* email * facebook * twitter * google+ أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، أن البلد الآمن والمطمئن على حاضر أبنائه ومستقبلهم، هو ذلك البلد الذي "يمتلك جيشا قويا بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان ودلالات"، وأوضح الفريق أحمد قايد صالح، في كلمة توجيهية بُثت عبر تقنية التحاضر المرئي أول أمس، إلى كافة وحدات الناحية العسكرية ال4 بورقلة، في اليوم الثالث من زيارته إلى هذه الناحية، بأن "الاهتمام بنوعية الفرد العسكري المتخرج هو اهتمام بالتأكيد بدور هذا الفرد وبمساهمته الفاعلة في تقوية جدار وحصن قواتنا المسلّحة". وذكر في هذا الصدد وفقا لما ورد في بيان من وزارة الدفاع الوطني، بأن قوة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، "يستمدها أساسا من قوة تركيبته البشرية، التي بقدر ما تتفانى في اكتساب كل مقومات التمرس المهني والعملي المتوافق مع المهام المخولة، فإنها تتفانى أيضا وتعمل جاهدة على أن تكون قدوة حسنة ومثالا طيبا يقتدى به في حب الوطن والتضحية في سبيله"، مشيرا إلى أنها سلوكيات وخصال "تساهم المؤسسات التكوينية في غرس بذورها في عقول الأفراد وقلوبهم، بل لا تكتفي بغرس البذور وإنما تواصل مهمتها النّبيلة عبر تنمية هذه الخصال وترقيتها، وجعلها مرجعا ثابتا ومعيارا حاسما من المعايير الواجب الاعتماد عليها عند التقييم الدراسي وحتى المهني. وتلكم مهمة بل مسؤولية شديدة الحساسية يتعين على هذه المدرسة ومن خلالها كافة مؤسسات المنظومة التكوينية، أن تحرص على أدائها وإتمامها على النحو الأنجع والأصوب". كما حرص نائب وزير الدفاع، في نفس الوقت على تذكير أفراد الناحية ومن خلالهم كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي ب«ضرورة السهر الدائم والمتواصل واللامحدود على الوفاء لما عليهم من مسؤوليات، وأداء ما يجب عليهم من مهام نبيلة إقتداء بسلفهم من جيش التحرير الوطني". وقال في هذا الشأن بأن "الحس الوطني الذي تتحلّون به أنتم أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، أنتم أبناء الجزائر السيّدة والحرّة والمستقلّة، إنما هو وليد ذلك الحس التاريخي الذي يبقى دوما يمثل ليس فقط مصدر فخر ومنبع اعتزاز، وإنما أيضا يمثل شاحنا معنويا قويا يدفع بكم وبكافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، بل وبكافة أبناء الجزائر إلى المزيد من العمل المثابر، وإلى المزيد من العمل المثمر والمخلص للجيش وللوطن". وقال في هذا الإطار: "فإننا نحرص أشد الحرص على تكريم التاريخ الذي لا سبيل له سوى التذكر والاقتداء، والذي يبقى سبيله الأول بالنسبة للجيش الوطني الشعبي، هو الإصرار على أن يكون خير خلف لخير سلف وحتى يكون خير خلف لخير سلف عليه أن يجتهد بإخلاص من أجل تحقيق الأهداف النبيلة المسطرة". وأكد على "الحرص الشديد الذي تم إيلاؤه لمنح المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي الرعاية التي تستحقها، إنطلاقا من كونها تمثل المنبت الحقيقي للرجال والذي يزود القوات المسلّحة بنخب من الأفراد رفيعة المستوى وذات كفاءة عالية، مدركة كل الإدراك لطبيعة وحيوية المهام المسندة". وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قد خصص اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، لتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة، من بينها مشروع إنجاز مركز الراحة والعلاج بالمياه المعدنية ببسكرة، الذي يتربع على مساحة 21 هكتارا والذي سبق له أن وضع حجره الأساسي شهر أكتوبر 2017، على أن تنتهي به الأشغال