وصلت أمس خمس عائلات جزائرية متكونة من 22 فردا الى الجزائر، حيث كان في استقبالها بمطار هواري بومدين وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس. وقد حطت الطائرة التي كانت تقل الرعايا الجزائريين وهم خمسة نساء و17 من أطفالهن بمطار هواري بومدين قادمة من مطار العريش المصري بعد أن تم إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح الخاضع للسلطة المصرية. ولم تصدق تلك العائلات أنها نجت من جحيم القتل والدمار الذي يقوم به الكيان الصهيوني منذ 27 ديسمبر من العام الماضي، ولكن حسرتهم كبيرة أيضا وحزنهم كان باديا على وجوه الجميع لأنهم تركوا أهلا بغزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وأوضحت تلك العائلات للصحافة التي تنقلت الى المطار لتغطية حدث وصولهم أنها كانت بين نارين. ووصفت النسوة الخمسة وصولهن إلى بلدهن الأصلي ب"المعجزة" بعد أن تمكّن من النجاة مع أبنائهن من القصف الإسرائيلي، لكنهن عبرن عن حزنهن الكبير لأنهن تركن وراءهن أزواجهن الذين لم يتمكنوا من اجتياز معبر رفح بغزة، وكذا أهلهن بالقطاع. السيدة رحماني فاطمة أم لخمسة أطفال تنحدر من مدينة سيق بمعسكر قالت للصحافة وهي تذرف الدموع حسرة على ترك زوجها بغزة بأنها لم تعش في حياتها مثل تلك المأساة التي وصفتها ب"الكابوس المستمر بكل أسف". وقالت "حتى ولو أبدأ في وصف الأحداث التي عشناها اثناء العدوان لن تستطيعوا أن تتصوروا ذلك "وأضافت بعدما سكتت للحظة "آه يارب لقد تم تدمير كل شيئ". هناك العشرات من القتلى كل يوم. عمليات القصف لم تتوقف، لا يمكن تصور ذلك". وبنفس الشعور عبرت السيدة خيرة بلقاسم من ولاية البيض وهي أم لثلاثة أطفال عن حزنها العميق لما حدث ويحدث من تقتيل لسكان غزة، وقالت السيدة بلقاسم التي تقيم بغزة منذ 10 سنوات أن زوجها الذي بقي في غزة هو الذي شجعها على الذهاب إلى الجزائر من أجل سلامة الأبناء الذين يوجد من بينهم أحمد وهو رضيع في الشهر الثاني من العمر. وأضافت "إننا لم نكن ننام تقريبا، الليالي كانت تتشابه مع النهار بالنسبة لنا، والإسرائيليون لا يفوتون أية فرصة لإلقاء القنابل التي تصم انفجاراتها الآذان وتسمع من عدة كيلومترات". وأضافت "إن أبنائي الذين تعودوا على أصوات انفجارات القنابل أصبح توقفها في أحيان قليلة أمرا غريبا بالنسبة لهم ". وأكدت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "كثفت من غاراتها على حدود رفح مدمرة كل ما يرمز للحياة". وفي وصفها لمعاناة سكان غزة ذكرت بالرعب الذي يتملك الأطفال بسبب أصوات القنابل والتحليق المتواصل للطائرات المقنبلة الإسرائيلية وأصوات نيران أسلحة القوات الإسرائيلية الإجرامية. ومن جهتها ذكرت السيدة عائشة حملاوي أرملة شرطي فلسطيني اغتيل في اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على غزة وأم لستة أطفال أن الشهادة كانت على كل لسان حيث كان الموت يخيم في كل لحظة. واعترفت هذه العائلات ان الحظ كان حليفها في الوصول الى معبر رفح بالرغم من استمرار قصف الطيران الإسرائيلي غير انها عبرت عن قلقها على مصير العائلات الجزائرية التي بقيت في غزة. وألحت على ضرورة الإشادة بالجهود المبذولة من طرف المسؤولين الجزائريين بعين المكان ومن قبل سفارة الجزائر بالقاهرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة حيث لم تتوقف الاتصالات معهم. ونوه السيد ولد عباس بجهود الهلال الأحمر الجزائري في الميدان لإجلاء هؤلاء الرعايا خاصة وأن الظروف لم تكن سهلة، موضحا أن الاتصالات لا زالت متواصلة مع باقي العائلات التي تريد العودة الى الوطن.