أكد الوزير الأول البرتغالي »خوسيه سوكراتيس« أنه يضع كامل الثقة في القدرات التي تتوفر عليها الجزائر اقتصاديا على نفس القدر الذي يثق فيه بالقيادة السياسية، واصفا العلاقات الثنائية ب »الممتازة«، وإذ أكد أن زيارته تأتي لتعزيز المكاسب التي تحققت في السنوات الأخيرة فإنه أشار إلى أنه »خطوة للتعبير عن استعدادنا للدخول والاستثمار في كافة القطاعات دون استثناء في هذا البلد«. موقف »خوسيه سوكراتيس« جاء خلال كلمة ألقاها أمس بفندق الشيراطون بمناسبة انعقاد منتدى رجال الأعمال البلدين، حيث لم يتوان في التأكيد بأن »كافة مؤسساتنا وإطاراتنا وكفاءاتنا على استعداد للدخول في الاستثمار في كافة القطاعات بالجزائر، ونحن قادرون على ذلك«، وقد برّر هذا التوجه بما وصفه »العلاقات الاستثنائية« التي تجمع الجزائر والبرتغال وكذا »رغبتنا في المساهمة في تنمية الجزائر، وأعتقد أن هناك فرصا كثيرة يجب علينا استغلالها«. وتوجه الوزير الأول البرتغالي في خطاب قوي بالمناسبة بالامتنان إلى الرئيس بوتفليقة الذي أظهر، على حدّ قوله، التزاما كاملا لتعزيز العلاقات بين البلدين، مثلما أورد أن جودة العلاقات بين البلدين ليست على المستوى الثنائي فقط بل على المستوى متعدد الأطراف أي على مستوى الاتحاد الأوربي وكذا الاتحاد الإفريقي، كما أبرز رغبة لشبونة في إعادة التوازن في المبادلات التجارية التي عرفت اختلال في السنوات الأخيرة. وفي هذا الاتجاه أوضح المسؤول البرتغالي أن مجيئه إلى الجزائر يدخل ضمن مساعي لشبونة من أجل تعزيز التعاون الحاصل في أكثر من صعيد، معتبرا أن »الثقة التي وضعناها في الاقتصاد الجزائري هي التي شجعت نمو المبادلات بين البلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة تفسر الحضور المتنامي للمؤسسات البرتغالية الناشطة في مختلف القطاعات بالجزائر«، كما أشار إلى أن حجم المبادلات التجارية تضاعف خلال السنوات الخمس الأخيرة بفضل الثقة الموضوعة في الجزائر التي كانت أداة حاسمة في هذا التطور. وبحسب »سوكراتيس« فإن ما يعزّز الثقة في الجزائر »هو توطيد علاقاتنا الاقتصادية ومستوى علاقاتنا السياسية المتميز«، مؤكدا أن البلدين »لم يسجلا أي نزاع سياسي كما أنهما يتقاسمان نفس التصور والمواقف بخصوص المسائل الدولية«، وهو الأمر الذي دفع به إلى توجيه الدعوة إلى رجال الأعمال البرتغاليين الذين رافقوه في زيارته »من أجل المشاركة في مختلف مشاريع التنمية الكبرى بالجزائر خاصة في قطاع البناء والأشغال العمومية والري والطاقات المتجددة«. إلى ذلك تابع »خوسيه سوكراتيس« بأن بلاده ترغب »في المضي قدما في إطار الشراكة بين المؤسسات من أجل رفع تحديات عصرنة المنشآت القاعدية بالجزائر«، بالإضافة إلى حديثه عن قطاع الأشغال العمومية وكذا البناء التي اعتبرها من بين القطاعات الأساسية التي يهتم بها البرتغاليون، وقال »نريد الذهاب بعيدا في هذا المجال من خلال إقامة اتفاقيات شراكة مع شركات جزائرية بما في ذلك المنشآت القاعدية التكنولوجية«، مثلما ذكر كذلك مجال آخر لا يقل أهمية عن سابقيه ويتعلق الأمر بالتغيرات المناخية إلى جانب الطاقات المتجدّدة، مؤكدا أن بلده يعتبر رائدا عالميا في هذا المجال وبإمكانه تقديم الكثير للجزائر على أساس الاهتمام الذي توليه إلى هذا الجانب.