* email * facebook * twitter * linkedin كشف رئيس المنظمة الدولية للحماية المدنية بلقاسم بن كتروس أمس، عن تقارير جد مقلقة حول ظاهرتي الحرائق والفيضانات في الفترة الأخيرة، والتي أثرت حسبه على الغطاء النباتي وتسببت في التغيير المناخي، مشددا في هذا الإطار على ضرورة استمرارية أجهزة الحماية المدنية للدول الإفريقية في العمل سويا والتنسيق مع منظمته من أجل مواجهة الكوارث الذي يشهدها العالم عموما وإفريقيا خصوصا، والخروج ببرنامج إفريقي للحماية المدنية لمدة 5 سنوات (2020-2025). وأكد بن كتروس في تصريح للصحافة على هامش افتتاح أشغال الدورة الرابعة لاجتماع المديرين العامين للحماية المدنية للدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية المنعقدة بالجزائر، أن الوقت قد حان لوضع استراتيجية فعالة للحد من الكوارث والقضاء على ظاهرتي الحرائق التي تفاقمت في الآونة الأخيرة والفيضانات التي أضحت «طوفانا متكررا، يستدعي حسبه إعادة النظر في مخططات العمل. وأوضح أن اجتماع مديري الحماية المدنية جاء عقب تنظيم ثلاثة اجتماعات تحضيرية من أجل الاتفاق على بعض التوصيات والموافقة على جدول الأعمال، مشيرا أن هيئته التي تعمل على تحضير برنامج عمل إفريقي للحماية المدنية لمدة 5 سنوات، ينطلق من التقارير الدولية ويراعي خصوصيات كل منطقة واحتياجاتها. وبالمناسبة، اعتبر المتحدث، الحماية المدنية الجزائرية «مرجعية في مجال التدريب والإمكانيات البشرية والمادية، موضحا أن الدول الإفريقية رحبت بفكرة الاجتماع بالجزائر الذي تحضره 21 دولة، فيما تم تسجيل غياب بلد وحيد فقط. وقال رئيس المنظمة الدولية، إن هناك برنامج عملي يتضمن عدة محاور، تشمل إعادة هيكلة وتنظيم الحماية المدنية الإفريقية وتحيين القوانين التي تحدد كيفية التعامل مع الكوارث وكذا التجهيزات اللازمة للتدخل وجلب الخبرات والتقنيات الموجودة في القارات الأخرى من خلال الاجتماعات الدورية. كما سيتم حسبه ضمن نفس المسعى، التحضير لمؤتمر دولي ينعقد في 2021 ويحدد الاستراتيجية العامة للوقاية ومجابهة الكوارث. من أجل التعاطي الصحيح مع مثل هذه التحديات، أوضح الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية أن هيئته الدولية تحفز وتشجع العمل الثنائي والمتعدد الأطراف، لاسيما التعاون شمال - جنوب وجنوب - جنوب. من جهته، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، صلاح الدين دحمون الذي أشرف على افتتاح اللقاء، أن الحماية المدنية الجزائرية أصبحت نموذجا، من خلال احتضانها لدورات تدريب وتكوين دولية في مجال إدارة وتسيير الكوارث وتنظيم مناورات وتمارين دولية في ميدان الكوارث، كالمنارة الدولية في ميدان الزلازل بولاية البويرة في سنة 2018. وأشار إلى أن الدولة الجزائرية تخصص كل سنة 50 منحة للتكوين في ميدان الحماية المدنية، حيث ساهمت المدرسة الوطنية منذ إنشائها في تكوين العديد من الإطارات منها 446 إطار تابع ل15 بلدا إفريقيا، مضيفا أن الجزائر مستعدة لمواصلة جهودها في التنسيق مع كل الدول الإفريقية الصديقة والمنظمة الدولية للحماية المدنية. في نفس السياق، أكد المدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف أن الجزائر كانت دائما حاضنة للدول العربية والإفريقية، بدليل حضور 20 دولة إفريقية للمشاركة في الاجتماع الرابع للدول الإفريقية والتي تحتضنها الجزائر لأول مرة، وتهدف إلى تبادل الخبرات في المجال، مبرزا في نفس الصدد اهتمام الدولة الجزائرية بتطوير الإمكانيات والقدرات الإفريقية اقتناعا منها أن الكوارث ليس لها حدود. وأشار بوغلاف بالمناسبة، إلى أن هذا الاجتماع سيمكن من دراسة مختلف القضايا المطروحة بدول إفريقيا من أجل رفع مستوى التعاون والتنسيق وضبط ميكانيزمات التدخل السريع والفعال في كل دول القارة، مؤكدا في هذا الإطار أن مواجهة الكوارث في القارة السمراء تتطلب ضرورة وضع «استراتيجية محكمة شاملة» كفيلة بالتصدي للكوارث والأخطار بمختلف أنواعها والاستعداد لها عن طريق تطوير المنظومات الوقائية وتعزيز القدرات العملية والعلمية وتأهيل الكوادر وتكوين الأعوان. بدوره، أشاد العميد كيلي رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية باحترافية الحماية المدنية الجزائرية، موضحا أن الهدف من الاجتماع هو الخروج بقرارات لتطوير الحماية المدنية على الصعيد الإفريقي. للإشارة، ترافق شركة «موبيليس» المديرية العامة للحماية المدنية في تنظيم هذه الدورة الرابعة للمديرين العامين للحماية المدنية للدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية، والتي تنعقد من 29 سبتمبر إلى 01 أكتوبر 2019 على مستوى الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة.