على هامش اللقاء الجهوي التحضيري لانعقاد الندوة الوطنية الثانية حول السياسة القطاعية للتكفل بالشباب - المقاطعة الجهوية للجزائر - حضرت "المساء" فعاليات الورشة الخاصة بجهاز التكفل بالشباب بدون مستوى دراسي، الذي استحدثت في أكتوبر الماضي لمساعدة الشباب الراغب في الحصول على مهنة، وقد وضع المشاركون المتمثلون في إطارات ومديري معاهد التكوين المهني ومتربصين بمراكز تيزي وزو وبومرداس، جملة من التوصيات للتكفل بهذه الشريحة من الشباب. " هؤلاء الشباب لديهم حق المشاركة في الحياة المهنية والمساهمة في الاقتصاد الوطني في القريب العاجل..." هكذا بدأت السيدة قندود جزيرة، مديرة مركز تكوين مهني بتيزي وزو ورئيسة الورشة، حديثها عن هذه الفئة من الشباب التي حرمت من التعليم لسبب أو لآخر، وهي الفئة التي لم تلتحق بالمدارس أبدا. وأشارت هنا إلى النسبة المرتفعة في صفوف الفتيات اللائي لم يلتحقن بمقاعد الدراسة بأسف كبير. وأضافت المتحدثة قائلة أن هذا التكوين يساعد الشباب على القراءة والكتابة أيضا. وأشارت إلى الجهود المبذولة من طرف جمعية محو الأمية - اقرأ - في مساعدة الشباب على تخطي مشكل الأمية، حيث أبرمت المراكز اتفاقيات مع الجمعية لإرسال الشباب للتكون بها. وقد التحق 1500 شاب متربص بمراكز التكوين المهني بتيزي وزو مند شهر سبتمبر، ومن المنتظر أن يحصل هؤلاء المتربصين على محلات لمزاولة نشاطهم الحرفي وفق الاتفاقية المبرمة بين الوزارة والبلديات، حيث اجتمع وزير التكوين والتعليم المهنيين برؤساء الدوائر لأزيد من عشرين ولاية طارحا الموضوع لتفعيل مساعدة الشباب. وقد أكد المشاركون ضمن مجموع التوصيات التي خرجت بها بعد يومين دراسيين، على ضرورة إعداد هذا العقد لفائدة الشباب دون مستوى دراسي، أي الشباب الذي غادر مقاعد الدراسة مبكرا أو الذين لم يلتحوا بالمدارس أبدا، لاسيما في المناطق المعزولة، والمسجلين في مؤسسات التكوين المهني، وهذا عند بداية تكوينهم من أجل تسهيل إدماجهم المهني. كما أعرب المشاركون في هذا اللقاء عن أملهم، في أن تستفيد هذه الشريحة من مشروع 100 محل لكل بلدية وان يرفع السن الأقصى للاستفادة إلى 38 سنة حتى يتم استغلال إحدى آليات منح القروض في إطار الإجراءات التدعيمية للتشغيل، لاسيما الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، كما ستسمح هذه الإجراءات لهؤلاء الشباب بالاندماج الفعلي في الحياة المهنية الاجتماعية ومنه المشاركة في التنمية الاقتصادية التي تحتاج إلى جهود كل أبناء الوطن، خصوصا أن الحرف اليدوية المفتوحة لهم تتعد 80 اختصاصا يدويا منها البناء، الترصيص والدهن، وقد حددت مدة التكوين بستة أشهر يتعلم خلالها المتربص الخطوط العريضة للمهنة، حيث أكد السيد حريقي رابح، رئيس مصلحة مديرية التكوين المهني لبومرداس، أن هذا التكوين سيكون أرضية خصبة لإعداد المتربص لتعلم حرفة ستقيه متاعب الزمن ويتمرس فيها مع مرور الوقت، وضرب مثلا بالشاب الذي يختار البناء قائلا "إذا استطعنا أن نعلم الشاب آلية التعامل مع الإسمنت والرمل وكيفية تحضير العجينة وإلصاق قطع الآجر، نكون قد خطونا خطوة، لأنه مع مرور الوقت سيتمكن من بناء السور وبعده منزل وهكذا دواليك".