* email * facebook * twitter * linkedin قام كولين ستيورات، رئيس بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" نهاية الأسبوع، بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين التقى خلالها بمسؤولين صحراويين ينشطون في مجال العمل الإنساني وممثلين عن منظمات غير حكومية. وتأتي زيارة الدبلوماسي الاممي الى مخيمات اللاجئين الصحراويين مع اقتراب موعد عقد أعضاء مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر القادم، جلسة مداولات لبحث الوضع في الصحراء الغربية وتجديد مهمة بعثة "مينورسو" لمدة ستة أشهر إضافية وتقييم ما تم انجازه منذ اجتماع شهر أفريل الماضي. يذكر أن الاجتماع سيأتي هذه المرة في غياب مبعوث اممي خاص بعد استقالة الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر، مما يجعل المسألة أهم نقطة نقاش ستطرح على طاولة نقاش الدول الأعضاء في مجلس الأمن وخاصة وان الأممالمتحدة فشلت الى حد الآن في تعيين مبعوث خاص جديد. كما ستكون المناسبة فرصة أيضا لمناقشة ما تم تحقيقه على مدى الستة أشهر الأخيرة على طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي أقرته الأممالمتحدة كمخرج وحيد لحالة الاحتقان التي يعرفها النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا. ورغم أن كوهلر، أرجع أسباب استقالته الى متاعب صحية إلا أن تسريبات أكدت أن المواقف المغربية المتعنتة والرافضة لكل فكرة لإنهاء النزاع عبر منح الصحراويين حقهم في تحديد مستقبل بلدهم هي التي جعلته يرمي المنشفة تماما كما فعل سابقه الامريكي كريستوفر روس. ويجهل ما اذا كان رئيس بعثة "مينورسو" سيقوم في سياق زيارته الى مخيمات اللاجئين بزيارة مماثلة الى المدن الصحراوية المحتلة للوقوف على حقيقة الانتهاكات التي تقوم بها مختلف أجهزة الأمن المغربية في حق المواطنين الصحراويين وخاصة في ظل سياسة الإغلاق التي فرضتها السلطات المغربية مانعة وصول وفود حقوقية وبرلمانية وسياسية الى الأراضي الصحراوية لمنع فضح انتهاكاتها. وسبق للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، أن أبدى تأسفه في رسالة بعث بها الى رئيس مجلس الأمن السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، بسبب العقبات التي يتعمد الطرف المغربي وضعها أمام عمل البعثة الأممية وفشل هذه الأخيرة في الاضطلاع بالمهام الموكلة لها مما أفقدها مصداقيتها. كما دعا الرئيس الصحراوي مجلس الأمن الى التسريع في تعيين مبعوث أممي جديد للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، "تحذوه نفس قناعات وعزيمة سلفه، هورست كوهلر. يذكر أن القضية الصحراوية عرفت ركودا غير مبرر من طرف الأممالمتحدة التي فشلت الى حد الآن في تعيين خليفة للرئيس الألماني الاسبق وهو ما جعل الأمين العام الاممي يفتقد الى تقرير يعتمده وتقديمه أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي كما جرت عليه العادة في كل المرات السابقة التي يتم فيها تمديد مهمة بعثة "مينورسو". والمؤكد أن سياسة التسويف التي طبعت مواقف الهيئة الأممية خدمت بطريقة مباشرة سلطات الاحتلال المغربية التي تراهن على عامل الوقت والوضع القائم لمواصلة انتهاكاتها الفظيعة لأدنى حقوق الإنسان في المدن المحتلة، ومواصلة خطتها الممنهجة لنهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي. وهي الحقيقة التي نبهت إليها الحركة النايجيرية من أجل تحرير الصحراء الغربية والتي حذّرت من استمرارها وطالبت ضمن حملة شرعت فيها لمنع الشركات النيجيرية من شراء الفوسفات والأسمدة والموارد الصيدية المتأتية من الصحراء الغربية. وكشف إبراهيم غمبراري، وزير الشؤون الخارجية النايجيري السابق ورئيس هذه الحركة التي تضم في صفوفها 17 تشكيلا نقابيا أنه يقوم بتحركات مكثفة لتشكيل تحالف نقابي عالمي مهمته القيام بحملة دولية لوضع حد لاحتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب. وطالبت الحركة النايجيرية في هذا السياق الاتحاد الإفريقي باتخاذ "إجراءات ملموسة" لتحديد رزنامة مضبوطة لانسحاب المحتل المغربي من الأراضي الصحراوية المحتلة.