* email * facebook * twitter * linkedin حذر أساتذة جامعيون من مخاطر استمرار إضراب الطلبة وهجرانهم لمقاعد الدراسة في خضم الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد بما قد يقود إلى سنة بيضاء هم أول ضحاياها، ناهيك عن تأثيراته السلبية حتى على الحراك نفسه الذي جاء من أجل تصحيح ممارسات خاطئة وتغيير سلوكات سلبية وليس لتكسير الجامعة أو إلحاق الضرر بأي مجال كان. في اتصال ل«المساء» أمس، أكد أستاذ كلية الإعلام والاتصال عمار عبد الرحمان أنه يضم صوته إلى صوت الأغلبية ذات المنطق الفعلي التي تدعو الطلبة وهم الذين ينتمون إلى النخبة، إلى العودة إلى مقاعد الدراسة لمزاولة تحصيلهم العلمي بما يخدم مصلحتهم ومصلحة الحراك الشعبي ومصلحة البلد ككل. وحذر أنه في حال استمرار الإضراب بما قد يؤدي، سواء إلى التمديد أو الذهاب إلى سنة بيضاء، فإن الطالب هو الضحية الأول بالنظر إلى حجم المشاكل التي ستنجم عن مثل هذا الوضع الذي وصفه ب«الكارثي» خاصة مع الدخول الجامعي المقبل والتحاق آلاف الطلبة الجدد الحاصلين على شهادة البكالوريا. وقال إن الطالب مكانه الأصلي هو مقاعد الدراسة ولا يجب أن يشعر أنه مطالب بالدفاع عن مطالب هي نفسها مطالب الجميع التي يرفعها الحراك كل يوم جمعة وتدعمها كل فئات المجتمع الجزائري بدون استثناء من طلبة وعمال وموظفين وغيرهم. وأضاف بأن هذا الحراك لم يأت فقط من أجل المطالبة باستبعاد فلان أو علان وإنما جاء للمطالبة بأكثر من ذلك وهو إعادة النظر في الكثير من الأمور ومنها النظام البيداغوجي للتعليم العالي. وحتى إن أشاد الأستاذ عمار عبد الرحمان بالوعي الكبير الذي أظهره الطلبة في دعهم للحراك، فقد أكد بالمقابل إمكانية مواصلة هذا الدعم بألف طريقة كمواصلة المسيرات التي ينظمونها كل يوم ثلاثاء والانضمام إلى المظاهرات العارمة التي تشهدها البلاد كل يوم جمعة. وحيا في هذا السياق الوعي الكبير الذي أظهره طلبة كلية الإعلام الذين قرروا العودة إلى الدراسة وإجراء الامتحانات الاستدراكية بدءا من هذا الأسبوع، في نفس الوقت الذي أكد فيه أنه كأستاذ جامعي يخاف على مصير الطلبة ويحاول تذكريهم بأن مصيرهم بأيديهم. نفس الموقف ذهب إليه الأستاذ لزهر ماروك الذي حذر بدوره من أن استمرار إضراب الطلبة لا يخدم لا مستقبل هؤلاء ولا الحراك الشعبي ولا الجامعة الجزائرية التي ستتدهور صورتها وتمس مصداقية شهاداتها على المستوى الدولي. وقال في اتصال هاتفي مع «المساء» إن الإصرار على مواصلة الإضراب سيخلق عدة مشاكل خاصة مع الدخول الجامعي المقبل بالتحاق مزيد من الطلبة الجدد بما يؤدي إلى خلق الاكتظاظ وكيفية التعامل مع الطلبة الراسبين. وحتى بالنسبة لمواصلة الدراسة في الصيف، فقد أكد أنه يبقى أمر جد صعب سواء للطالب أو الأستاذ الجامعي. وبرأيه، فعلى الطلبة مزاولة دراستهم دون أن يمنعهم ذلك من دعم الحراك من خلال مواصلة مسيراتهم يوم الثلاثاء ومشاركتهم في مظاهرات الجمعة لكن بدون أن يكون ذلك على حساب مستقبلهم والذي هو في الأصل مستقبل البلد. وقال إن الطلبة لحد الآن أظهروا وعيهم في دعم الحراك لكن عليهم أن يكونوا أكثر وعيا بشأن تحصيلهم العلمي، حتى أنه طلب عمداء الجامعات بالتدخل من أجل وضع رزنامة لاستئناف الدراسة وإجراء الامتحانات لتفادي شبح السنة البيضاء. للإشارة، فقد كانت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي «كناس» اعتبرت في بيان أصدرته قبل أيام أن الإضراب الذي دخل فيه الطلبة منذ عودتهم من العطلة الربيعية لا يخدمهم ولا يخدم الحراك الشعبي ولا الجامعة. وهو ما جعل «الكناس» يطالب الطلبة بالعودة الفورية لمقاعد الدراسة ومواصلة دعمهم للحراك الشعبي بالتوازي مع ذلك، خاصة أيام الثلاثاء من كل أسبوع داخل الجامعات وأيام الجمعة مع جموع الشعب الجزائري. كما شجع على فتح ورشات جامعية لتأصيل الفكر الجامعي والمساهمة في بناء الوعي النخبوي للحراك الشعبي في مطلب عملت به بعض المؤسسات الجامعية على غرار المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي.