* email * facebook * twitter * linkedin أطلقت عملية لجمع البذور لتعميم ومضاعفة توطين أشجار أكاسيا راديانا وفستق الأطلس عبر المناطق القاحلة بولاية غرداية، حسبما أفاد محافظ الغابات بالنيابة السيد محمد عامر بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيئي، مشيرا إلى أن هذه العملية ستسمح بمضاعفة شجيرات هذا الصنف من الأشجار المستوطنة بمشتلة زلفانة، بما يمكن من تجنب انقراض هذا الصنف المرتبط بالتصحر وتدعيم كثافتها من خلال هذا الغرس المستدام. تنفذ هذه العملية على ضوء نتائج دراسة حماية أكاسيا راديانا وفستق الأطلس التي أنجزت من قبل المكتب الوطني للدراسات والتنمية الريفية بطلب من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لحساب المديرية العامة للغابات، مثلما شرح المسؤول. وأكد أنّه "من خلال الوسائل المعقولة، وبالتزام كامل من الجميع، يمكننا إعادة الاعتبار وتطوير هذا الصنف من الأشجار الغابية الذي يتعرض إلى استغلال مفرط من قبل الإنسان وكذا للانجراف ونقص المياه بغرض المحافظة على التنوع البيئي، والإبقاء على التوازنات الكبرى الطبيعية". وأصبحت أكاسيا راديانا (المعروفة بالعربية باسم الطلحة وأبيسغ بالأمازيغية) والتي طالما كانت مهملة لوقت طويل، وتعد صنفا يتكيف بشكل جيد مع الجفاف، كما يعرف كذلك بفعاليته في تثبيت الرمال ومكافحة التصحر، (أصبحت) تكتسي أهمية كبيرة لدى محافظة الغابات بالولاية، بهدف تعميمها وحمايتها، حسبما أضاف المسؤول نفسه. وتشمل شجرة أكاسيا راديانا التي تنتشر بجنوب الولاية بمنطقة المنيعة تحديدا مساحة تتجاوز 14.500 هكتارا، بكثافة تتراوح بين 20 إلى 30 في المائة، مثلما لاحظ من جهته مسؤول الثروة الحيوانية النباتية بمحافظة الغابات لولاية غرداية. هذا الصنف من الأشجار الغابية التي تحمل مميزات متعددة يؤدي دورا هاما بالمناطق الصحراوية لاسيما من حيث غطاء المراعي لتغذية المواشي. كما تستعمل أيضا في الصيدلة التقليدية الصحراوية، لاسيما باستخدامها على شكل صمغ مستخرج منها وأوراقها وثمارها، مثلما شرح السيد عبد الوهاب شداد. كما يشكل من جهته فستق الأطلس (المعروف بالعربية بالبطمة وإيغ بالأمازيغية) جزءا من الثروة الغابية للصحراء المهدد كذلك بالانقراض، ويحصي نحو 700 شجرة منتشرة بمنطقة شمال الولاية (بريان والقرارة وضاية بن ضحوة). وتعد شجرة فستق الأطلس ذات الإستعمالات المتعددة، حصنا بيولوجيا في مكافحة التصحر باعتبار أن المنظومة البيئية تضمن حماية التربة ضد ظاهرة الانجراف، وتساعد أيضا على تغذية مياه الطبقات السطحية. وتتميّز ثمرتها "الفتسق" بكونها غنية بعنصر الزيت ي ولها طاقة حيوية ومفضلة بشكل كبير لدى السكان، وينتج من لحائها مادة الراتنج المعجون (صنوبري لزج) الذي يستعمل لأغراض طبية. وفي محاولة منهم للمحافظة على شجر أكاسيا راديانا وفستق الأطلس وتعميمها ومضاعفة مساحاتها، يقوم أعوان المحافظة بجمع وبشكل منهجي البذور التي يعاد زرعها أو المحافظة عليها بهدف اختبارها بالمشاتل، بغرض تجنب انقراض هذا الصنف من الأشجار الغابية التي تحمل فوائد كثيرة بالنسبة للمناطق القاحلة بجنوب ولاية غرداية. كما وضع مسؤولو محافظة الغابات أيضا وفي الآونة الأخيرة فرقة مختصة بالتعاون مع الدرك الوطني لمكافحة القطع غير القانوني للأشجار الغابية والصيد العشوائي للحيوانات البرية، وكذا تهريب الثروة الحيوانية والنباتية البرية طبقا لاتفاقية الصندوق العالمي للطبيعية.