* email * facebook * twitter * google+ أكد نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس، بموسكو أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي قرر عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أبدى «استعداده لتسليم مقاليد الحكم بكل وضوح وشفافية للرئيس الذي سيتم اختياره عن طريق هذا الاقتراع». وخلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح أن المعارضة ستحظى بفرصة المشاركة في مراقبة الانتخابات، في إطار ندوة وطنية مكلفة بإصلاح النظام السياسي في الجزائر. واسترسل يقول أن «الانتخابات الرئاسية ستجري في ظروف جديدة، لأول مرة في تاريخ البلاد ستمنح فرصة المشاركة لكل الراغبين في ذلك»، مضيفا أن الاقتراع سيخضع لأول مرة لمراقبة لجنة انتخابية مستقلة»، حيث «ستتمكن المعارضة الجزائرية بعد ذلك من المشاركة بفعالة أكبر في العمل الحكومي»، حسب نائب الوزير الأول الذي، ذكر بأن الحكومة الجزائرية «ردت على تطلعات الشعب الذي يُعبر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن طريق مظاهرات كبيرة شملت كافة ربوع الوطن». وأكد، من جهة أخرى، أن الجزائر وروسيا «بلدان صديقان تجمعهما نفس المبادئ منها احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول». من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مغبة «محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر»، مؤكدا رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية. وقال لافروف أن موسكو تتابع تطورات الأحداث في الجزائر «باهتمام»، متابعا – حسبما نقلته وسائل إعلام روسية- «نشهد محاولات لزعزعة الوضع هناك، ونعارض بشكل قاطع أي تدخل فيما يجري بالجزائر. الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره واستنادا للدستور». الجزائر تطمئن شركاءها الدوليين وكان نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية قد تحادث أول أمس بروما مع رئيس الوزراء الايطالي جيوسيبي كونتي، حيث طمأن الشركاء الدوليين للجزائر. وعقب اللقاء، أكد لعمامرة قائلا «لقد استقبلني رئيس الوزراء الايطالي مطولا وقمت بتسليمه رسالة من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في إطار المشاورات المنتظمة بين بلدينا التي تستند الى معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون». وأضاف لعمامرة أنه تباحث مع السيد كونتي حول «آخر المستجدات في إيطاليا التي تتعلق ببناء أوروبا ومستجدات الجزائر التي يعيرها أصدقائنا الايطاليون اهتماما»، مشيرا إلى أن «الذين يراقبون حقيقتنا من بعد، لديهم الإحساس أن حالة من الخطر تتصاعد في الجزائر»، قبل أن يؤكد بأن الجزائر «التي تعرف بكونها مصدرة للسلم والأمن والاستقرار تطمئن شركائها الدوليين أن هذا الوقت الخاص من تاريخنا تدور أطواره في إطار داخلي». كما أوضح لعمامرة قائلا «لا توجد انشغالات خاصة بالنسبة لشركائنا الدوليين. وكدولة وكشعب، نحن جد متمسكين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا»، مسترسلا في هذا الصدد «نطمئن شركاءنا وندعوهم إلى مواصلة تطوير شراكتنا التي تعود بالنفع على الطرفين وممارسة العمل الدبلوماسي العادي لتبادل المعلومات، لكن نحذر مما تعده قوى الظلام ومنظمات غير حكومية وأفراد من محاولات تدخل في شؤوننا الداخلية»، مشددا على أنه في هذه الظروف «الأمة الجزائرية كافة ستقف كرجل واحد ف وجه هذه المطامع». كما أشار السيد لعمامرة إلى أن إيطاليا بلد شريك «مهم» بالنسبة للجزائر، مضيفا أنه اغتنم هذه الفرصة «لبحث العلاقات الثنائية، حيث تمت الإشارة إلى أنه منذ ثمانية أشهر مازالت الجزائر غير ممثلة في روما بسفير وأن هذه الحالة سيتم تسويتها سريعا». من جهة أخرى، أكد نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية أن «الدولة الجزائرية ترافق بشكل طبيعي جدا هذه الفترة المهمة في تاريخ بلدنا من خلال المبادرات التي يعرفها الجميع عبر الاستماع للشباب الجزائري الذي يعبر بأسلوبه وبكثير من العزم والاقتناع عن آمال ومطالب ديمقراطية واقتصادية واجتماعية». وأضاف أن «الدولة الجزائرية تحدد مسار تجميع قوانا وسبيل التشاور من أجل بناء الجمهورية الثانية معا والتي نتمنى جميعا تحقيقها كإطار مؤسساتي لنظام جديد، تكون فيه كرامة الجزائريين والجزائريات محترمة تماما في كافة الظروف». واعتبر السيد لعمامرة أن هذه الكرامة تتطلب تلبية الآمال وتمكين الشباب من رؤية مطالبهم محل تعبئة حاشدة من طرف الدولة الجزائرية، من حيث تحميل هؤلاء الشباب المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار». كما ينبغي، حسبه، «أن يكون الشباب الصانعين والمستفيدين الأساسيين لجهودنا في التنمية وكذا الحياة السياسية للأمة».