غادر آخر جندي إسرائيلي أمس قطاع غزة خمسة أيام بعد قرار إدارة الاحتلال بوقف أحادي الجانب لإطلاق النار وبعد 22 يوما من أبشع مذبحة مقززة فاقت في بشاعتها كل التصورات وخلفت استشهاد أكثر من 1300 شهيد دون الحديث عن الدمار الكارثي الذي تركته آلة الحرب الإسرائيلية في كل مدن قطاع غزة. وسجلت حركة حماس هذه الخطوة بارتياح على اعتبار أنها إحدى مطالبها المحورية ولكنها أكدت أنها غير كافية في انتظار رفع الاحتلال للحصار المفروض على قطاع غزة وفتح كل المعابر المؤدية إليه كشرط مسبق لأية ترتيبات للتوصل إلى هدنة محدودة المدة مع الكيان الإسرائيلي المحتل. وكانت مختلف فصائل المقاومة الإسلامية في قطاع غزة أمهلت الاحتلال الإسرائيلي أسبوعا واحدا لسحب كل قواته قبل استئناف المواجهات وأكدت أن ذلك يبقى احتلال لا يمكن تقبله مهما كانت المبررات. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أمس أن آخر جندي قد غادر الحدود بين قطاع غزة وارض فلسطين التاريخية المحتلة ولكنه أكد أن هذه القوات ستبقى متمركزة على طول الحدود بدعوى مواجهة أية تطورات ميدانية محتملة. وقللت حركة المقاومة الإسلامية حماس من أهمية هذا الانسحاب وأكد فوزي برهوم الناطق باسمها في قطاع غزة في أول رد فعل للحركة أن الانسحاب غير كاف ولن يحل الأزمة وأكد أن "حماس" تصر على رفع الحصار وفتح المعابر لتمكين الشعب الفلسطيني للعيش في طمأنينة وسلام. وقال برهوم أن هذه المسائل تبقى شروطا لأية مفاوضات محتملة مع إدارة الاحتلال لبحث التوقيع على هدنة جديدة بين الجانبين. وكان التلميح واضح باتجاه الدعوة التي وجهتها السلطات المصرية باتجاه حركة حماس وإسرائيل للمجيء اليوم الخميس إلى القاهرة من اجل بحث الآليات الكفيلة بتفادي تكرار ما وقع في قطاع غزة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية جمعاء. وتعد تصريحات فوزي برهوم بمثابة رد صريح على الدعوة المصرية التي يتعين على سلطاتها الحصول على تعهدات إسرائيل برفع الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح المصري. وتؤكد حركة حماس أن إعادة هذا المعبر يبقى أمرا استراتيجيا بالنسبة لها على اعتبار أن الاتفاق الموقع عليه سنة 2005 الخاص بتسييره لم يعد صالحا بعد كل ما وقع. وكانت السلطات المصرية تحججت بهذه الاتفاقية للإبقاء على المعبر مغلقا في وجه مرور سكان غزة وفرارهم من جحيم الآلة الإسرائيلية التي ذبحتهم في أبشع مظاهر الابادة الجماعية دون أن يتحرك ضمير العالم لوقف المحرقة التي طالتهم لأكثر من ثلاثة أسابيع كاملة. وطالب الاتحاد الأوروبي أمس من إدارة الاحتلال بإعادة فتح المعابر مع قطاع غزة وتثبيت قرار وقف إطلاق النار. وجاء الطلب الأوروبي خلال اللقاء الذي جمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي تم استقبالها بمقر الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل. خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي انه من المهم اعادة فتح المعابر لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.