لايزال طلبة جامعة مستغانم كغيرهم من باقي الجامعات الجزائرية متمسكين بالحراك المتواصل منذ 22 فبراير الماضي ، ضامّين أصواتهم إلى صوت الشعب الذي يطالب برحيل رموز النظام السابق، واستقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، وحل حكومة نور الدين بدوي. حيث يتجمعون يوميا في بهو الجامعة ، رافعين شعارات تطالب باستقالة بن صالح، أمام مرأى من أعوان الشرطة الواقفين بمحاذاة الباب الخارجي للجامعة و ضاربين عرض الحائط الدروس الجامعية والامتحانات حتى ترضخ السلطة لمطالب الشعب.وفي هذا الإطار ، أجمع العديد من الأساتذة بجامعة مستغانم ، أن معظم الطلاب المشاركين في الحراك والمبتعدين عن الدراسة يواجهون نقصا كبيرا في تحصيل الدروس بناء على رزنامة الجامعة للسنة الدراسية الحالية ، وهو – حسبهم - ما يضع الجامعة في مأزق السنة البيضاء ، و أكدوا أن هذا الأمر يؤثر أيضا على قطاع التربية بما أن الحراك يشارك فيه أيضا الثانويون المقبلون على إجراء الباكالوريا. *خبير في الإقتصاد شارف قيوس يدعو للعودة إلى مقاعد الدراسة لتفادي السنة البيضاء و دعا الأستاذ في الاقتصاد شارف قيوس الطلبة إلى العودة إلى مقاعد الدراسة تفاديا لشبح السنة البيضاء و عدم الانسياق وراء الدعوات المجهولة للإضراب و شل الجامعات عبر مختلف ولايات الوطن. و أشار إلى بقاء خمسة أسابيع تفصل فقط عن نهاية السنة الدراسية ، إلا أن أغلبية جامعات الوطن لم تنطلق في دروس الفصل الثاني وحتى أن بعض الجامعات لم تباشر لحد الآن الامتحانات الاستدراكية الخاصة بالفصل الأول. كاشفا أن تعطيل الدراسة لأسبوع آخر سيؤدي لا محالة إلى إغلاق الجامعة والى إعلان السنة البيضاء. * مختص في علم الإجتماع يقول أن الجامعة تحوّلت من التحصيل العلمي إلى التركيز السياسي وتأسف أستاذ آخر في علم الاجتماع على تحويل الجامعة من التحصيل العلمي إلى التركيز السياسي ، مؤكدا أن الجامعة تسير وفق انفعالات لا نفع لها بالنسبة للحراك الشعبي، إذ يمكن حسبه الخروج بالمسيرات في أوقات لا تضر بالتحصيل الدراسي. الطلبة متمسكين بالتضحية من أجل تحقيق أهداف الحراك في حين يرى غالبية الطلبة عكس ذلك ، حيث أكدوا في تصريحاتهم أنهم يواصلون الاحتجاج حتى ولو كلفهم ذلك السنة البيضاء. وفي هذا السياق ، يقول احدهم من جامعة "ليطا" بأنهم مع الحراك منذ البداية، و أن الجامعة الجزائرية ستظل المحرك الأساسي لأي تغيير، ومقاطعة الدروس من شأنها أن تعطل المسار الدراسي هذا العام، غير أن هذه التضحية ستحقق الأهداف المرجوة من الحراك الشعبي. و صرح طالب آخر قائلا:" نحن مع التحصيل العلمي لبناء المستقبل ، ولكننا في الوقت نفسه ملزمون بالانضمام للحراك الشعبي خدمة للبلاد" وأضاف :" السنة البيضاء أفضل من مستقبل اسود للجزائر". هذا واستنكر مجلس أساتذة التعليم العالي "الكناس" خروج الطلبة إلى الشارع على حساب تحصيلهم العلمي ، متهما جهات بالعمل على استغلال الحراك لتعفين الوضع بالجامعة الجزائرية . و أشار احد ممثليه أن دعوات الإضراب و شل الجامعات لم يتبناها أي تنظيم طلابي، و هو ما يثير عدة شكوك حول الهدف منها، حيث هناك حسبه جهات معينة تستغل الحراك لأجل تعفين الوضع بالجامعة الجزائرية .