يحتفل الجزائريون كنظرائهم من مسلمي العالم بيوم عاشوراء العظيم الذي نصر الله فيه نبيه موسى على فرعون وجنده، فبقي اليوم رمزا لانتصار الخير على الشر يتمنى الجزائريون أن ينصر الله فيه إخوانهم الفلسطنيين من بطش إسرائيل الذي لم يبق ولم يذر. الاحتفال بيوم عاشوراء الأغر عادة لها أصولها في جل مناطق الوطن، يصومه الكثير من الجزائريين إقامة للسنة الشريفة، فقد صامه عليه الصلاة والسلام وحبب لأمته صوم التاسع والعاشر مخالفة لبني إسرائيل، ويبدو أن لصيام عاشوراء هذه السنة مكانة أكثر تميزا فقد بدأ الجزائريون قبيل حلول المناسبة الدينية بإرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف النقالة تدعو لصيام عاشوراء والدعاء لإخواننا في غزة بالنصر فهو يوم لإجابة الدعاء. عادات مختلفة اختلاف المناطق غالبا ما تصوم العائلات العاصمية يومي التاسع والعاشر من شهر محرم وتحييه بالذكر وكذا بإقامة الولائم من مأدبات العشاء التقليدية التي تتنوع بين الكسكسي والرشتة، وبين طبق القديد الذي طالما حرصت جداتنا وأمهاتنا على إعداده. للقبائل طقوس تميز عاشوراء في منطقة القبائل بأعالي تيزي وزو وبالضبط في ''واضيا'' تقام احتفالات بمناسبة عاشوراء، فقد ذكرت لنا خالتي تسعديت الطقوس التي تمارس في هذا اليوم، فأخبرتنا أن عاشوراء مناسبة يحتفل بها، ففي هذا اليوم تتجمع الحشود من كل المداشر للتبرك بالولي الصالح الشيخ منصور، فالتحضرات تبدأ قبل عاشوراء بأيام قليلة إذ تجمع التبرعات من سكان الدشرة ويتم شراء عجل وكباش وتذبح ليلة عاشوراء فتوزع أحشاؤها على الفقراء أما اللحم فيقطع ويحضر لطبخ الطعام بالفاصولياء الخضراء، كما تحضر مختلف المأكولات من أحدور والسفنج والمعارك والتغريفيين.. وفي يوم عاشوراء بالذات يجتمع شمل العائلات ويأتي الأقرباء من كل حدب وصوب حتى من خارج الوطن، يصعدون إلى الولي الشيخ المنصور لحضور الوعدة وتبدأ الطقوس بالدخول إلى مقام الشيخ للتبرك وهناك تتواجد جماعة من الشيوخ يقدم لهم نصيب من الأموال وهذا بهدف الدعاء على حد قول خالتي تسعديت ''يمدولنا دعاوي الخير''، ثم يضرب الدف ويرقص الحضور وعندما يحين موعد الغداء تجهز الموائد وتزين بأطباق الكسكس ليجتمع الحضور ليأكلوا جماعات جماعات. وعند فراغهم من الأكل يختلط الرجال والنساء وهذا بغرض الزواج فيختار العرسان عروساتهم وهذا يعتبر فأل خير في هذا اليوم وفي هذا المقام، وعند انتهاء الطقوس يربطون الحناء ويفترقون كما ذكرت لنا خالتي تسعديت أن هذه الطقوس تقام في مختلف مقامات الأولياء الصالحين كمقام '' جدي أحمد'' والذي يعتبر أكبر صلاح المنطقة و''سيدي يوسف'' و''تاقمون'' و''واحميدا''. أما في الغرب الجزائري وبالضبط منطقة الشلف فأخبرتنا السيدة نادية أنهم في عاشوراء لا يقصدون الأولياء الصالحين بل يقومون بتحضير الطعام بالقديد الذي يخبأ مند عيد الأضحى المبارك خصيصا لهذه المناسبة، وتقوم النساء بقص القليل من شعورهن بهدف تزكيته وتكحل أعينهن، كما لديهم بعض العادات التي ورثوها عن أجدادهم كعدم المشي في المياه وعدم لمس الاشياء المصنوعة من الحديد والحادة لأن الذي يقوم بهذه الأفعال سيصاب بالرعشة طوال حياته وتجمّع العائلة من الضروريات في هذا اليوم. أما الحاجة فطيمة من الجزائر العاصمة فأخبرتنا أنهم يخلدون المناسبة بجمع الأسرة والتذكير بقصة سيدنا موسى عليه السلام خصوصا للأطفال وعرضها بأسلوب جميل، ونحاول ربط دروس القصة بواقع اليوم ونعلمهم حقيقة الصراع بين الحق والباطل ونعلمهم عدم الخوف والحزن بل الثقة والطمأنينة بطاعة الله عز وجل، ونقرأ القرآن ونصلي النوافل ونصوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر لمخالفة اليهود، كما نحضر الرشتة أو الطعام ونقص قليلا من شعرنا ولا يجب أن يدخل وقت الظهر ونحن نغزل الصوف أو نقوم بتنظيف البيت.