تحضر العائلة الجيجلية على غرار باقي العائلات الجزائرية للاحتفال بيوم عاشوراء، المصادف لليوم العاشر من شهر محرم الهجري، والذي تستقبله مجمل العائلات بالزكاة التي تسمى بالعامية "العشور"، وكذا بصيام يومي التاسع والعاشر من الشهر. وما يميز المائدة الجيجلية في صباح يوم عاشوراء، هو أكلة "بويشة"، وهي طبق تقليدي حلو المذاق، ابتكره أهل جيجل وتوارثوه جيلا عن جيل رغم تمكنهم من صنع الحلويات العصرية. ويكثر إعداد أكلة "بويشة" بوسط جيجل وبعض المناطق المجاورة مثل قاوس، تكسانة والعوانة، حيث يطلق عليها سكان هذه الأخيرة اسم "بوقشة"، ورغم الاختلاف في التسمية، إلا أن طريقة تحضيرها تبقي واحدة، اذ تحضر بمواد ذات فائدة صحية لجسم الإنسان، حسب ما أفادنا به كبار المنطقة، وهي التمر، الدقيق وزيت الزيتون، التي تخلط مع الماء ثم يوضع الخليط في "الكرشة"، وهي عضو ينزع من كبش العيد وتحتفظ به العائلة الجيجلية خصيصا لهذا اليوم، وبعدها يوضع فيها الخليط لتغلق بإحكام وتوضع في قدر لتنضج. وإذا كانت "بويشة" الأكلة الخاصة في عاشوراء، فإن الشيء المميز فيها هو أنها تستغرق حوالي 8 ساعات لتنضج وتستهلك في اليوم الموالي، أي أنها تطهى في اليوم التاسع وتؤكل في اليوم العاشر. ومازالت معظم العائلات الجيجلية محافظة على هذه العادة الحميدة التي تعبر عن فرحتها، ولمعرفة المغزى من إعداد هذه الأكلة، سألنا بعض النسوة، فذكرن بأنهن اعتدن منذ القديم استقبال يوم عاشوراء بالحلاوة، لا سيما وأن الحلويات والأطباق العصرية لم تكن موجودة آنذاك. الجدير بالذكر، أن إعداد هذا الطبق التقليدي يتم غالبا في موسم جني الزيتون، باعتباره يستهلك نسبة كبيرة من الزيت.