يوم عاشوراء من بين أهم الأعياد الدينية التي تقيم لها الأمة الإسلامية وزنا وتحتفل بها بطرق مختلفة، لكن سائر مناطق الوطن تشترك في صيام هذا اليوم، لا سيما وأن يوم عاشوراء له فضل عظيم وحرمة خاصة. كما يشترك العديد من مناطق الوطن في الاحتفال بهذا اليوم من خلال الاغتسال والتطيب، أما الاختلاف فيكمن في طريقة تحضير بعض الأكلات الخارجة عن العادة مثل »الشخشوخة« و»البويشة«، »التريدة بالدجاج«... ولعل جيجل واحدة من المناطق الجزائرية التي طالما تمسكت بأصول الاحتفال بالأعياد الدينية، وهذا من خلال مختلف الحضارات المتعاقبة عليها، كالفينيقية والعثمانية، وخلف الوجود التركي موروثا ثقافيا وتاريخيا ثريا، ظل »الجواجلة« يحافظون عليه رغم التطور الحاصل في المجتمع، فها هي أكلة »بويشة« أو »بوقشة« تعود إلى العائلة الجيجلية في كل عاشوراء من محرم، تعبيرا عن فرحتهم بهذا اليوم، هذه الأكلة التي ظلت طبقا حكرا على العائلة الجيلجية منذ وقت طويل هو طبق تركي الأصل. وعشية عاشوراء شهدت محلات وأسواق جيجل إقبالا ملحوظا على شراء التمر الجاف والسميد الخشن أو ما يسمى لدى »الجواجلة« بالدشيشة، وكذا زيت الزيتون، وهي المواد التي تستعملها النسوة بجيجل لتحضير البويشة. أما عن طريقة التحضير، فقد أفادتنا الخالة الزهرة، أنها تبدأ بتحضير التمر من خلال نزع النوى وطهيه قليلا على النار، بعد ذلك تقوم بخلطه مع السميد وزيت الزيتون، ثم تعبئه في قارورات بلاستيكية، رغم أن العادة جرت أن يعبأ الخليط في »الكرشة« وهي الأعضاء الداخلية التي تحافظ عليها منذ عيد الأضحى، إلا أن هذه الطريقة تراجعت مع الوقت، لكن اللغز في هذه الأكلة يكمن في أن مدة الطهي تقدر ب 08 ساعات أي طيلة اليوم، ليتم فتح القارورات البلاستيكية في الصباح الباكر على شكل خليط جاف متماسك. وفي ذات السياق، أفادت متحدثتنا بأن أكلة »بويشة« تحتوي على مواد مفيدة للجسم كالتمر وزيت الزيتون، والكثير من الأطباء ينصحون بتناولها.. وهي مظاهر تتميز بها ولاية جيجل باختلاف مناطقها، فإلى جانب أكلة »بويشة«، تتفنن الفتيات في جيجل في وضع الحنة بنقوش مختلفة، ومن عادات الاحتفال أيضا قيام الفتيات بقص القليل من شعرهن في ليلة عاشوراء ظنا منهن أنه سيزداد طولا.