وجدت مصر نفسها مقحمة في الحرب الإسرائيلية المتواصلة للأسبوع الثالث على قطاع غزة رغم اعتبار أن هذه الحرب لا تعنيها وهي قائمة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".وبعد ان كانت مصر مجرد وسيط بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أنها وجدت نفسها أمس من حيث لا تدري طرفا في كل الترتيبات التي يمكن أن تتم في المنطقة لوقف العدوان الإسرائيلي بعد أن اعتبرتها إدارة الاحتلال طرفا معنيا في كل ما يجري بدعوى تهريب أسلحة من منطقة سيناء إلى قطاع غزة وتغاضي السلطات المصرية على ذلك. واعتبرت إسرائيل أمس أن مهمة منع تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة يجب أن تقوم بها القوات المصرية وقال رئيس وزرائها ايهود اولمرت أن المطلوب تقديم ضمانات بهدم الإنفاق ووقف تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية باتجاه غزة قبل وقف إطلاق النار مشيرا في الوقت ذاته إلى تأييد دولة الكيان الصهيوني إلى نشر قوات دولية على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة. وتسعى إدارة الاحتلال إلى وضع آلية جديدة تمنع قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تلقي الأسلحة التي تقول أنها مهربة عبر أنفاق سرية تحت الأرض مابين سيناء المصرية وقطاع غزة. غير أن مصر التي لعبت دورا رئيسيا في اتفاق التهدئة الأخير بين حركة حماس وإسرائيل رفضت نشر قوات دولية فوق أراضيها على طول حدودها مع قطاع غزة ودافعت عن موقفها كونها توفر كامل المراقبة. وذهب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى تحميل إدارة الاحتلال مسؤولية تهريب الأسلحة إلى داخل القطاع وقال أن هذه الأسلحة تأتي عن طريق البحر بعدما فرضت إسرائيل حصارا مشددا على غزة. وأضاف رئيس الدبلوماسية المصرية أن الإسرائيليين يتحدثون عن الحدود المصرية مع قطاع غزة وكأن الأمر يتعلق بمناطق القبائل في شمال غرب باكستان ولكن نحن مسيطرون تماما على حدودنا. ولكن إسرائيل قالت أمس أنها لا تطالب بنشر قوات دولية في الأراضي المصرية معتبرة انه من الأفضل تفادي كل مجادلة كلامية مع القاهرة حول هذا الموضوع الذي وصفته بالحساس. ومن وجهة نظر القاهرة فإن تسوية هذه القضية يتم عبر تعزيز قواتها الأمنية عبر الشريط الحدودي مقابل تعزيز قوات السلطة الفلسطينية متى تمكنت من العودة إلى معبر رفح إضافة إلى تلقي مصر مساعدات وتعزيزات على الجانب الآخر بمساعدة مهندسين أجانب مختصين في مجال الأنفاق. والواضح أن مسألة تحديد مستقبل حدود غزة وخاصة ما يتعلق بقضية تهريب الأسلحة أدت إلى نشوب خلافات عميقة بين مواقف الطرفين المصري والإسرائيلي وهو الأمر الذي كشف عنه رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية خلال عرضه لنتائج اللقاءات التي أجراها مؤخرا في القاهرة حول الاقتراح الفرنسي المصري لوقف إطلاق النار. وقالت مصادر استخباراتية غربية أن إسرائيل تريد من خلال حربها على قطاع غزة تدمير الأنفاق السرية المخصصة لتهريب الأسلحة واعتبرت أن هذه الأسلحة التي من بينها صواريخ روسية وصينية وإيرانية يتم نقلها من السودان أو اليمن عبر بواخر باتجاه مخابئ سرية في صحراء سيناء المصرية.