كان رواق محمد راسم مند أكثر من أسبوع عبارة عن فضاء زمانى ومكانى لمجموعة من اللوحات الزيتية رسمت معالم جزء من الفنون التشكيلية الجزائرية مابعد الاستقلال وهو تاريخ كان بمثابة الانطلاقة لكل فنانينا، بما تحمل هده الفترة لأكثر من دلالة دات معانى تاريخية ورمزية على الخصوص. فمند الثامن جانفى الجارى يحتضن رواق محمد راسم بنهج باستور بالجزائر العاصمة معرضا للفنون التشكيلية تحت عنوان ''الفنون التشكيلية فى الجزائر عبر الزمن'' يسهر على تنظيمه الاتحاد الوطنى للفنون التشكيلية تحت رعاية وزارة الثقافة. هذا المعرض عبارة عن بانوراما مصغرة لفن الرسم الزيتى فى الجزائر وهو بمثابة نافدة صغيرة تطل على نمادج من الأعمال لبعض الفنانين التشكيليين الجزائريين خلال حقبات زمنية متعاقبة، لأنه وكما لوحظ فان قاعة ''راسم'' لا تتسع لآلاف الاعمال التى انجزت حتى اليوم وتحمل ثراء ثقافيا متنوعا، وهو ما حدا بالمنظمين إلى اختيار مجموعة من الوحات التى تستجيب إلى مجموعمة من المعايير الفنية وحظورا لعارضيها. والمتتبع لهذا المعرض فان جل الاعمال المعروضة اهؤلاء الفنانين تحمل الونا واطيافا جد معبرة وهو ما يعبر عن نفسية الفنان الجزائرى الذى استطاع اضفاء القيمة الحقيقية على اعماله . والملاحظ أن لكل لوحة من الوحات المعروضة تروى قصة ما أو بالأحرى قصة موحدة هى تاريخ الفن التشكيلى الجزائرى، وهذا من خلال مرحلة من مراحله المختلفة عاكسة بدلك خصوصيات المجتمع الجزائرى فهى تحمل بين طياتها أحداثا سعيدة أو حزينة شخصية أو جماعية ترتبط بالحي أو المدينة مصطبغة بصبغة قاتمة أو زاهية.. حسب دوق ولون صاحبها.. اللوحات تضفى من جهة أخرى وحسب ترتيبها الزمنى تناسقا وانسجاما لا مثيل لهما مما يشد اهتمام الزائر ومن خلال هذه اللوحات المتداخلة، أيضا هذا التناسق الجميل بين أعمال فنانين تشكيليين كبار وأعمال لفنانين شباب سيحملون يوما ما المشعل ممن سبقوهم وهو ما يعبر بصدق عن التنوع للمراحل المختلفة التى مرت بها الفنون التشكيلية الجزائرية مند الاستقلال وحتى اليوم. ومن حيث الطابع والتيارات المختلفة التى صبغت هذه اللوحات فانها تتداخل فيما بينها دون أن تعطى الأولوية أو الاسبقية للإمتياز أو المصداقية التاريخية، بل جاءت معبرة عن تجارب الفنان بما يحيط به فى هذا العالم، وهى لوحات لفنانين مشاهير أمثال'' شقران وخدة و نورالدين فروخى وخيرة بوسليمان وزبير هلال وغانم.. وغيرهم.'' والجدير بالملاحظة أن الزائر وهو يجوب بين هذه اللوحات فانه يحس دون شك انه بين أحضان فن جديد يمتاز بحرية أكبر، وإشراقة مطلقة مع الإشارة فإن نفس المعرض سبق وأن احتضنه مؤخرا متحف الفنون الحديثة بالقاهرة ونال إعجاب الزوار. ------------------------------------------------------------------------