ستتحول الجزائر، في غضون السنوات القليلة القادمة، إلى قوة إقليمية في تسيير الكوارث الطبيعية باتفاق ومباركة الهيئات الدولية كالمنظمة الدولية للحماية المدنية التي تثني على دور الجزائر وخبرتها الجيدة في تسيير الكوارث الطبيعية، وذلك خلال العشرين سنة الأخيرة مما جعلها نموذجا دوليا في تسيير الكوارث المحلية والدولية وفي سرعة الاستجابة لنداء المواطن حسب مدير فرع العلاقات الدولية بالمنظمة الدولية للحماية المدنية السيد بلقاسم الكتروسي الذي أكد أن المنظمة تسعى خلال سنة 2013 إلى إعادة النظر في السياسة الدولية المتبعة في تسيير الكوارث بعد تسجيل أزيد من مليار منكوب ولاجئ، كما يتم التفكير في إنشاء قاعدة عملياتية دولية للمتابعة الآنية للكوارث وتزويد الدول بالمعلومات العلمية الدقيقة الخاصة بها. وحسب السيد الكتروسي فإن الحماية المدنية الجزائرية وعلى الرغم من كونها مؤسسة شابة إلا أن مؤهلاتها وإمكانياتها بالإضافة إلى خبرتها بوأتها مكانة مرموقة وانتزعت واعترافا دوليا صريحا كالذي صُرح به خلال ندوة "يوقو" باليابان، حيث تم اعتبار الجزائر نموذجا في تسيير الكوارث الطبيعية خاصة على المستوى الدولي على اعتبار ان الجزائر شاركت بفرقها في العديد من عمليات الإنقاذ خلال الكوارث التي شهدتها العديد من الدول بأمريكا واسيا وأفريقيا. وقد استعرضت المديرية العامة للحماية المدنية تجربتها الرائدة في مجال تسيير ومواجهة الكوارث الطبيعية خاصة ما تعلق منها بالزلازل وذلك خلال دورة تكوينية دولية نظمت أمس بمقر الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء بالتنسيق مع المنظمة الدولية للحماية المدنية، وشملت الدورة التكوينية ممثلين عن ست دول افريقية وعرفت مشاركة 15 إطارا عملياتيا مسيرا ويشرف على تأطير هذه الدورة إطارات وضباط بالحماية المدنية الجزائرية إلى جانب خبراء دوليين مختصين في علم الكوارث على غرار الخبير السويسري جاك فاقنر . ويشهد العالم تناميا متسارعا في حجم الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وأعاصير التي تزداد حدتها وخطورتها سنة بعد أخرى وهي النتيجة الطبيعية لظاهرة الاحتباس الحراري غير أن التكفل بهذه الكوارث ومعالجة تبعاتها يختلف من دولة إلى أخرى وهو ما يطرح فكرة توسيع مبدأ تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بتسيير الكوارث الطبيعية وتقليص الأضرار المترتبة عنها خاصة فيما يتعلق بالمنكوبين، علما أن العالم يسجل أزيد من مليار منكوب جراء الكوارث الطبيعية وهو نفس الرقم الذي يسجله القطاع السياحي العالمي. ومن هذا المنطلق تركز المنظمة الدولية للحماية المدنية على خبرة الجزائر في تسيير الكوارث الطبيعية وتعمل على إخراج تجربتها إلى العالمية وإشراكها مع دول الجوار والمنطقة عبر دورات تكوينية كالتي نظمت أمس ومست إطارات عملياتية ومدراء عن ست دول هي كوت ديفوار، مالي، غينيا بيساو، تونس، الغابون والبنين وقد سبقت هذه الدورة دورة أخرى شهر مارس الماضي خصصت لموضوع الإسعاف الطبي أثناء الكوارث الطبيعية. وكشف المتدخلون خلال هذه الدورة التكوينية التي ستستمر ستة أيام يتم خلالها تقديم عروض نظرية وأخرى تطبيقية، مدى التقدم الكبير الذي تعرفه بلادنا في مجال تسيير الكوارث الطبيعية وهو ما دفع بالقيادة العليا للحماية المدنية بالتنسيق مع جامعة المدية إلى فتح تخصص جامعي في مجال تسيير الكوارث وهو عبارة عن ماستر شرع فيه العام الماضي ومس 18 إطارا من الحماية المدنية على ان يتم فتح هذا التخصص على مؤسسات وطنية ودولية في الأعوام القادمة لتوسيع المعارف والكفاءات والخروج بقاعدة بشرية متخصصة في تسيير الكوارث ومواجهتها بطرق علمية. للإشارة، سيتم التطرق خلال هذه الدورة التكوينية التي ستستمر ستة أيام إلى عدة محاور هامة أهمها التنظيم الإداري العملياتي للحماية المدنية الجزائرية، تخطيط وتنظيم عمليات الإنقاذ، تنسيق المساعدات الدولية، التكفل البسيكولوجي للأعوان والضحايا، تنظيم وتسيير المساعدات والهبات الدولية بالإضافة إلى التكفل الطبي وتنظيم العلاقة بين الإعلام والحماية المدنية أثناء الكوارث، مدى مساهمة الإعلام في التخفيف من معاناة المنكوبين .