صعدت الآلة الحربية الإسرائيلية في اليوم ال22 من وتيرة عدوانها الممنهج على قطاع غزة باستهداف الأحياء المأهولة بالسكان في مناطق متفرقة من القطاع ضمن حرب إبادة جماعية. ولم يتوقف دوي انفجارات القنابل الفوسفورية والمدفعية الإسرائيلية التي تستهدف كل شيء في قطاع غزة غير مفرقة بين ما هو مدني وما هو عسكري مخلفة سقوط المزيد من الضحايا بين شهداء وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذين لا يجدون ملاذا آمنا يلجأوون إليه. فقد أعاد الطيران الحربي الإسرائيلي أمس استهداف مدارس تابعة لوكالة الأنروا التابعة للأمم المتحدة ساعات فقط بعد التصريحات الغاضبة التي أدلى الأمين العام الأممي بان كي مون خلال زيارته لإسرائيل من استمرار استهداف قوات الاحتلال للمباني التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة والعاملين في المجال الإنساني والإغاثة. ولكن إسرائيل التي اعتادت العبث بأرواح الفلسطينيين ضربت عرض الحائط تحذيرات الأمين العام الاممي حيث قصفت مدرسة تابعة لوكالة الانروا في بيت لاهيا بالقنابل الفسفورية الحارقة مما أدى إلى استشهاد طفلتين وإصابة 13 فلسطينيا ممن كانوا يحتمون بالمبنى الذي يحمل راية الأممالمتحدة. وتعد هذه رابع مدرسة تستهدفها إسرائيل رغم علمها المسبق أنها تؤوي فقط عائلات فلسطينية وجدت نفسها في العراء بعدما انهارت منازلها أو فرت من كثافة القصف الصهيوني العشوائي باحثة عن مكان آمن. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قذائف مدفعية وفسفورية على أبراج الزهراء جنوب مدينة غزة مما أدى إلى جرح عدد من المواطنين واشتعال النيران في الأبراج السكنية. وأضافت أن سيارات الإسعاف والإطفاء لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة لاخلاء الجرحى وإطفاء الحرائق بسبب محاصرة قوات الاحتلال للمنطقة. وبلغت حصيلة الضحايا في بداية اليوم ال22 من المحرقة الإسرائيلية إلى 1203 شهداء وأكثر من 5300 جريح في وقت دمرت فيه آلة الحرب الإسرائيلية 15 مرفقا ومركزا صحيا وعددا كبيرا من سيارات الإسعاف. وقال الدكتور معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أن من بين الشهداء 410 أطفال و108 امراة و113 مسنا و5 شهيدات من حملة الجنسيات الأجنبية. وأضاف حسنين أنه كان من أصعب مناظر هؤلاء الشهداء هو ثلاثة نقلوا من برج الكرامة شمال غرب مدينة غزة وقد تحللت جثامينهم بفعل المواد الحارقة التي استهدفت شقتهم السكنية. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر إعلامية أن قوات الاحتلال قامت بخطف عدد من الجرحى الفلسطينيين في غزة ونقلتهم إلى إسرائيل عبر معبر ايرتز. من جهتها واصلت المقاتلات الإسرائيلية قصف الشريط الحدودي في منطقة رفح مع مصر بدعوى تدمير ما تسميه إدارة الاحتلال بأنفاق سرية تستخدم لتهريب الأسلحة من سيناء المصرية إلى قطاع غزة. غير أن الصورة التي تنقلها مختلف القنوات التلفزيونية تظهر فقط منازل دمرتها الطائرات الحربية عن كاملها ومباني ومنشآت مدنية وأخرى تابعة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني وحتى مراكز طبية طالها القصف العشوائي الإسرائيلي والذي وصل صداه إلى رفح المصرية. وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مواصلة تصديها لقوات الاحتلال إن هي قررت البقاء في غزة. وقال أسامة حمدان العضو القيادي في حركة حماس أن المواجهات مع قوات الاحتلال ستتواصل حتى وان قررت إدارة الاحتلال إعلان وقفا لإطلاق النار من جانب واحد من منطلق أن وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي لا يتضمن سحب قواتها من القطاع. وفي سياق عمليات المقاومة الفلسطينية أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس انها أطلقت قذيفة صاروخية من نوع "أر بي جي" على قوة صهيونية خاصة كانت تعتلي منزلا في منطقة المغراقة، كما أعلنت عن قنصها جنديين إسرائيليين غرب بيت لاهيا وشرق جباليا إضافة إلى قصفها مستوطنة سديروت بصاروخ قسام وقصفها موقع ايرتز العسكري بأربع قذائف هاون. واذا كان الوضع يلتهب في قطاع غزة فإن الحال لا يختلف كثيرا في الضفة الغربية حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها ضد السكان الفلسطينيين هناك. وفي هذا السياق أعلنت مصادر فلسطينية أمس أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قريتين بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية. وقامت تلك القوات بمداهمة عدد من المنازل كما سلمت ثلاثة فلسطينيين طلبات استدعاء للمراجعة في معسكر سالم العسكري. كما فرضت نظام منع التجوال على قرية حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة صباح أمس ونصبت عددا من الحواجز على الشارع الرئيسي للقرية إضافة إلى إغلاق عدد من مداخل القرى المجاورة.