر المجمع الأمريكي عن هذه الرغبة خلال جلسة محادثات مع مجمع «سوناطراك» بمدينة هيوستن بمناسبة الطبعة ال12 للمنتدى الجزائري الأمريكي حول الطاقة، ترأسها مسير شركة سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور ونظيره من أناداركو آل ولكر. وفي تصريح لوكالة الأنباء عقب الاجتماع، أوضح نائب رئيس التنقيب والإنتاج بمجمع سوناطراك صالح مكموش أن «مجمع «أناداركو» طلب تمديد كل عقوده الخاصة باستغلال المحروقات في الجزائر». ومن المرتقب أن يشمل العقد الأول حول حقل حاسي بركين، حيث يستغل المجمع الكتلتين 404 و 208 أجله في 2023. كما يستغل المجمع بالشراكة مع سوناطراك حقل «المرك» بإليزي، الذي يمثل أحد أهم اكتشافات الخام في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، باحتياطات تقدر ب1,2 مليار برميل من النفط والغاز المكثف. وقال مكموش إن «أناداركو» يتطلع إلى تقديم تكنولوجيات جديدة في مجال الصيانة الاحترازية والتحويل الرقمي، لاستغلال المحروقات التي تعد حاليا معيارا للنجاعة في مجال إنتاج النفط. وإضافة إلى مجمع «أناداركو»، إلتقى وفد سوناطراك أيضا بمسير «تكنيب. أف.أم.سي» الذي يعد ثمرة اندماج بين المجمع الفرنسي للهندسة النفطية «تكنيب» والأمريكي «أف. أم. سي» للتكنولوجيات ويأمل المجمع الدولي، إنشاء ورشات صيانة وإدراج تكنولوجيات جديدة على غرار معالجة المعطيات (داتا بروسيس). وأجرى مجمع سوناطراك جلسة محادثات مع مسؤول «هوني ويل انترناشيونال» وهو مجمع صناعي أمريكي، رائد في مجال أنظمة التكنولوجيا العالية. فيما تجري سوناطراك أيضا محادثات بين «إيكسون موبيل» أول مجمع نفطي أمريكي، لطالما صنف كأهم مالك أسهم في البورصة العالمية، من أجل إنشاء شركة مختلطة في التنقيب واستغلال المحروقات. للإشارة، فقد حضر فعاليات هذه الطبعة التي ينظمها مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي بدعم من سفارة الجزائر بواشنطن، إلى جانب وزير الطاقة مصطفى قيطوني والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، وكاتب الدولة للطاقة الأمريكي المكلف بالنفط والغاز، شاون بينيت، إضافة إلى العديد من مسؤولي قطاع الطاقة في البلدين.