قبل نهاية السنة الجارية. وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة ورفقة اللواء حسان علايمية، قائد الناحية العسكرية الرابعة، وبعد مراسم الاستقبال تابع قايد صالح، تمرينا بيانيا نفذه طلبة المدرسة بموضوع "مفرزة القوات الخاصة في مهمة تحرير رهائن تحتجزهم مجموعة إرهابية متحصنة داخل مبان"، وذلك باستعمال العربات الخفيفة المزودة بأنظمة سلالم الاقتحام والقنصي، وهو التمرين الذي ميزته السرعة الفائقة في تنفيذ مثل هذه الأعمال القتالية من قبل أفراد الوحدات الخاصة المتسمة بالدقة العالية والإحترافية الكبيرة، ما يؤكد ميدانيا "المستوى العالي للتكوين والتدريب الذي تمنحه هذه المدرسة العليا لطلبتها ومتربصيها بهدف الرفع الدائم من كفاءة وقدرة واستعداد أفراد القوات الخاصة للقيام بمختلف المهام ليلا ونهارا وفي كافة الظروف والأحوال". وفي ختام اللقاء استمع الفريق قايد صالح، إلى تدخلات الأفراد الذين جددوا التأكيد على قدرتهم واستعدادهم للقيام بمهامهم ليلا ونهارا وفي كافة الظروف والأحوال. كما قام الفريق أحمد قايد صالح، بتفتيش بعض وحدات الناحية وفقا لبيان ثان ورد إلينا أمس، وجاء فيه أن الفترة المسائية من اليوم الثالث من زيارة الفريق قايد صالح، إلى الناحية العسكرية الرابعة "تميزت بتفتيش بعض وحدات الناحية وترؤس اجتماع عمل مع أركان الناحية ومسؤولي المصالح الأمنية". وبمدخل مقر قيادة الناحية وبمعية اللواء حسان علايمية، قائد الناحية العسكرية الرابعة، "وقف الفريق قايد صالح، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل شيحاني بشير، الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلّد له وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار". ثم قام بتدشين بعض المرافق الإدارية، على غرار مبنى يضم مكاتب أركان الناحية، حيث تفقد مختلف أقسامه وترأس بعدها اجتماع عمل ضم قيادة وأركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وقادة الوحدات ومسؤولي مختلف المصالح الأمنية، استمع خلاله إلى عرض شامل حول الوضع العام للناحية قدمه قائد الناحية. وبهذه المناسبة ألقى الفريق قايد صالح، كلمة توجيهية جدد فيها التذكير ب«الجهود الحثيثة التي تم بذلها في سبيل توفير كافة الإمكانات الضرورية التي تكفل لوحدات الناحية المنتشرة على طول الشريط الحدودي أداء مهامها بالفعالية المطلوبة". وأكد في هذا السياق أنه "تم توفير كافة عوامل النجاح المطلوبة وتهيئة كل سبل التطور المهني المحترف من حيث التجهيز والتكوين والتحضير والتحسيس"، مضيفا "إننا ندرك جيدا أن كل هذه الجهود المبذولة في السنوات القليلة الماضية، على أكثر من مستوى قد أثمرت نضجا مهنيا رفيعا وتمرسا قتاليا وعملياتيا عاليا وأنتجت وعيا شديدا بحساسية المهام الموكلة وبضرورة أدائها على الوجه الأصوب". وخلص رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى القول: "فبقدر هذا الارتياح الذي نشعر به كلما تفقدنا الأفراد والوحدات والنواحي والقوات، فإننا نبقى دوما نطلب المزيد لأن التحديات متوالدة ومتسارعة، والجزائر تستحق من كافة أبنائها في كافة مواقعهم بأن يكونوا حصنها المنيع، وهنا يكمن سبب ارتياحنا لأننا نشعر فعلا أن الجيش الوطني الشعبي هو سليل فعلي لجيش التحرير الوطني، فلا خوف على وطن يتشبّع أفراد جيشه بقيم تاريخهم الوطني ويعتبرون تثمين عبره والاستفادة من دروسه بمثابة المنارة التي يهتدون بنورها على مسار امتلاك المزيد من القوة التي بها تُحفظ هيبة الجزائر وتصان سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية والشعبية".